أكدت دولة الإمارات ضرورة وقف الأعمال العدائية وحماية المدنيين والتوصل إلى حل سلمي للنزاع في أوكرانيا، مجددة الدعوة للأطراف للامتثال بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، ويشمل ذلك احترام مبادئ الضرورة والتناسب والتمييز. وقالت الإمارات، أمس في بيان أمام اجتماع لمجلس الأمن بصيغة «آريا» حول الأزمة الأوكرانية: «يجب ألا يكون المدنيون والأعيان المدنية أهدافاً للهجمات»، وأكدت ضرورة إعطاء الأولوية لحماية المدنيين ووصول المساعدات إلى المحتاجين، فملايين المدنيين في دونيتسك ولوهانسك كانوا بحاجة لتلقي المساعدات الإنسانية حتى قبل فبراير الماضي. وأضافت في البيان الذي أدلت به غسق شاهين، عضو بعثة الدولة لدى الأمم المتحدة: «ندرك جميعاً التكلفة البشرية الهائلة للحرب في أوكرانيا منذ أن بدأت العام الماضي ولكننا نعي أن معاناة المدنيين لم تبدأ منذ ذلك الوقت فحسب، فوفقاً لتقديرات مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان قتل قرابة 3400 مدني وأصيب أكثر من 7 آلاف بجروح خلال الفترة ما بين أبريل 2014 وديسمبر2021 جراء النزاع في شرق أوكرانيا». ودعت شاهين خلال البيان الأطراف إلى الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي والإنساني، وإلى أهمية احترام مبادئ الضرورة والتناسب والتمييز، إذ لا يجب أبداً أن يكون المدنيون والأعيان المدنية أهدافا للهجمات، مشيرة إلى أن مجلس الأمن عزز في قراره رقم 2573 المعتمد قبل أقل من عامين المبدأ المتمثل بضرورة امتناع أطراف النزاعات المسلحة عن استهداف الأعيان التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين سواء بالهجمات أو تدميرها أو إزالتها أو جعلها عديمة الفائدة. وقال البيان: «ما زلنا نتلقى تقارير عن مقتل وجرح مدنيين وعن تضرر وتدمير البنية التحتية الحيوية ولعل آخر مثال مأساوي على ذلك هو قصف مبنى سكني في مدينة دنبيرو يوم السبت الماضي الأمر الذي يستوجب إعطاء الأولوية لحماية المدنيين». وشدد على ضرورة ضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين، لافتاً إلى أن ملايين المدنيين في محافظتي دونيتسك ولوهانسك كانوا بحاجة إلى تلقي المساعدات الإنسانية حتى قبل فبراير الماضي، كما عانى خلال تلك الفترة العديد من المدنيين الموجودين بالقرب مما كان يسمى آنذاك خط التماس من صعوبات في الحصول على المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية. وأضاف البيان: «مع اشتداد النزاع تزايدت التحديات الماثلة في صعوبة إيصال المساعدات الإنسانية، مشيراً إلى أنه رغم هروب العديد من المدنيين جراء عمليات العنف من مناطق مثل باخموت، يبقى العديد ممن لم يتمكنوا من المغادرة، وخاصة كبار السن عرضة للخطر». كما شدد على أهمية ضمان وصول العاملين في المجال الإنساني للمحتاجين بشكل آمن ودون عوائق، منوهاً إلى أن أحداث الأسابيع الأخيرة كانت بمثابة تذكير صارخ بالمخاطر التي تواجهها منظمات المساعدات الدولية والعاملون فيها، لاسيما قصف مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دونسيك ومقتل عامل إغاثة أثناء توزيعه للأغذية. وفي ختام البيان، شددت الإمارات مرة أخرى على الحاجة الملحة إلى وقف الأعمال العدائية والتوصل إلى حل سلمي للنزاع، مؤكدة أن الوقت قد حان لشق طريق نحو سلام عادل ومستدام، وإلى أن يتحقق ذلك سيظل المدنيون في أوكرانيا تحت وطأة هذا النزاع الضاري.
مشاركة :