أردوغان يستثمر التوتر مع السويد لاستقطاب أصوات الناخبين

  • 1/23/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أنقرة -  استثمر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المظاهرات المناوئة له في السويد ومن ضمنها تلك التي قادها يميني متطرف وأحرق خلالها نسخة من المصحف الشريف، لتصعيد الضغوط على ستوكهولم، معلنا أن عليها "ألا تتوقع دعم تركيا لملف عضويتها في حلف شمال الأطلسي". ولا تخرج تصريحات أردوغان عن سياق دعائي لانتخابات الرئاسة المقررة في مايو/أيار القادم وآخر سياسي، إذ يحاول استقطاب أصوات الناخبين عبر العزف على الوتر الديني من جهة وكذلك الضغط لانتزاع مكاسب سياسية من السويد ورفع سقف مطالبه في المرحلة القادمة لقبول عضويتها في حلف شمال الاطلسي (الناتو). ومتى ما حصل على ما يريد سيعدل عن قرار إغلاق الباب أمام انضمامها للناتو.   وقال أردوغان في كلمة ألقاها عقب اجتماع لمجلس الوزراء "أولئك الذين يسمحون بمثل هذا التجديف أمام سفارتنا في ستوكهولم لم يعد بإمكانهم توقع دعمنا لعضويتهم في حلف شمال الأطلسي"، مضيفا "تريدون دعم المنظّمات الإرهابية وتدعمون من يعادون الإسلام وتريدون منّا أن ندعم انضمامكم للناتو.. هذا الأمر لن يكون إطلاقا". وتابع "نقول بوضوح.. لا تنتظر السويد بعد الآن أيّ دعم منّا لانضمامها إلى حلف الناتو.. نقول بوضوح إنّه لا يحق لأحد أن يهين القيم المقدّسة لنا"، مؤكدا أن "حرق نسخة من القرآن الكريم مسألة دينية ووطنية بالنسبة لنا وإهانة للمسلمين". وعمد المتطرف السويدي الدنماركي رامسوس بالودان يوم السبت الماضي إلى تنفيذ تهديده بحرق نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة التركية في ستوكهولم وسط حماية كبيرة من الشرطة وحضور إعلامي كبير. ونسفت هذه الواقعة آخر آمال السويد في إقناع تركيا بالتخلي عن معارضة انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، خاصة وأنها تأتي بعد تصاعد التوتر بين البلدين نتيجة تمسك أنقرة بتنفيذ مطالبها التي وصفت بـ"التعجيزية" وتواتر الاحتجاجات التي نظمها ناشطون متطرفون في السويد بالإضافة إلى المظاهرات المؤيدة للأكراد.  وعمدت تركيا إلى توسيع قائمة شروطها لإعطاء الضوء الأخضر على انضمام السويد إلى الناتو بمطالبتها بتسليمها حوالي 130 ممن تصفهم بـ"الإرهابيين" الأكراد المقيمين في السويد وهو شأن موكول البت فيه إلى السلطات القضائية ولا يدخل ضمن صلاحيات الحكومة. وتعد هذه ثاني حادثة دبلوماسية بين البلدين منذ مطلع العام، إذ قام ناشطون مؤيدون للأكراد في منتصف يناير/كانون الثاني بتعليق دمية تحمل صورة أردوغان من قدميها أمام مبنى بلدية ستوكهولم وندد رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون بهذا التحرك باعتباره يقوض طلب انضمام البلد إلى الحلف الأطلسي ويمثل "إعداما صوريا لرئيس منتخب ديمقراطيا". لكن هذه التصريحات أثارت انتقادات عدد من السياسيين في السويد على غرار جيمي أكيسون زعيم اليمين المتطرف الذي دعا إلى عدم التنازل كثيرا للرئيس التركي الذي وصفه بأنه "دكتاتور إسلامي"، قائلا "لا يمكننا المضي بعيدا لأنه قبل كل شيء نظام غير ديمقراطي ودكتاتور مضطرون إلى التعامل معه". ونددت تركيا السبت بإحراق نسخة من القرأن الكريم أمام سفارتها في العاصمة السويدية ستوكهولم وقامت بإلغاء زيارة كانت مقررة لوزير الدفاع السويدي بال جونسون إلى أنقرة وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان "نندد بأشد العبارات بهذا الهجوم الدنيء على كتابنا المقدس... السماح بهذا العمل المعادي للإسلام، والذي يستهدف المسلمين ويهين قيمنا المقدسة تحت غطاء حرية التعبير، أمر غير مقبول على الإطلاق".   