خطوة إماراتية أخرى على مسار تعزيز التقارب مع إسرائيل

  • 1/24/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

دبي - تقطع الإمارات وإسرائيل منذ توقيعهما قبل عامين اتفاقيات 'إبراهيم للسلام' خطوات نحو تعزيز العلاقات في مختلف المجالات، كان آخر قرار أبوظبي البدء بتدريس المحرقة في المناهج الدراسية الحكومية. ويشكل ذلك مؤشرا إضافيا على التقارب المتواصل مع إسرائيل، بعد نحو عامين من توقيعهما اتفاق سلام الذي شمل أيضا البحرين والمغرب والسودان. وفي الجناح التذكاري لضحايا محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية في متحف "معبر الحضارات" في دبي، وهو الوحيد من نوعه في العالم العربي، يشيد اندرياس دون الذي يزور المكان، بالقرار. ويقول الخبير المالي البريطاني (38 عاما) المقيم في دبي "جيّد أن تأخذ الإمارات زمام المبادرة في العالم العربي بشأن هذا الجزء الهام للغاية من التاريخ الذي يجب أن يعرفه الجميع.. هذا يظهر أن الأمور تتغيّر". وجاء دون لزيارة المعرض بعدما سمع بإعلان الإمارات أنها ستدرّس محرقة اليهود على أيدي النازيين في منهاجها الدراسي الرسمي، وهي أول دولة عربية تقوم بذلك. ونتيجة التضامن الواسع مع الفلسطينيين، لا يتم التطرّق كثيرا إلى موضوع المحرقة في المنطقة. وفي معظم الدول العربية، لا تتضمن الخرائط الجغرافية التي يتم تدريسها اسم إسرائيل، بل هو إما "فلسطين المحتلة" وإما "الكيان الصهيوني". ويقول أستاذ العلوم السياسية الإماراتي عبدالخالق عبدالله لوكالة فرانس برس "الهولوكوست واقعة تاريخية تُستخدم من إسرائيل لأغراض سياسية"، مضيفا "إسرائيل تسيسه وتسيء استخدامه لأغراضها السياسية الخاصة". وكانت السفارة الإماراتية في واشنطن أعلنت في وقت سابق هذا الشهر عبر تويتر، أنه سيتم "إدراج المحرقة في مناهج المدارس الابتدائية والثانوية" دون الإدلاء بالمزيد من التفاصيل. ونقلت التغريدة عن المسؤول الإماراتي علي النعيمي وهو أحد مهندسي "اتفاقات ابراهام" (اتفاقات التطبيع التي تمت برعاية أميركية)، قوله "يُعد إحياء ذكرى ضحايا المحرقة اليهودية أمرا بالغ الأهمية". ويرى أحمد عبيدالمنصوري الذي أسّس "متحف معبر الحضارات" الذي يستضيف جناحا حول الهولوكوست أنه "من المهم تدريس المحرقة في المنطقة، لأن الإنكار منتشر بشدة"، مضيفا "إن أردنا أن يتعاطف الناس معنا، علينا التعاطف مع الآخرين". وفي المعرض، كتاب للزوّار يشاركون آراءهم من خلاله. وتوجد فيه تعليقات إيجابية وأخرى معادية لإسرائيل، من بينها باللغة العربية "من ظُلم بجب أن يدافع عن المظلومين ولا يظلُم"، بينما كتب زائر آخر "لتسقط الإمبريالية الصهيونية" و"دمروا إسرائيل". وتدرّس مدارس خاصة في الإمارات التي تقيم بها نسبة كبيرة من الأجانب، المحرقة في مناهجها الدراسية. وتشاورت وزارة التعليم الإماراتية مع معهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي (امباكت) ومؤسسة النصب التذكاري لمحرقة اليهود (ياد فاشيم) لوضع برنامجها. ويقول ماركوس شيف من "إمباكت"، وهو معهد إسرائيلي- بريطاني "عنصر المحرقة جزء بسيط للغاية من كل المنهاج ويتم العمل عليه الآن". وبحسب 'ياد فاشيم' فإن هذه "المبادرة ما زالت قيد التطوير"، مشيرا إلى أنه ما زال من "المبكر للغاية" الإدلاء بمزيد من التفاصيل، فيما يقول أليكس بيتروفروند، أحد زعماء الجالية اليهودية في الإمارات ويعيش فيها منذ 2014، إنه "فخور" بهذه التغييرات. ويضيف بيتروفوند البلجيكي (56 عاما) الذي قتل جدان له في المحرقة "عبر تعليم المحرقة، ترغب الإمارات في إظهار إمكانية ما سيحدث إن لم يتمكن أشخاص من ديانات وثقافات مختلفة من العيش معا". ولكن هند الأنصاري من مركز "ويلسون" للأبحاث في واشنطن ترى من جهتها أن تعليم المحرقة لن يؤدي إلى تغيير سريع، مذكرة بأن "القضية الفلسطينية مقدسة في العالم العربي...".

مشاركة :