حدَّثني أحد الزملاء بأنه رغب في استقدام عاملة منزلية سبق لها العمل في المملكة في أكثر من مدينة (بناء على اقتراح من إحدى قريباتها هنا في الرياض)، حيث عملت على مدار ست سنوات في ثلاث مدن، مضيفا إنها تمتلك مزايا مطلوبة لجميع الأسر مثل إجادتها الطبخ بشكل كامل خلاف اهتمامها بالأطفال ورعاية كبار السن مما يجعلها مطلوبة لكافة العائلات، ويتساءل الرجل ما سبب تنقلها من مدينة لأخرى، حيث إنها تمتلك مواهب تجعل العائلة تتمسك بها لأكثر من سنتين بل ربما تتمسك بها لعدة سنوات، هذا التنقل بين مدينة لأخرى جعل الزميل يتوهم أنه ربما أن تعاملها ليس جيدا أو أنها، بغض النظر عن مزاياها السابقة، ليست أمينة وغيرها من أوهام دارت في رأسه، وللحق فإن تساؤله مشروع حيث جرت العادة أن يدفع الكفيل راتبا أكبر للعاملة المميزة التي تمتلك بعض المهارات ويغريها للبقاء عنده، أما تنقلها كل سنتين فإنه يضع أكثر من علامة استفهام، خاصة إذا علمنا أن تكاليف الاستقدام عالية مما يجعلنا نحرص على عودة العاملة السابقة إذا كانت جيدة.أعتقد أن وجود تقييم لكل عاملة منزلية عملت سابقا في المملكة يعتبر مهما جدا حتى يتنبه الكفيل الجديد لذلك سواء سلبا أو إيجابا وهذا التقييم ليس ملزما إنما مجرد تنبيه ومعلومات تضاف عن تلك العاملة، وهو يعتبر أيضا في صالحها لتستطيع الأسرة الجديدة التعامل معها بطريقة معينة تضمن الاستمرارية بين الطرفين، لأن نفسيات الناس تختلف من شخص لآخر وإذا فهمنا ما يرغب وعاملناه بأسلوب وطريقة يرتاح لها ننجح جميعا في تجاوز العقبات لأن العاملة ربما تكون جيدة ولكن بسبب عدم فهم نفسيتها لا نستطيع الوصول إلى حل يرضي الطرفين، والدليل أن بعض العمالة ينجح مع أسرة ويفشل مع أسرة أخرى بسبب تغير التعامل، أما العامل أو العاملة السيئة فهذا أمر آخر.هذا التقييم يضعه الكفيل السابق ويكتب ملاحظاته بشكل مبسط، وهو ليس ملزما ولا يلغي موضوع عودة العاملة للمملكة إنما يعطي انطباعا مبدئيا عن ذلك الوافد الجديد، ومن حق الكفيل الجديد الأخذ به من عدمه.هذا التقييم يمكن أن يكون تحت إشراف جمعية مختصة بالموارد البشرية تقدم تلك الخدمات للجميع سواء مجانا أو برسم رمزي، وفي نهاية الأمر تظل خطوة مهمة لصالح الكفيل والمكفول.@almarshad_1
مشاركة :