الطاقة والأمل والحظ والنماء... صفات يعتقد كل من المصريين والصينيين بأن الأرنب مصدر لها. ومع حلول عام الأرنب القمري الصيني الجديد اليوم (الأحد)، سرد أحد علماء المصريات فهمه لأوجه الشبه بين الحضارتين القديمتين المصرية والصينية. وقال الدكتور طارق توفيق، وهو نائب رئيس الجمعية الدولية لعلماء المصريات، لمراسلي كالة أنباء ((شينخوا))، إن "الأرنب، وهو أحد حيوانات الأبراج الصينية الـ12، علامة مهمة وخاصة في اللغة المصرية القديمة الهيروغليفية". وأضاف توفيق أن الحضارات القديمة، خاصة تلك التي نشأت على أنهار كبيرة مثل نهر النيل في مصر ونهر اليانغستي في الصين، تجمعها الكثير من أوجه الشبه، وأوضح أن كلا من الشعبين المصري والصيني يؤمن بسرعة الأرانب وتكاثرها. وأشار إلى التفاعل والتأثير المتبادل بين الحضارتين الصينية والمصرية وارتباطهما بسبب تشابه الطبيعة والعلاقات التجارية، على الرغم من بعد المسافات الطويلة الفاصلة. وأوضح الخبير في علم المصريات أن رمز الأرنب في اللغة المصرية القديمة ينطق Un أو Wenin، وهو فعل بمعنى يكون ويحدث ويستمر، مشيرا إلى أن المصريين كانوا يرسمون الأرانب البرية على مقابرهم لأنهم أعجبوا بذكائها وسرعتها وعيونها الكبيرة التي كانت تشير للذكاء الحاد وآذانها الطويلة التي كنت تعني الإنصات والتحذير من المخاطر. وبينما تتزايد شعبية الثقافة الصينية في مصر، احتفلت بعض المدارس بالعام الصيني الجديد كجزء من الأنشطة الأكاديمية حول تاريخ الدول. وقال آدم محمد البالغ من عمره 11 ربيعا، وهو طالب في المرحلة الإبتدائية، إنه بدأ في البحث عن الاحتفالات الصينية التقليدية عبر شبكة الإنترنت بعد أن وجد لوحة كبيرة معلقة على جدران مدرسته مكتوبا عليها "2023.. عام الأرنب الصيني". وأضاف محمد "لقد تعلمت أن الأرنب هو أحد حيوانات الأبراج الصينية الـ12، وهو حيوان يمثل الأمل والسلام والنماء"، قبل أن يردف أنه يحب الأرنب لأنه من المخلوقات الجميلة وغير المؤذية. وشرح الخبير الأثري توفيق أن رمز الأرنب وجد في الكثير من الرسومات الموجودة على مقابر المصريين القدماء في رحلات الصيد بالصحراء وكذلك في المعارك العسكرية، ولفت إلى أن حراس بوابات المرور للحياة الأخرى جاء تصويرهم في شكل أجسام لحيوان الأسد بينما رؤوسهم على شكل بشري له أذن الأرنب. وأضاف أن رمز الأرنب كذلك ارتبط بوصف أوزيريس، أحد أهم آلهة مصر القديمة، والذي كان إله العالم السفلي ويرمز إلى الموت والقيامة ودورة فيضانات النيل التي اعتمدت عليها مصر في الخصوبة الزراعية. ولفت توفيق، وهو أيضا المدير العام السابق للمتحف المصري الكبير، إلى أن كلمة Un-nefer أوWenenu تعني أن أوزيريس سوف يظهر بعد القيامة في شكل جميل. وعلى المستوى الشعبي في مصر، ينظر المصريون إلى الأرانب على أنها حيوانات جالبة للحظ والمستقبل الجيد وتبعد شر الحسد. وقام محمود سامي، 55 عاما، وهو بواب عقار سكني في حي المعادي في جنوب شرق القاهرة، بعد شرائه سيارة أجرة بتعليق قلادة من قوائم الأرنب البلاستيكية في سيارته لجلب الحظ والدخل الجيد. وقال سامي إن "الأرانب مخلوقات مشهورة بالخصوبة وكثرة الإنجاب الذي يعني دخلا أكبر".
مشاركة :