عواصم - وكالات: تحسم المعارضة السورية موقفها من المشاركة في محادثات جنيف في اجتماع تعقده اليوم في الرياض تحت وطأة ضغوط أمريكية كبيرة تتعرّض لها. وقال فؤاد عليكو، ممثل المجلس الوطني الكردي في الائتلاف السوري المعارض وعضو الوفد المفاوض المنبثق عن الهيئة العُليا للمفاوضات، "تعقد الهيئة العُليا للتفاوض اجتماعاً في الرياض وسوف نتخذ القرار النهائي إما بالمشاركة في جنيف أو عدمها". وأوضح أن اللقاء الأخير الذي جمع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري مع رياض حجاب، منسق الهيئة العُليا للمفاوضات، وعدد من أعضاء الهيئة السبت في الرياض "لم يكن مريحاً ولا إيجابياً"، مضيفاً إن الوزير الأمريكي قال لمحدثيه "ستخسرون أصدقاءكم، في حال لم تذهبوا إلى جنيف وأصررتم على الموقف الرافض". وأوضح أن "هذا الكلام ينسحب بالطبع على وقف الدعم السياسي والعسكري للمعارضة". إلا أن عليكو رفض وصف كلام كيري بـ"التهديدات"، مشيراً إلى أنها "ضغوط". وأضاف "حاول كيري بكل جهده تأكيد لزوم حضورنا على أن ندلي بكل ما نريده هناك، لكنه لم يطمئننا بأننا ذاهبون إلى مفاوضات بل إلى حوار ليس أكثر، في حين أننا نريد أن تتمحور المفاوضات حول الانتقال السياسي وليس أن تبقى في إطار جدل ميتافيزيقي". وقال عليكو "الأجواء المتوفرة حالياً غير مريحة للمفاوضات والمشكلة الأساسية التي نواجهها (.. ) هي هل نحن أمام انتقال سياسي وتشكيل هيئة حكم انتقاليّة بصلاحيات كاملة أم تشكيل حكومة وحدة وطنية؟". وأضاف: "ما يتسرّب من أحاديث مسؤولين يشير إلى أننا أمام حكومة وحدة وطنية وليس هيئة حكم انتقالي وفق جنيف-1". من جهته شنّ السياسي السوري المعارض ميشيل كيلو هجوماً على "الإدارة الأمريكية التي لا تحترم الشعب السوري متناسية ذاكرة هذا الشعب العظيم التي لا تنسى من يقف إلى جانبها في الشدائد ومن يقف في صف الأعداء الذين لا يريدون الخلاص من نظام الدكتاتور والتطرّف". وتساءل كيلو في باريس قائلاً: "لماذا يهدّد كيري المعارضة السورية وينقل لها الإملاءات الروسية والإيرانية". ومضي كيلو قائلاً: "ألا يدرك كيري وبعد كل هذه التضحيات التي قدّمها الشعب السوري أن هذا العالم كله لن يقنع شعبنا ببقاء الأسد في منصبه وأن الشعب السوري قرّر الخلاص من الدكتاتور ومحاربة الإرهاب في نفس الوقت باعتبارهما وجهاً واحداً متلوناً" على حد تعبيره.
مشاركة :