تشكيليون: حلم طال انتظاره القرار يثري الحركة الثقافية ويحفز الفنانين

  • 1/20/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أشاد عدد من الفنانين التشكيليين بقرار إلزام الفنادق باقتناء الأعمال واللوحات الخاصة بالفنانين والفنانات التشكيليين في المملكة، يسهم في نشر الثقافة السعودية ويعضد مستهدفات رؤية المملكة، مشيرين إلى أن القرار يوطن الأعمال الفنية والثقافية، بجميع مكوناتها، ويحقق عوائد مجزية للفنانين ويسوق لأعمالهم الفنية ومع الوقت سترتفع معايير الجودة. وكانت وزارة الثقافة بالتنسيق مع وزارة السياحة أعلنت عن إضافة معايير ثقافية ضمن لائحة مرافق الضيافة التي تلزم الفنادق باقتناء الأعمال واللوحات الخاصة بالفنانين والفنانات في المملكة وكذلك إدراج الثقافة والفنون المحلية ضمن برامج وفعاليات قطاع الضيافة، بهدف تعزيز وإثراء التجارب الثقافية المختلفة، ومنها التراث وفنون الطهي والأعمال الفنية والموسيقى وغيرها في إطار جهود تعزيز وإثراء الثقافة والفنون في المملكة في مختلف القطاعات. وطالب هؤلاء بأن يواكب هذا القرار وعي وإدراك من الفنانين السعوديين لمتطلبات هذه المرحلة الهامة والتعاطي معها بإيجابية كما أن الفنادق ستصبح متاحف فنية ومعارض دائمة إذا أحسنت التجاوب مع هذا القرار. «المدينة» استطلعت آراء بعض الفنانيين والمهتمين بهذا الأمر.. خطوة إيجابية في البداية، لفت الفنان التشكيلي ومدير جميعة الثقافة والفنون بالطائف فيصل الحديدي إلى أن إدراج التجارب الثقافية المحلية ضمن برامج الضيافة وإلزام الفنادق باقتناء الأعمال الفنية خطوة ايجابية لإثراء الساحة الثقافية والفنية، كما أنها تعد تسويقًا جيدًا لمنتجات الفنانين وتعزيزًا لثقافة البلد وفتح المجال أمام هذه الأعمال للانتشار. وأضاف: إنه مع هذا القرار وهذا التوجه، خاصة أنه في حال التزام جميع المعنيين به عند التنفيذ، بالشكل الصحيح والواعي من الممكن أن تصبح الفنادق والنزل السياحية متاحف ومعارض دائمة ووجهة تسويقية جيدة لابداعات الفنان السعودي بمختلف مستوياته. الدعم والتمكين ووصفت ابتهال الغامدي مسؤولة إدارية بأحد الفنادق هذا القرار بالإيجابي والذي يأتي ضمن عدة برامج وقرارات تبنتها رؤية المملكة ٢٠٣٠ في دعم وتمكين الفن والثقافة ودمجها بسلوكيات المجتمع حتى أصبحت نمط مؤثر في المجتمعات وانعكاس لها وهذه الفرصة محفزة للإنتاج الفني الحالي وداعمه لتطويره وتمكينه بما يتلائم بالتطلعات المنشودة للقيادة وهو إضافة ثقافية وسياحية لدور الضيافة ومعززة ومتناسبة للنشاطات التي تعمل عليها في خدمة السياحة، مشيرة إلى أن الفن لغة تعبير تُقرأ وتُفهم وتصل للجميع مهما تعدد اللغات والأعراق، فهو وسيلة فاعلة لنقل الموروث الثقافي والمجتمعي للمجتمعات المحلية بالمملكة ومعبر عن آصالتها وعاداتها. تغيير النظرة أما عبدالعزيز أبو لسة مدير عام فندق المنتزه الوطني فقد رأى أن هذا القرار إيجابي على المستوى المعرفي والثقافي والفني، ويعتبر خطوة داعمة للحراك التشكيلي، مشيرًا إلى تجربة سابقة لهم مع كبار فناني المنطقة ومنهم الفنان عبدالله الدهري والفنانة ريم الغامدي والدكتور أحمد المنتشري وعبدالعزيز مجثل، حيث قدموا بعض الأعمال القيمة على شكل إهداءات. وتابع: أرى أنه من الواجب أن تتغير النظرة وتصبح بشكل واقعي وعملي أكثر ولتعم الفائدة، فالفنان أو الفنانة يبذل جهدًا فكريًا وبدنيًا ويبذل مالاً لشراء مستلزمات العمل الفني، لكن على صعيد منطقة الباحة قد لا تكون الفائدة كبيرة للفنانين