دعت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى العمل على حماية الأماكن الدينية في أوقات النزاع، مؤكدةً دور الزعماء الدينيين في لعب دور مهم في بناء السلام وتوفير الراحة خلال الحرب، مجددةً الدعوة للأطراف في أوكرانيا على الالتزام بالقانون الدولي لوقف الأعمال العدائية ودعم جميع الجهود الرامية إلى التهدئة والحوار نحو حل عادل. وقالت الإمارات، في بيان ألقاه أمام مجلس الأمن الدولي السفير محمد أبو شهاب، نائب المندوب الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة، إن موضوع التسامح الديني من أجل منع النزاعات والامتناع عن تسييس الدين له أهمية خاصة بالنسبة للدولة التي تعترف بالحوار والتفاهم بين الأديان كأساسيات للتعايش السلمي. وقال إن «خلق ثقافة التسامح الديني عنصر أساسي في منع نشوب النزاعات على نحو مستدام، وحلها وإعادة بنائها وهو اعتبار مهم لمجلس الأمن»، مؤكداً مسؤولية الجميع على ضمان أن احترام الثقافات والأديان هو معيار عالمي. وأشار البيان إلى التزام الإمارات بشدة بمبادئ ثقافة السلام، قائلاً: «ندرك المخاطر الكامنة في السماح بإساءة استخدام الدين كأداة لمن يدعو إلى العنف والانقسام». وقال إن منطقتنا شهدت عواقب التطرف والتحريض غير المنضبط على العنف الذي يتمثل في صورة العقيدة الدينية. وأضاف: «إيماننا بالواجب الأخلاقي لضمان أن المجتمعات الدينية المختلفة يمكن أن تعيش معاً بسلام هو السبب في أننا نجد الأحداث الأخيرة في أوكرانيا محزنة بشكل خاص، إن تسييس الدين هو علامة أخرى على الضرر الذي يلحقه الصراع بالنسيج الاجتماعي للبلاد». ودعا البيان إلى العمل لحماية قدسية الأماكن الدينية في أوقات النزاع، وضرورة التعامل مع هذه الممتلكات باحترام والحفاظ عليها، مشيراً إلى أن قرار مجلس الأمن رقم 2347 يأسف للتدمير غير القانوني للثقافة والتراث، بما في ذلك المواقع الدينية، مع التأكيد على أن مثل هذا التدمير يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الصراع وإعاقة المصالحة بعد الصراع. وشدد البيان على دور الدول الأعضاء في مجلس الأمن في حماية التراث الثقافي وحماية الممتلكات الثقافية في النزاعات المسلحة.  وقال: «أماكن العبادة هي مركز ثقل للمجتمعات الدينية، ويمكن أن تكون بمثابة منصات مهمة للتعافي الوطني بعد الحرب». وأضاف: «مع استمرار هذا الصراع، هناك عدد أقل من مجالات الحياة في أوكرانيا التي لم تتأثر، يمكن للزعماء الدينيين والمجتمعات الدينية أن يلعبوا دوراً مهماً في بناء السلام وتوفير الراحة في أوقات الحرب». وأكد البيان أن مقتل 45 شخصاً بغارة جوية في مدينة «دنيبرو» الأوكرانية السبت الماضي، يبرز  التكلفة البشرية المروعة لهذا الهجوم، وحجم المأساة التي تتكشف في أوكرانيا.  وحث البيان الأطراف كافة على الالتزام بالقانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني، مجددةً دعوتها لوقف الأعمال العدائية في جميع أنحاء أوكرانيا، وكذلك استعدادها لدعم جميع الجهود الرامية إلى التهدئة والحوار نحو حل عادل ودائم وسلمي للحرب.