أكد خبراء الطاقة في المنتدى الاقتصادي العالمي على أهمية تأمين إمدادات الطاقة والتحول الأخضر في معالجة أزمة الطاقة وبناء مستقبل نظيف ومستدام. وأزمة الطاقة الحالية ليست الأولى بالنسبة لبعض البلدان، لكنها الأولى على المستوى العالمي على خلفية الترابط الوثيق بين أسواق الطاقة. وأثر ارتفاع الأسعار العالمية للنفط والغاز الطبيعي والفحم على المستهلكين بشدة، إلى جانب ارتفاع التضخم والاضطرابات في سلاسل التوريد في وقت كان العالم يتعافى فيه بالفعل من جائحة كوفيد-19. وقد نوقشت مسألة كيفية تحقيق الاستقرار الجيوسياسي وأمن الطاقة هذا الأسبوع في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد حاليا في منتجع دافوس بسويسرا. وقال القادة إن أزمة الطاقة جاءت بعد عقد من نقص الاستثمار في مصادر الطاقة القديمة، فضلا عن بطء الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة. وقال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، إن العالم "لم يشهد من قبل أزمة طاقة بهذا العمق والتعقيد". ومع ذلك، شدد على أن حالة الطوارئ العالمية في مجال الطاقة عززت الطاقات المتجددة، والتي بدورها ستعزز أمن الطاقة. وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود على ضرورة تحقيق الاستقرار على المدى القريب خاصة في أسواق الطاقة العالمية. وقال إن الاستقرار الجيوسياسي "أمر أساسي تماما" لأمن الطاقة العالمي. وقال فيصل "في الوقت نفسه، نحتاج إلى الحفاظ على إمدادات من الطاقة التقليدية يتم تسعيرها بطريقة تضمن الاستقرار، وسنواصل معالجة ذلك بطريقة مسؤولة". كما سلط قادة الطاقة الضوء على أهمية "التحول الأخضر"، داعين إلى تطوير الطاقة المتجددة من أجل ضمان الإمدادات ومكافحة تغير المناخ. وتم التأكيد أيضا على العولمة كجزء من التحول الأخضر. وقال آدم توز، مدير المعهد الأوروبي في جامعة كولومبيا، إن "انتقال الطاقة هو فعليا مجموعة من الترابطات". ومن جهته، قال بيرول إن "المحرك الأكبر لنمو الطاقة المتجددة اليوم هو أمن الطاقة". وفي تقرير حديث، قالت وكالة الطاقة الدولية إن العالم يمر بفجر عصر صناعي جديد لتصنيع تكنولوجيا الطاقة النظيفة، وهذا يخلق أسواقا جديدة رئيسة وملايين الوظائف. ومع ذلك، فإنه يخلق أيضا مخاطر جديدة، مما يدفع البلدان في جميع أنحاء العالم إلى ابتكار استراتيجيات صناعية لتأمين موقعها في اقتصاد الطاقة العالمي الجديد. وتقدر وكالة الطاقة الدولية أن تبلغ قيمة سوق الطاقة الخضراء المنتجة بكميات كبيرة حوالي 650 مليار دولار أمريكي سنويا بحلول عام 2030، أي أكثر من ثلاثة أضعاف قيمتها الحالية. وقال فيصل إن المملكة العربية السعودية "تستثمر ما يقرب من 200 مليار دولار أمريكي في الطاقة المتجددة في الداخل والخارج" لأنها تجلب المزيد من التقنيات منخفضة الكربون. ويتوقع الكثيرون أن تستمر التقنيات الرئيسة، بما في ذلك طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، والبطاريات، واحتجاز الكربون واختزانه، والبنية التحتية للهيدروجين، في النمو هذا العام حيث تبحث البلدان عن مصادر طاقة بديلة. وتم التأكيد على جهود الصين لدفع تطوير الطاقة المتجددة في المنتدى الاقتصادي العالمي هذا الأسبوع. وصرح رئيس وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول لوكالة أنباء ((شينخوا)) على هامش المنتدى بأن الصين تقوم بدور رائد في التقنيات الخضراء. وقال إن "الصين اليوم هي المحرك الأكبر لتقنيات الطاقة النظيفة"، مضيفا أنها رائدة عالميا في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والسيارات الكهربائية والمنشآت النووية الجديدة. ووفقا لتقرير "منظورات تكنولوجيا الطاقة للعام 2023" الصادر عن وكالة الطاقة الدولية مؤخرا، فإن الصين تهيمن حاليا على تصنيع وتجارة معظم تقنيات الطاقة النظيفة، وكان استثمارها في هذا القطاع مفيدا في خفض تكاليف التقنيات الرئيسة في جميع أنحاء العالم
مشاركة :