الكذب لا يملك أرجلاً يمشي بها.. ولكنه أكثر شيء يمشي في هذه الأيام.. لم أقلّ راقت لي..لكن أحترت لمن أهديها..!!؟؟ اهديها للوطن أو للمواطن أو لبعض المسؤولين ورسالة لمن يعنيهم الأمر على امتداد الوطن..؟؟ أو لبعض من هو ذو شأن عام، أو من هو رفيع المقام في المجتمع، أو له مكانة ما بمكان ما..؟؟ تخيلوا قوة البلاغة الشعرية..مرض أحد الولاة فنذر القوم أن يصوموا يوم شفائه فلما شُفي صاموا جميعهم إلا واحداً أفطر.. ولما عاتبه الوالي، انشد قائلاً : ‏نذر الناسُ يوم بُرئك صوماً ‏ غير أني نذرتُ وحديَ فِطراً ‏جازماً أن يوم بُرئك عيدٌ ‏ لم يجُزْ صومهُ وإن كان نذراً أًعجب الوالي بكلامه فعينه شيخ المطبلين.. ونكمل من كتاب الأمير، لنيكولو مكيافيلي.. ما أوصى ونصح ميكافيلي، الأمير بقوله : “إحتفظ بأكبر عدد من المنافقين الى جوارك بل وشجع المبتدئين منهم على أن يتمرسوا على افعال النفاق والمداهنة، لأنهم بمثابة جيشك الداخلي الذي يدافع عنك أمام الشعب بإستماتة.. سيباهون بحكمتك حتى لو كنت أكبر الحمقى.. ويدافعون عن أصلك الطيب حتى لو كنت من الوضعاء، ويضعون ألف فلسفة لأقوالك التافهة.. وسيعملون بكل همة على تبرير أحكامك وسياساتك العشوائية، ويعظمون ملكك، كلما أمعنت فى الظلم وبالغت فى الجباية.. ثم ألق لهم، بعض الإمتيازات التافهة التي تشعرهم بتفوقهم عن باقي الشعب، ولكن إحذر.. لا تتخذ منهم خليلاً أو مشيراً لك، ولا تأخذ منهم مشورة أبداً، لأن مشورتهم خادعة، ومجالستهم ستجذبك فوراً إلى الوضاعة وتجلب لك العار.. ألق لهم الفتات بإحتقار ولا تعل من قدر أحدهم، إجعل لهم سقفاً لا يتخطونه، وكن على يقين انهم سيصبحون أكبر خطر يتهددك وسيتحولون في لحظة إلى ألد أعدائك، إذا تهاوى ملكك أو ضعف سلطانك، أو ظهر من ينافسك بقوة على العرش.. سيبيعونك في لحظة، لمن يدفع أكثر، ويقدمون فروض الولاء والطاعة لمن يأتي من بعدك بدون لحظة أسف على رحيلك.. يجب عليك أيها الأمير أن تتعلم كيف تفرق.. بين حقراء القوم وأعزتهم.. المنافقون هم أحقر البشر، وأوجدتهم الأنظمة لخدمة الملك،كما أوجدت الكلاب لخدمة الراعي موجودون في كل الممالك والسلاطين وحيثما يوجد الحاكم، وينامون على رصيف القصر..” اللهم..إبعد عنا أهل النفاق والمنافقين والمطبلين أللهم..لإنك تحب الصدق والجرأة في قول الحق وبكل صدق الكلمة وأمانة أشهد امامك واقول : فلتكرهني الناس على صدقي.. أفضل من أن تحبني على كذبي.. اللهم..لا تجعلني يوماً من المنافقين والمطبلين.. واحمني مع اصدقائي من أهل الرياء والكذب.. وأعطنا خير الأقدار، وهب لنا قلوباً آمنة مطمئنة.. واغمر بيوتنا بالبركة والعافية والستر والأمان.. وعلِّق قلوبنا برجائك، وأمنع رجاءنا عمن سواك.. اللهم.. إنك تعلم عيوبنا فاسترها، وتعلم حاجاتنا فاقضها، وكفى بك ولياً وكفى بك نصيراً. للتواصل مع الكاتب KhaledBaraket@gmail.com