هزاع بن صالح البلوشي على مر سنوات مضت اكتسب "مهرجان مسقط" شعبية واسعة المدى على المستوى المحلي بل والعالمي على حد سواء، ولطالما نالت تلك الفعاليات إعجاب الكثيرين وسط حضور جماهيري واسع ومختلف الثقافات. ويعود ذلك للطابع التقليدي الممزوج بالأصالة العمانية والثقافة القديمة المنفردة والمختلفة التي بناها الأجداد وخلدها التاريخ وهذا أمرٌ لا نستطيع إنكاره بأي حال من الأحوال. ولعل جائحة كورونا "كوفيد-19" كانت السبب الرئيسي وراء إيقاف هذه الفعاليات والأنشطة الأخرى التي بدورها شكلت تحديًا واضحا لاستمرارية المهرجانات والفعاليات على غير عادتها لاسيما في ظل الظروف التي تعرض لها العالم بشكل أجمع. ولكي ننصف نجاح المهرجان أو فشله لابد أن نعلم أن بداية الغيث قطرة ولنتذكر جميعا أن المسمى الحديث "ليالي مسقط" هو الدليل الأسمى لتلك القطرات التي نتأمل أن تأتي بغيث النجاحات المنهمرة في قادم الوقت. للوهلة الأولى عندما سمعت هذا المسمى راودني شعور مختلف لا أستطيع أن أصفه وعاد بي إلى تلك الأيام الجميلة التي لطالما اشتقنا لها وحنّت قلوبنا لعودتها مرة أخرى وسط ضحكات الأطفال وهدوء الكبار بل وإن هذه العبارة جعلتني أردد هذا الأسئلة مرارًا وتكرارًا: هل تحرر مهرجان مسقط من قيوده المتشابهة وطابعه المتكرر؟ هل مضت الجهات المعنية قدمًا في التغيير والنجاح لاسيما بعد الانقطاع الطويل؟ لا سيما أن فعاليات المهرجان تتوافق مع إجازة منتصف العام وتعد فرصة للاستمتاع بالأجواء الشتوية وأداة فاعلة في إنعاش الاقتصاد والسياحة ومنصة للترفيه والتواصل الثقافي. إلا أنني في لحظة إدراك خاب ظني وانقضى حلمي وأدركت بعدها أنه "ليس كل ما يتمناه المرء يدركه". نعم لم تكن ليالي مسقط بما تخيلته الأذهان وتشوقت لرؤيته الأعيان، لم تكن تلك الليالي التي انتظرها الصغير قبل الكبير وهذا ما أثبته الغالبيه في منصات التواصل الاجتماعي المختلفة. إن الانقطاع الذي شهده هذا المهرجان كان كفيلًا بأن يعطي مساحة كافية لمعالجة جوانب الضعف والسلبيات السابقة بل كان طريقًا ممهدًا للبحث عن طرق المعالجة والإصلاح لتلك الفعاليات والأنشطة المختلفة. وكما يقال ربّ ضارة نافعة وهذا ما شهده العالم من خلال استغلال الفرص والوقت في بناء الخطط ودراسة الظواهر والتحديات والعمل على تذليلها في كل المجالات ولكن للأسف لم يتحقق ذلك في ليالي مسقط. لذلك لابُد أن نعمل جاهدين بكل شغف وإصرار على إصلاح ما فات ولنعلم جميعا أنه ليس من العيب ألا ننجح، ولكن العيب أن نستمر في عدم النجاح. ومن هنا فإنه وجب على الجهات المختصة أن تعمل على معالجة الأخطاء والسلبيات لتكسب رضا الجمهور وتشبع حاجاتهم. إضافة إلى ذلك لا بُد أن نؤمن بأنَّ الصورة الذهنية هي أساس التغيير وبداية النجاح ومفتاح النجاة. وعلى الجهات المختصة أن تمحو الصورة الذهنية التقليدية التي لطالما وقفت سدًا ذريعًا في نجاح المهرجان نتيجة التراكمات والاعتقادات الروتينية السابقة التي كوّنت صورة ذهنية سلبية إلى حد سواء في نفوس الجمهور؛ الأمر الذي يجعل الجمهور لا يرضى ولا يقتنع مهما كانت الخدمات المقدمة وجودتها.
مشاركة :