العنابي يخسر أمام الكوري الجنوبي في الوقت القاتل

  • 1/27/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة - صفاء العبد: تأجلت فرصة العنابي في التأهل إلى الأولمبياد العالمي "ريو 2016" إلى يوم الجمعة المقبل بعد أن خسر أمام كوريا الجنوبية في الوقت القاتل وبثلاثة أهداف لهدف في المباراة التي جمعت بينهما مساء أمس على ملعب جاسم بن حمد بنادي السد ضمن الدور نصف النهائي من بطولة آسيا للمنتخبات الأولمبية لكرة القدم.. وجاءت خسارة العنابي، وهي الأولى له في البطولة، من خلال الدقائق الأخيرة من المباراة التي تقدّم فيها الكوريون بهدف السبق في الدقيقة (48) نتيجة خطأ غير متوقع لحارس المرمى، غير أن العنابي يتمكن من العودة بهدف التعادل في الدقيقة (79) بواسطة أحمد علاء، إلا أن المنتخب الكوري، وبعد أكثر من فرصة أهدرها لاعبونا، يتمكن من التقدّم بالهدف الثاني في الوقت القاتل وتحديداً في الدقيقة (89) عن طريق جانغ هون قبل أن يضيف الهدف الثالث في الدقيقة الخامسة والأخيرة من الوقت بدل الضائع عبر البديل مون جونغ.. ودفع العنابي بهذه النتيجة ثمن إهداره لأكثر من فرصة ممكنة إلى جانب بعض الأخطاء وخصوصاً في الدقائق الأخيرة تلك، علماً بأن المباراة كانت قد شهدت متغيّرات وتقلبات في السيطرة بين المنتخبين على مدار الشوطين.. وبهذه النتيجة سيكون أمام العنابي فرصة أخيرة من خلال المواجهة المرتقبة من شقيقه العراقي بعد غد الجمعة حيث يتنافس المنتخبان على البطاقة المؤهلة الثالثة بعد البطاقتين اللتين ذهبتا إلى كوريا الجنوبية واليابان.. بداية عنابية نشطة.. وكان العنابي قد سجّل بداية طيّبة تواجد فيها في ساحة خصمه باستمرار من خلال سرعة تحرّكاته في الأمام ونشاطه في الوسط وهو ما فرض على الكوريين بعض التراجع والتعامل بحذر مع المحاولات العنابية لا سيما أنهم بدؤوا المباراة بتركيز واضح على الشق الدفاعي من خلال تواجد خمسة لاعبين في خط الظهر مع أربعة في الوسط ومهاجم وحيد في الأمام.. وإلى جانب هذا التركيز الدفاعي كان الكوريون قد لجؤوا أيضاً إلى المراقبة اللصيقة مع بعض لاعبينا وخصوصاً مع أكرم عفيف الذي وضع تحت مراقبة مشددة من قبل اللاعب لي شان .. ومع ذلك فقد نجح العنابي في تسجيل بعض الأرجحية في الدقائق الأولى تلك وتمكن من أن يصنع أكثر من محاولة لا سيما في جبهته اليسرى التي نشط فيها عبد الكريم حسن بتوغلاته وأكرم عفيف بتمريراته، بينما تحرّك المعز علي بصورة طيبة في الجبهة الأخرى رغم أنه كان يفتقد إلى التمويل المطلوب من الخلف بسبب انهماك مصعب خضر بمحاولة الحد من نشاط وفاعلية الجناح الكوري الخطير ريو سونغ وانشغال أحمد معين وعاصم مادابو في تعزيز الجبهة اليسرى من الملعب.. المرمى الكوري مهدّد.. وبسبب من نشاطه الهجومي المبكر هذا كان العنابي قد اقترب من مرمى كوريا في أكثر من محاولة كان من بينها تمريرة أكرم عفيف من أقصى اليسار إلى المعز علي في الجزاء ليكملها رأسية خطيرة ولكن إلى جوار القائم تماماً، أعقبتها أخرى توغل فيها أحمد علاء ليخترق الجزاء لكنه يبالغ في الاحتفاظ بالكرة لتضيع منه فرصة ممكنة في الدقيقة (17) وقبل أن تعقبها أخرى لا تقل خطورة بعد أقل من دقيقة من كرة ثابتة لعبها أكرم عفيف من جهة اليسار إلى داخل الصندوق تصدّى لها المعز بالمباشر إلا أن كرته ترتطم بأحد المدافعين لتنتهي إلى