شهر الخير على الأبواب فكل عام وأنتم بخير سلفاً وقبل الزحام. يٌقال إن الابتسامة هي المفتاح الأول لكل القلوب المغلقة , فهي أرقى تعبير إنساني يمكن أن نوصله للآخرين وبلغة موحدة يفهمها كل البشر ولاتحتاج إلى ترجمة. غير أن هناك سيدة قطرية رأت الأمر من زاوية مُختلفة , فتواصلت مع عيادة أسنان شهيرة في مدينة دبي لتحصل على إبتسامة مصنوعة من الذهب الخالص وأنقى أنواع الألماس من دون حفر أو برد أسنانها ، بحيث تُوضع كنوع من الزينة فقط خلال المناسبات وإلتقاط الصور التذكارية ، ولم تكن تتخيل أن طلبها هذا سيكون سبيلها إلى موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية وسيجعلها صاحبة أغلى ابتسامة في العالم , حيث أن ابتسامتها بعد طلبها الغريب هذا كلفت 153 ألف دولار ،و تفوقت بذلك على (مادونا و ليدي غاغا) اللتين ظهرتا قبل عدة أشهر على شبكات التواصل الاجتماعي بابتسامات ذهبية متواضعة جداً مقارنة بها. وبما أن طبيب الأسنان رجل يحصل على لقمته من أفواه الآخرين , حصل طبيبها على (هبرة) اللهم لا حسد. موقف تلك السيدة (العربية) المجنونة ليس بعيداً عن موقف ذاك الرجل (العربي) المُتخلف الذي اشترى قطعة من (الملابس الداخلية) المُستعملا للاعبة تنس روسية تُدعى "آنا كورنيكوفا" بمبلغ 30 ألف دولار ضمن حملة تبرع قامت بها لصالح جمعيات خيرية. ولا يسعني في هذا الموقف النبيل إلا أن أدعو له بأن يعطيه الله على قدر نيته ويجزيه خير الجزاء على دعمه للفقراء بمبلغ كبير مقابل (سروال صغير) ! مما لاشك فيه المال من نعم الله , وحياة الناس قائمة عليه وكلاً حُر في التصرف بماله , لكن ظاهرة البذخ و الإسراف المادي انتشر بشكل ملحوظ وأصبح مع الأسف مدعاة للتباهي والمٌفاخرة و (الهياط) المُصطنع لدى البعض الذين تتملكهم الرغبة الجامحة في حُب الظهور الإعلامي أمام الآخرين بإعتقادهم الخاطئ بأن المال وإسرافهم في شراء ما لا يُسمن أو يغني من جوع سوف يضفي عليهم صفة الوجاهة الإجتماعية ويعطيهم الشهرة التي يشترون ثمنها بمالهم وغبائهم و ربما نقصهم. لن أُطيل الحديث في هذا الأمر فكلاً عقله في رأسه , يكفي إني عرفت الآن سبب دخول الفقراء للجنة قبل الأغنياء. وقبل أن أنسى أود أن أعرف أين الأثرياء العرب وموسوعة «غينيس» عن ابتسامتي ؟ ومُقتنياتي وبعض (خَلاقيني) ؟ بالفعل العقل زينة وأخوانا في مصر الحبيبة قالوا :"اللي عندو قرش محيرو يشتري حمام ويطيرو" اللهم لا تشغلنا إلا بطاعتك.
مشاركة :