بسبب محدودية عدد الفنادق وتواضع تصنيف معظمها بحيث يتردد المبدع الحقيقي في أن يعرض أو تقتنى أعماله فيها إنما كقرار نرحب به لأسباب تاريخية وتراثية وفنية ولنشر والحفاظ على قيم ثقافية عليا تعكس هويات مختلف مناطق المملكة العربية السعودية هذه اللوحة العظيمة التي رسمت في قلوبنا. الثقافة والتحول الوطني من جانبه قال الدكتور حسان صبحي الأستاذ المساعد بكلية التصاميم والفنون بجامعة أم القرى: إن الثقافة تمثل ركيزة أساسية ومكونًا فاعلًا ضمن إستراتيجية محددة تحمل في طياتها أسس التحول الوطني الذي انتهجته المملكة، عبر إستراتيجيات تحقق الحلم والطموح والرؤية الواعدة للمملكة 2030 وهو ما وجه به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ويرعى تنفيذها سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان والتي تنطلق رؤيتها من مساهمة قطاع الثقافة بالدور الهام الفاعل المباشر في تحقيق الركائز الإستراتيجية الثلاث والمتمثلة في بناء وطن، ومجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، وشحذ الطاقات المبشرة للمبدعين. وأضاف: إن وزارة الثقافة تحت قيادة سمو وزير الثقافة على قناعة، بضرورة زيادة الأنشطة والمناحي الثقافية، ففي إطار جهود تعزيز الحركة الثقافية والفنية بالمملكة، وبالتنسيق مع وزارة السياحة، وفق معايير ضمن اللائحة الحديثة، عبر إدراج التجارب الثقافية المحلية ضمن برامج الضيافة، ونحو تعظيم فرص تحفيز المواهب ودعمها ثقافيًا، وإثراء تجربة الزوار للفنادق، وتفعيل الدور الحيوي للثقافة في مرافق الضيافة عبر المشاركة بتجربة ثقافية متفردة أصيلة وداعمة. تكافؤ الفرص وقالت الفنانة التشكيلية ليلى الحامد: إن هذا القرار يصب في مصلحة الفنادق والفنانين التشكيلين على حد سواء إذ تعتبر منصة تسويقية للفنانين التشكيليين ويسهم في نقل ثقافة وتجارب الفنانين التشكليين الى السواح والزوار، خاصة أن المملكة تتنوع فيها المدارس الفنية إلى جانب كونها إضافة فنية وجمالية للفنادق وهذا القرار يعزز الثقافة السعودية الأصيلة ويدعم المواهب السعودية ويخلق مصدر دخل للفنانين ويحقق تكافؤ الفرص للجميع. نشر الثقافة وعبر الفنان التشكيلي والمزخرف عبدالعزيز مجثل عن سعادته بهذا القرار كونه منصة تسويقية لأعمال الفنانين وتعتبر مركزاً ثقافيًا لنقل الثقافة السعوديبة الأصيلة إلى مختلف شعوب العالم وهو بمثابة حلم ينتظره فنانو الوطن منذ زمن ليشاركوا في نشر ثقافة وفن المجتمع السعودي وليرى العالم ما وصل إليه الفن السعودي، في ظل اهتمام حكومتنا الرشيدة وتحقيقاً لمستهدفات رؤية ٢٠٣٠ التي تهتم بكل شرائح المجتمع والتي يعتبر الفنانين جزءاً مهمًا منها. تأكيد الهوية ويرى الفنان التشكيلي عبدالله الدهري أن إلزام الفنادق باقتناء الأعمال واللوحات الفنية للفنانين السعوديين جاء استكمالاً لما صدر سابقاً من وزارة الثقافة حول إلزام المقرات الرسمية الحكومية في الدوله باقتناء الأعمال الفنية للفنانين السعوديين ولا شك أن هذا داعم قوي ورافد من روافد الحفاظ على الهوية الوطنية للبلد واستبعاد للأعمال الفنية الدخيلة والمستنسخة والتي تمثل ثقافات لشعوب لا تربطها جوانب ثقافية أو حضارية أو تاريخية مع بلدنا الحبيب، مؤكداً أن هذا القرار أسعدنا نحن مجتمع الفن التشكيلي في المملكة في جميع المناطق التي تتميز كل منطقة من مناطقها بهويتها الخاصة وتراثها الذي يتفرد به عن المناطق الأخرى والتي تتكامل في مجملها لتمثل هوية متفردة لإنسان هذا البلد العظيم.

مشاركة :