الخلافات السياسية في لبنان تؤدي لاستثارة الغرائز الطائفية

  • 1/24/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - بدأت الأزمة السياسية الخانقة في لبنان تأخذ طابعا طائفيا في بلد شهد حربا أهلية مدمرة قبل عقود بسبب الصراعات الطائفية وهو ما يثير مخاوف حول المستقبل الغامض للبنان في ظل أزمة اقتصادية وفراغ دستوري مع فشل جلسات انتخاب رئيس للبلاد خلفا لميشال عون. ورغم أن النعرات الطائفية لا تزال موجودة في لبنان بل وتصاعدت بين أبناء مختلف الطوائف وحتى داخل الطائفة الواحدة نفسها وتصل في بعض الأحيان حد الاشتباكات المسلحة يتم تطويقها سريعا بتفاهمات بين القادة لكنها باتت اليوم جزءا من خطاب بعض الشخصيات السياسية البارزة والمؤثرة في ظل الأزمة السياسية ما يفتح لبنان على مشهد قاتم. وتحدثت مصادر إعلامية عن حدوث تلاسن ومشادات كلامية بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في مناقشة تعلقت بالوزراء المسيحيين وإشارة الصليب. واتهم ميقاتي باسيل بان له نظرة تمييزية تجاه الوزراء المسيحيين حيث كشف أن "رئيس التيار الوطني الحر ابلغه في لقاء جمعهما بعد انعقاد أول جلسة لمجلس الوزراء إثر الشغور الرئاسي، أن سبعة من أصل 12 وزيراً مسيحياً في حكومته يشاركون في هذه الجلسات، وكان رد باسيل "ليس كل من رسم شارة الصليب على وجهه مسيحي".  ورفض باسيل هذه التهم واصدر مكتبه الإعلامي بيانا ينفي الواقعة تماما متهما ميقاتي بإثارة النعرات الطائفية لغايات سياسية في إشارة الى مساع من قبل ميقاتي لضرب القوى المسيحية بعضها ببعض. وقال البيان أن " النائب باسيل لا يمكن أن يقول مرة هكذا عبارة بأن ليس كل من يرسم إشارة صليب هو مسيحي". معبرا عن أسفه " لهذا الدرك الذي وصلت إليه الأمور في استثارة الغرائز الطائفية طلباً لشعبوية وتحصيناً لشخص في إزاء الأداء المخالف للدستور والميثاق". وقد رد ميقاتي على نفي باسيل بتأكيد حدوث الواقعة حيث قال مكتبه انه يستغرب " نفي رئيس التيار الوطني الحر أن يكون قال عبارة "ليس كل من يرسم إشارة صليب هو مسيحي"، خلال اللقاء الذي جمعهما بعد أول جلسة لمجلس الوزراء". وأضاف في بيان ان "دولة الرئيس يجدد التأكيد أن باسيل قال هذه العبارة، وأن مواقفه الإعلامية المتكررة التي تطعن بشرعية جلسات الحكومة، ومنها بيانه الأخير بالذات رغم مشاركة سبعة  وزراء مسيحيين من أصل 12 وزيراً فيها، يثبت حقيقة نظرته التمييزية بين المسيحيين، فاقتضى التوضيح". وتكشف هذه الواقعة حجم الخلافات بين القوى المسيحية نفسها خاصة التيار الحر والقوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع الذي عارض التحالف بين الوطني الحر وحزب الله خلال حكم ميشال عون. وهنالك خلافات كبيرة بين باسيل وجعجع عمقها السباق من اجل الظفر بمنصب رئاسة الجمهورية. وتخضع الحياة السياسية في لبنان لاتفاق "الطائف" والذي وضع حدا للحرب الأهلية سنة 1989 لكنه فتح الباب امام التقسيم الطائفي للسلطة حيث حصل المسيحيون على رئاسة الجمهورية والشيعة على رئاسة البرلمان والسنة على رئاسة الحكومة. ومع استمرار الشغور الرئاسي وفشل البرلمان في انتخاب رئيس جديد يتخوف اللبنانيون من عودة الصراعات الطائفية لكن في المقابل يعمد عدد من النواب لتصعيد ضغوطهم بالاعتصام من اجل انهاء حالة الشغور. ويرى مراقبون أن حزب الله من القوى التي تعرقل إنهاء حالة الشغور الرئاسي حيث قطع الطريق على أحد أكبر خصومه وهو ميشال معوض الذي يهاجم الجماعة الشيعية بانتظام ويتمسك بحصر السلاح بيد الدولة وفاز بأكبر عدد من الأصوات في 11 جلسة لانتخاب الرئيس لكنها ليست كافية لفوزه بالمنصب.

مشاركة :