ستوكهولم - تتضاءل فرص السويد في إقناع تركيا بالتخلي عن معارضة انضمامها لحلف شمال الأطلسي (الناتو) على ضوء توترات نشأت بسبب مطالب تركية تعجيزية قبل أن تتفاقم بسبب احتجاجات ينظمها ناشطون متطرفون في السويد، أثارت غضب أنقرة لمساسها بشخص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ولاحقا بإحراق يميني متطرف نسخة من المصحف الشريف أمام مقر للبعثة الدبلوماسية التركية في ستوكهولم. وتجد الحكومة السويدية نفسها في طريق مسدود في سعيها للحصول على الضوء الأخضر من أنقرة للانضمام إلى الحلف الأطلسي، ما بين المطالب التركية شبه المستحيلة والتظاهرات ضد أردوغان في السويد وبعضها داعم لحزب العمال الكردستاني. وبات احتمال حلحلة التعثر قبل الانتخابات التشريعية التركية المقررة في منتصف مايو/ايار ضعيفا جدا. وقال بول ليفين مدير معهد الدراسات التركية في جامعة ستوكهولم "يمكننا على الأرجح حاليا أن ننسى أي إبرام تركي قبل الانتخابات". وتابع "من جهة، يريد أردوغان تحويل الانتباه عن اقتصاد في وضع سيء خلال الأشهر السابقة للانتخابات ومن جهة أخرى، أدركت المجموعات المعارضة للحلف الأطلسي في السويد وأنصار حزب العمال الكردستاني المتخوفون من الضمانات التي أعطتها الحكومة أن بإمكانهم إثارة استياء الرئيس التركي بشتمه وبذلك إخراج آلية الانضمام عن مسارها". وقام الناشط المعادي للإسلام والهجرة راسموس بالودان السبت بتظاهرة أذنت بها الشرطة أمام السفارة التركية في ستوكهولم، أثارت غضب تركيا. وأقدم المتطرف السويدي الدنماركي الذي جعل من حرق القرآن وسيلة الاحتجاج التي يعتمدها، على حرق المصحف في ظل حماية قوة من الشرطة. واعتبرت الشرطة عملا بدستور السويد الليبرالي وحرية التظاهر والتعبير، أنه ينبغي السماح بتحرك زعيم حزب "شترام كورس" (الخط المتشدد) الصغير. غير أن أنقرة ردت باستدعاء السفير السويدي ثم ألغت زيارة لوزير الدفاع بال جونسون مقررة نهاية الأسبوع المقبل وكانت من آخر اللقاءات النادرة رفيعة المستوى التي لا تزال مدرجة على أجندة البلدين. وهذه ثاني حادثة دبلوماسية بين البلدين منذ مطلع العام، بعدما قام ناشطون مؤيدون للأكراد في منتصف يناير/كانون الثاني بتعليق دمية تحمل صورة أردوغان من قدميها أمام مبنى بلدية ستوكهولم. وندد رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون بهذا التحرك باعتباره "يقوض" طلب انضمام البلد إلى الحلف الأطلسي ويمثل "إعداما صوريا" لرئيس "منتخب ديمقراطيا". غير أن هذه التصريحات شديدة اللهجة من المسؤول المحافظ أثارت انتقادات بالنسبة لتحرك يندرج في رأي العديد من السويديين في سياق تظاهرة ديمقراطية. ودعا جيمي أكيسون زعيم اليمين المتطرف غير المشارك في الحكومة غير أنه أكبر تشكيل في الغالبية الحالية، إلى عدم التنازل كثيرا للرئيس التركي الذي وصفه بأنه "ديكتاتور إسلامي". وقال أكيسون الأربعاء "لا يمكننا المضي بعيدا. لأنه قبل كل شيء نظام غير ديمقراطي وديكتاتور مضطرون للتعامل معه". وفي هذه الأثناء، تعمد تركيا على ما يبدو إلى تصعيد شروطها مطالبة بتسليمها عددا متزايدا ممن تصفهم بـ"الإرهابيين" الأكراد المقيمين في السويد، يصل إلى 130 على ما أفاد أردوغان مؤخرا، في حين يملك القضاء السويدي الكلمة الفصل في طلبات التسليم وليس الحكومة. وأقر كريسترسون في مطلع يناير/كانون الثاني بأن تركيا "تريد أمورا لا نستطيع ولا نريد تلبيتها"، في إشارة إلى مسألة الترحيل الشائكة. وبعدما كان الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ يتوقع آلية انضمام سريعة لا تستغرق أكثر من بضعة أسابيع، بات يشير إلى أنها ستحصل خلال العام 2023 غير أنه لا يمكنه ضمان ذلك، وفق ما أفاد في مطلع الشهر الحالي في مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس. وقال "لا يمكنني ضمان التاريخ بدقة لأن الأمر يتعلق بالطبع بقرار سيادي للبرلمان التركي والبرلمان المجري اللذين لم يصادقا بعد" على الطلب. وأبقت تركيا والمجر على علاقات مع روسيا رغم حربها على أوكرانيا، وتطرح أنقرة نفسها في موقع الوسيط المحتمل في النزاع. وفي خبر سار نادر لستوكهولم، أعلنت فنلندا أنها لا تنوي في الوقت الحاضر الانضمام إلى الحلف الأطلسي بدون "شقيقها الأكبر" السويدي. وقالت رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين الأسبوع الماضي في دافوس "نأمل أن ندخل الحلف الأطلسي معا"، ردا على سؤال عن احتمال مصادقة تركيا على انضمام فنلندا بدون السويد.

مشاركة :