تظاهر عشرات الفلسطينيين اليوم (الاثنين) في قرية "الخان الأحمر" الفلسطينية شرق القدس رفضا لمخطط إسرائيلي يستهدف هدمها وترحيل سكانها. ورفع المشاركون في التظاهرة التي نظمتها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في منظمة التحرير الفلسطينية وفصائل المنظمة، الأعلام الفلسطينية ولافتات ترفض سياسية الهدم والتهجير للسكان الفلسطينيين. وجاءت التظاهرة التي جاءت وسط انتشار مكثف للقوات الإسرائيلية تزامنا مع دعوات أعضاء كنيست (برلمان) إسرائيلي لتنفيذ جولة للقرية اليوم بهدف الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للعمل على إخلائها وهدمها. وقال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن التظاهرة والاعتصام على أرض "الخان الأحمر" تحمل رسالتين الأولى بأن سكان القرية "ليسوا وحدهم أمام الإجراءات والممارسات الإسرائيلية ومحاولات ترحيلهم منها". وأضاف شعبان أن الرسالة الثانية للحكومة الإسرائيلية والوفد البرلمان القادم للمنطقة بأن الشعب الفلسطيني "لن يغادر الخان ولن تهدم القرية إلا على رؤوس ساكنيها"، مشيرا إلى أن "التنازل عن القرية سيفتح البناء الاستيطاني على مصراعيه من القدس حتى البحر الميت وانعدام مشروع حل الدولتين المقبول دوليا". وأفادت الإذاعة العبرية العامة أمس (الأحد) بأن أعضاء كنيست (برلمان) إسرائيلي من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو يخططون لتنفيذ جولة في القرية اليوم بهدف الضغط للعمل على إخلائها وهدمها. وذكرت الإذاعة أن الزيارة تأتي قبل تقديم رد الحكومة الإسرائيلية أمام المحكمة العليا على قضية إخلاء القرية من عدمه في الأول من فبراير المقبل، مشيرة إلى أن الخطوة تشكل تحديا لنتنياهو. وسبق أن أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير أول أمس السبت أنه سيطلب من الحكومة إخلاء القرية بشكل فوري، إلا أن الإذاعة قالت إن الائتلاف الحكومي سيمضي في الاتصالات الرامية إلى حل هذه القضية (دون التطرق إلى كيفية الحل). وقال رئيس مجلس قروي الخان الأحمر عيد خميس لـ((شينخوا)) إن الشعب الفلسطيني وسكان القرية "لا يتوقعون أي قرار لصالحهم من قبل المحكمة العليا الإسرائيلية التي تضم قضاة من المستوطنين". وأضاف خميس أن الحكومة الإسرائيلية والمحكمة العليا "لا يريدون سكان فلسطينيين في تلك المنطقة لتنفيذ مخططاتهم بالتوسع الاستيطاني وفي حال نفذ ذلك فإنه سيقطع أوصال الضفة الغربية من الشمال إلى الجنوب". وفي هذا الصدد، أدانت وكيلة وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أمل جادو حملة "التحريض" التي يقوم بها أعضاء كنيست لهدم القرية، محذرة من أن هدم القرية وترحيل سكانها "قتل عملي لحل الدولتين". وقالت جادو لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية إن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية سيناقش قضية الخان الأحمر خلال لقاءاته في بروكسل مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم. وأضافت جادو أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك ساليفان شدد خلال زيارته لرام الله الأسبوع الماضي على ضرورة عدم جواز اتخاذ خطوات أحادية من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، مطالبة الإدارة الأمريكية باتخاذ إجراءات حيال هذه القضية التي تمثل خطوة أحادية من قبل إسرائيل. وأشارت جادو إلى أن السفراء الفلسطينيين حول العالم سينقلون رسالة اليوم تأكيد على عدم جواز قيام إسرائيل بهدم القرية ودعم سكانها والمطالبة باتخاذ إجراءات حيال ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية الجديدة. ويقع الخان الأحمر شرقي القدس على الطريق الواصلة بين جنوب الضفة الغربية ومدينة أريحا، حيث أنشأت إسرائيل في تلك المنطقة تجمعا استيطانيا يعرف باسم (معاليه أدوميم) ومن شأن إخلاء القرية أن يقطع التواصل الجغرافي بين جنوب الضفة الغربية ووسطها نهائيا. ويقطن بالخان الأحمر وهو منطقة بدوية نحو 200 فلسطيني في منازل من الخيام والصفيح. ويقول الفلسطينيون إن هدم القرية من شأنه قطع أي تواصل جغرافي بين شمال وجنوب الضفة الغربية، وبالتالي تقويض حل الدولتين، بينما تبرر إسرائيل هدم القرية بأنها "شيدت بدون ترخيص"
مشاركة :