يتهيأ القطاع السياحي في دولة الإمارات، للانطلاق بداية من العام الجاري نحو دورة جديدة من الانتعاش، وتسجيل رقم قياسي جديد في أعداد السياح الدوليين، يتجاوز مستويات ذروة ما قبل الجائحة المسجلة في عام 2019، وسط توقعات بمحافظة القطاع على معدل نمو سنوي قوي خلال السنوات المقبلة، لتحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031، بحسب خبراء في القطاع. وعزا هؤلاء، النمو القوي المتوقع في أعداد السياح الدوليين بداية من هذا العام، رغم التحديات العالمية، وضعف نمو الاقتصاد العالمي وارتفاع معدلات التضخم، إلى 8 محركات رئيسة، تتمثل في السمعة العالمية التي تحظى بها دولة الإمارات والتي باتت الأكثر شعبية بين أهم 10 وجهات سياحة في العالم، وما تتمتع به من استقرار وأعلى معايير الأمن والأمان، وتعافي حركة السفر الدولية وإعادة فتح السوق الصيني أحد أكبر الأسواق الرئيسة، ومواصلة التوسع في الطاقة الفندقية، واستضافة العديد من الأحداث الدولية الكبرى والتي من أبرزها مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 28)، فضلاً عن التسهيلات الخاصة بالتأشيرات السياحية، إلى جانب دخول الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031، التي تم الإعلان عنها في شهر نوفمبر الماضي حيز التنفيذ، لاسيما وأنها تستهدف تسريع تنافسية الدولة في القطاع السياحي، والوصول إلى 40 مليون نزيل فندقي في 2031. وقال يحيى إدريس، المؤسس ورئيس شركة «فيرست نوفا إنترناشونال» للاستشارات الفندقية والسياحية، أن عام 2023، يحمل العديد من مؤشرات التفاؤل للقطاع السياحي في دولة الإمارات، حيث من المتوقع أن يشكل امتداداً للنمو القوي الذي تحقق في عام 2022، وبداية دورة انتعاش جديدة تمتد حتى 2031، لتحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للسياحة. وأوضح إدريس أن مؤشرات العام الماضي عكست المكانة الراسخة لدولة الإمارات على خريطة السياحة الدولية، وتمتعها بمقومات ومعالم سياحية وعوامل جذب متنوعة في مختلف إمارات الدولة، فضلاً عن زخم المعارض والأحداث العالمية الضخمة التي استضافتها الدولة خلال العام والتي كانت من أبرزها إكسبو 2020 دبي، مما أسهم في تسريع تعافي القطاع من تداعيات جائحة كوفيد-19، مقارنة بالوجهات السياحة الأخرى حول العالم. وأشار إدريس إلى وجود العديد من العوامل التي من شأنها أن تعزز من زخم انتعاش الحركة السياحية في دولة الإمارات للعام الجاري، والتي من أبرزها قرار الصين بإعادة فتح الاقتصاد ورفع قيود السفر للخارج، حيث تشكل الصين سوقاً مهماً للسياحة المصدرة لدولة الإمارات، فضلاً عن مؤشرات التعافي في حركة السفر من وإلى دولة الإمارات واقترابها من العودة لمستويات ما قبل الجائحة. وأوضح أن دولة الإمارات تأتي في مقدمة الوجهات السياحة التي أظهرت مؤشرات القطاع السياحي بها علامات قوية على تحقيق التعافي الكامل من تبعات الجائحة، واستحواذها على الحصة الأكبر من أعداد السياح الدوليين القادمين للمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بفضل السمعة العالمية للسياحة الإماراتية ومما تتمتع به من أمن وأمان واستقرار، وبنية تحتية استثنائية فضلاً عن الانتعاش الاقتصادي الجاذب للأعمال والاستثمار، بالتزامن مع التسهيلات المتعلقة بالتأشيرات السياحية وتأشيرات الأعمال، التي تمنح بدورها قوة دفع جديدة للطلب من الأسواق المختلفة. أخبار ذات صلة الإمارات تجدد التأكيد على ضرورة حماية المدنيين في أوكرانيا دعوة إماراتية لمعالجة الأسباب الجذرية للإرهاب رحلة جديدة من الازدهار بدوره قال صالح المخدوم، عضو مجلس إدارة المركز العربي للإعلام السياحي، أن القطاع السياحي في دولة الإمارات، يستعد بداية من العام الجاري، إلى تدشين رحلة جديدة من الازدهار والتألق، مرتكزاً على سجل حافل من الإنجازات التي تحققت خلال السنوات القليلة الماضية، والتي مكنته من ترسيخ موقع الدولة في قلب خريطة السياحة العالمية، واجتذاب أكثر من 22 مليون سائح دولي سنوياً. وتوقع المخدوم أن يحقق القطاع السياحي في الإمارات نمواً كبيراً خلال العام الجاري، مستفيداً من المقومات السياحية المتنوعة التي تعزز من جاذبية الإمارات للسياحة العالمية، وتسارع تعافي الطلب على سوق السفر الدولي والذي تحظى الدولة بحصة كبيرة منه تصل إلى نحو 30% على مستوى الحركة في منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن مواصلة الدولة استضافتها للأحدث والمؤتمرات العالمية الضخمة، حيث تستعد لاستضافة مؤتمر «كوب 28 للمناخ» في نوفمبر المقبل، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققته من استضافة إكسبو 2020 دبي، والذي أسهم في انتعاش القطاع السياحي والفندقي في دبي وتحقيق أعلى معدلات إشغال في العالم. وأشار المخدوم إلى صناعة السياحة في دولة الإمارات تمتلك كافة المقومات التي تؤهلها إلى تحقيق مستهدفات استراتيجيتها الوطنية للسياحة 2031، والتي تشمل رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الوطني. الأسواق التقليدية وفي السياق ذاته، توقع سمير حماده، الرئيس التنفيذي لشركة إيليفيت دي إم سي للسياحة، أن يشهد عام 2023، أداءً قوياً للقطاع السياحي في دولة الإمارات، بعد أن تمكن خلال العام الماضي من التعافي بشكل كبير من آثار جائحة كوفيد-19، ونجاح الدولة في اكتساب ثقة العالم في التعامل مع الجائحة ما مكنها من تصدر الوجهات المفضلة للسفر لدى العديد من الأسواق الخارجية. وأوضح حماده، أن ما يعزز التفاؤل بشأن انتعاش القطاع السياحي في الإمارات خلال هذا العام، مؤشرات عودة الحركة من الأسواق التقليدية الرئيسة، إلى طبيعتها مع استمرار التدفقات من الأسواق الجديدة التي تم استقطابها خلال الجائحة، وتوسع شبكة وجهات الناقلات الوطنية وتعافي حركة السفر من وإلى الدولة، فضلاً عن التوسع في زيادة الطاقة الاستيعابية للفنادق، والذي من شأنه أن يسهم في تصحيح أسعار الإقامة الفندقية، بما يسمح بتوفير خيارات أكبر أمام السياح.
مشاركة :