من عالمية الإسلام هذا الاسم العام الدال على إسلام الوجه لله تعالى أما باقي الأديان المحدودة فقد انتسبت إلى أصول محدودة ببلد أو فرد أو قوم، فالمسيحية نسبة إلى المسيح عليه الصلاة والسلام، واليهودية نسبة إلي اليهود، والبوذية نسبة إلى بوذا، والهندوسية نسبة إلي الهندوس وهكذا، لذلك عمد أعداء الإسلام إلى محاولة تسمية المسلمين بالمحمديين لينسبوهم إلى نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه التسمية خبيثة تهدم عالمية الإسلام وتنسبه إلي سيدنا محمد ليوحي للعالم أنه صانع الإسلام ومخترعه ومؤسسه، لذلك وجب الانتباه لهذه الخطة الخبيثة. الإسلام دين الله، وهو دين الأنبياء والرسل من آدم عليه السلام إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. - قال سحرة فرعون بعد إيمانهم (وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ) الأعراف (126). - وقال نوح لقومه: (فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) يونس (72). - وقال تعالى: (وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ) يونس (84). - قال تعالى: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) الحج (78). - وعن بلقيس ملكة سبأ قال تعالى: (قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ(29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ(30)أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ(31)) النمل (29-31). - وقال سليمان: (قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) النمل (38). - وقال تعالى: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53)) القصص (52-53). وهكذا قال المؤمنون من قبل وقال الرسل أجمعين. فمفهوم كلمة الإسلام بمعناها الشامل هي الاستسلام والانقياد للخالق – جل وعلا – فهو بهذا اسم للدين الذي جاء به جميع الأنبياء والمرسلين. والمعنى الخاص بكلمة الإسلام يعني (الشريعة التي جاء بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين إلى العالمين – والتي لا تقتصر على جنس أو قوم ولكن للناس كافة وهو بهذا شرعة عالمية كاملة) (الموسوعة الإسلامية العامة للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية (مصر) (ص 39)). والإسلام في الشرع على ضربين: أحدهما: دون الإيمان وهو الاعتراف باللسان وبه يحقن الدم، حصل معه الاعتقاد أو لم يحصل وإياه قصد (تعالى) بقوله (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا) الحجرات (14). والثاني فوق الإيمان: وهو أن يكون مع الاعتراف (باللسان) اعتقاد بالقلب، ووفاء بالفعل، واستسلام له في جميع ما قضى وقدر، كما ذكر عن إبراهيم عليه السلام في قوله (تعالى): (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) البقرة (131)، وقوله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) آل عمران (19)، وقوله تعالى: (تَوَفَّنِي مُسْلِمًا) يوسف (101)، أي اجعلني ممن أسلم لرضاك. (مفردات ألفاظ القرآن، للراغب الأصفهاني) (ص 423)). فالإسلام هو دين رب العالمين ونحن من المسلمين وليس من المحمديين كما يدعي الجاهلون الراغبون في نزع العالمية عن الإسلام الذي ندين به ومن شرف المسلمين قول الله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) المائدة (3)، إنه وسام الشرف الذي خصنا الله تعالى به والذي يغيظ الكافرين، لذلك يبذلون جهدهم لنزع هذا الوسام الرباني وهذا الشرف عنا فيسموننا بالمحمديين. نحن نعبد الله تعالى وحده رب كل شيء ومليكه صاحب الخلق والأمر ولا نشرك في عبادته نبيا مرسلا ولو كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا وليا أو ملكا، فنحن عصابة التوحيد على الأرض لا نعبد عزيز كاليهود، ولا نعبد المسيح كالنصارى، ولا نعبد بوذا كالبوذيين، ولسنا هندوس كالهنود، نحن مسلمون لله رب العالمين وحده لا شريك له فانتبهوا يا أهل الإسلام لما يحاك لكم من أعدائكم ومن المرجفين والعلمانيين (بفتح العين) والملحدين والحاقدين. علينا أن نعتز بديننا الإسلام وباسمنا المسلمين وبصفتنا المستسلمين لله رب العالمين، لا نعبد غيره، ولا ندعو غيره، ولا نستغيث إلا به وحده وهذا ما يميزنا عقائديا عن الأمم المشركة والملحدة والكافرة والحمد لله رب العالمين، وعلى كل واحد منا أن يعلنها: أنا مسلم، وكل مؤمن بالله مسلم ومستسلم لله رب العالمين وحده لا شريك له والحمد لله رب العالمين.
مشاركة :