الشارقة في 19 يناير / وام / تحتفل هيئة الشارقة للمتاحف بمرور 30عاما على تأسيس متحف الشارقة للآثار - أول متحف في الإمارة - الذي يعد المؤسسة الثقافية الأولى في قلب الشارقة تم افتتاحه في الخامس من يناير عام 1993 ليعرض الكنوز الأثرية المكتشفة في الإمارة ويوثق تاريخها الثري . وشكّل تزايد الاكتشافات الأثرية في الشارقة وتحديداً في كلباء ومليحة بداية لتأسيس المتحف حيث تم بتوجيهات مباشرة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تعيين لجنة خاصة عام 1988 ضمت عدداً من أبناء دولة الإمارات وفريق فرنسي متخصص في شؤون المتاحف، يعاونهم عدد من علماء الآثار الذين عملوا في مواقع الشارقة الأثرية المختلفة، للبحث في تأسيس متحف تمت تسميته لاحقاً وبموافقة سموه”متحف الشارقة للآثار“. وفي إطار دعم المتحف قبيل افتتاحه، وتمهيداً للدور المناط به كحامٍ لإرث الشارقة الحضاري، وتعزيزاً له في أداء مهامه، أهدى صاحب السمو حاكم الشارقة، إدارة المتحف عدداً من المقتنيات الفريدة التي كان يحتفظ بها لإثراء معروضات المتحف، كما أصدر سموه قانون الآثار في إمارة الشارقة عام 1992، بهدف حماية آثار الشارقة ومواقعها الأثرية وتراثها المحلي ومكافحة تهريب الآثار المحلية والعربية والعالمية والمتاجرة غير المشروعة بها. وقالت منال عطايا مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف :” إن ذكرى تأسيس المتحف يمثل يوما استثنائيا لنا للاحتفال بهذا المنجز الهام لمتحف فريد من نوعه في دولة الإمارات والمنطقة، معبرة عن فخرها بتولي الإشراف على المتحف والعمل على تطوير ما يقدمه على مدار سنوات، مؤكدة على ضمان مشاركة مجتمعية أقوى من خلال البرامج والمعارض". وضم مبنى المتحف الأول المكون من ثلاثة طوابق عدداً من القاعات تشمل قاعات العصر الحجري الحديث، وقاعات الألف الثالث قبل الميلاد، وقاعات الألف الثاني قبل الميلاد، وقاعات العصر الحديدي، وقاعات العصر الهيلينستي، وقاعات العصر الإسلامي التي عرضت المقتنيات والقطع الأثرية بطريقة أسهمت في تعريف رواده بتاريخ الشارقة والإمارات، وتأكيد دوره كمرجع ومقصد للمهتمين والباحثين، كما ضمت قاعات للتعريف بطرق ترميم القطع الأثرية. ومع تزايد أعداد الآثار واللقى المكتشفة في الإمارة وخصوصاً بعد تشكيل فريق محلي للتنقيب يتبع لهيئة الآثار في الشارقة، أمر صاحب السمو حاكم الشارقة بإنشاء مبنى جديد للمتحف والذي افتتحه سموه في مايو 1997. وانضم المتحف الذي يفوح بعبق التراث والأصالة في العام 2006 الى أسرة هيئة الشارقة للمتاحف التي تدير 16 متحفاً في الإمارة، حيث عملت الهيئة على مدار السنين نشر العديد من الكتب المتخصصة في علم الآثار وكتالوجات المعارض التي أقامتها في المتحف، ونظمت أيضا العديد من البرامج المجتمعية المصاحبة للمعارض مثل المحاضرات والمؤتمرات المتخصصة في علم الآثار والتي أسهمت بالمحصلة بنشر المعرفة ودعم فهم أفراد المجتمع للتاريخ الإنساني في الشارقة وشبه الجزيرة العربية الذي يعود إلى 125000عام. وانطلقت الهيئة مستندة إلى إيمانها وقناعاتها بضرورة توفير الفرص التعليمية للأطفال التي تنمي حواسهم وتحفز خيالهم، فافتتحت مؤخراً قاعة نموذجية لعلم الآثار التفاعلي في المتحف، هي الأولى من نوعها على مستوى الدولة، وذلك بهدف تعريف الأطفال على مراحل تطور الثقافة والتاريخ الإنساني في الشارقة من خلال النماذج والتقنيات والأنشطة غير التقليدية. وتشمل المعارض التي نظمتها الهيئة في المتحف بهدف إبراز التاريخ الغني للدولة والمنطقة كلا من معرض "البترا:أعجوبة الصحراء“ في عامي 2016/2017 ومعرض”صدى القوافل: مراكز حضارية من المملكة العربية السعودية خلال فترة ما قبل الإسلام“ في عام 2018 ومعرض روائع الآثار من الكويت في عام 2019 ومعرض دير المدينة، قرية فناني الفراعنة التفاعلي في العامين 2019/2020 والذي نظمته الهيئة بالتعاون مع المتحف المصري بتورين. ويشكل معرض”الحضارة العمانية.. النشأة والتطور “ الذي ينظم بالتعاون مع المتحف الوطني في سلطنة عمان ، أحدث معارض الهيئة في متحف الشارقة للآثار والذي افتتحه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ويستمر حتى 7 يونيو من العام الجاري.
مشاركة :