ركنية.. أداء منظم لمدافعينا.. وأمام زخم الاندفاع العنابي هذا كان المنتخب الكوري قد احتاج إلى أكثر من عشرين دقيقة ليظهر خطورته الحقيقية في الأمام حيث صعّد من فاعليته من خلال انطلاقاته الجانبية التي راهن فيها كثيراً على اللاعبيْن جانغ هون في اليمين وريو سونغ في اليسار وكلاهما لعبا دوراً فاعلاً في تشديد الضغط على دفاعات العنابي التي أبدت تماسكاً جيداً في مواجهة تلك التحرّكات مثلما فعلت في تعاملها مع المهاجم الخطير كيم هون أيضاً عبر المراقبة الفاعلية التي أداها أحمد ياسر تحديداً بشكل جيد ليحد كثيراً من خطورته ويحرم من تنفيذ واجباته داخل الصندوق الأمر الذي أسهم أيضاً في دفع المباراة إلى التعادل السلبي بانتهاء نصفها الأول.. هدف كوري من خطأ جسيم.. غير أن الصورة بدت مختلفة مع بداية الشوط الثاني حيث عاد المنتخب الكوري ليتحرّك بشكل أفضل وأخطر في الأمام، وتمكن من أول محاولة أن يستثمر خطأ جسيماً ارتكبه الحارس مهند نعيم عندما خرج بتوقيت غير مناسب ليواجه كرة منقولة بتمريرة طويلة إلى ريو سونغ رغم أن هذا الأخير كان محاطاً باثنين من لاعبينا فما كان منه إلا أن يستثمر خروج الحارس ليسدّد أرضية زاحفة من خارج الجزاء استقرّت في المرمى في الدقيقة (48) بعد أن عجز تميم المهيزع عن اللحاق بها.. ارتباك عنابي وضغط كوري.. وكان الهدف هذا قد أربك العنابي كثيراً وحفّز الكوري أكثر بحيث شهدنا بعده أكثر من محاولة أخرى هدّدت مرمى مهند نعيم كان أخطرها تلك التي تكفل نعيم بردّها ثم الأخرى التي مرقت من جانب القائم الأيمن تماماً قبل أن نشهد أول محاولة عنابية في هذا الشوط وكانت في منتهى الخطورة من خلال تمريرة عرضية من أكرم عفيف إلى علي أسد المنطلق صوب المرمى داخل الجزاء ليكملها رأسية ربما أقوى من تسديدة القدم لكن الحارس الكوري يستجمع كل مهارته ليبعدها عن مرماه عند الدقيقة (64).. العنابي يعود ويدرك التعادل.. ورغم الضغط الكوري المتواصل الذي توّج بمحاولة أخرى خطيرة رد فيها نعيم كرة الخطير كيم هون إلا أن العنابي واصل محاولاته في البحث عن تعديل النتيجة وهو ما كان ممكناً فعلاً في الدقيقة (74) من خلال تلك الهجمة السريعة التي توغل فيها أحمد ياسر ليمرّر كرة رائعة إلى أحمد علاء الذي سدّد كرة صاروخية مسّت الشباك ولكن من الخارج.. وكانت المحاولة تلك قد حفزت وعزّزت الاندفاع الهجومي العنابي من جديد فكان أن مرّر مصعب خضر من الجانب الأيمن كرة جميلة إلى أحمد علاء الذي أكملها بالمباشر إلى داخل المرمى عند الدقيقة (79) معلناً عن الهدف الذي أعاد للمباراة توازنها، وهو هدفه الشخصي الخامس على رأس قائمة الهدّافين في البطولة، لتعقبه أكثر من محاولة عنابية أخرى ضاعت أبرزها من علي عفيف والأخرى من علي أسد في أقل من ثلاث دقائق.. الكوري يحسمها بالوقت القاتل.. وأمام هذا الهدر لأكثر من فرصة، وفي الوقت الذي بدت فيه المباراة وكأنها تتجه إلى وقت إضافي يحصل ما كنا نخشاه ويتمكن المنتخب الكوري من أن يستثمر خطأ في التمركز الدفاعي للاعبينا ويسجّل هدفه الثاني عند الدقيقة (89) عن طريق اللاعب جانغ هون قبل أن ينجح في إضافة هدف ثالث في الدقيقة الخامسة والأخيرة من الوقت بدل الضائع عن طريق اللاعب البديل مون شونغ ليخرج بالفوز الذي قاده إلى نهائي البطولة أمام اليابان ومنحه بطاقة التأهل إلى أولمبياد "ريو 2016".

مشاركة :