فيما أعلنت الأمم المتحدة أمس، أنها وجهت دعوات للنظام السوري والمعارضة للمشاركة في محادثات جنيف الجمعة، طلبت الهيئة العليا للتفاوض مع النظام، إيضاحات حول الضمانات والجدول الزمني. وقال عضو الهيئة سالم المسلط أمس، إن الهيئة ستطلب من الامم المتحدة اليوم الاستفسار عن بعض القضايا وخصوصا الإنسانية منها، واضاف أن الهيئة سوف تستأنف اجتماعها اليوم في الرياض لحسم موقفها النهائي من المشاركة، مؤكدا رفض اضافة اسماء جديدة الى ممثليها او ارسال وفد معارض ثان. ووصف «الأجواء ايجابية». وأعربت الهيئة العليا في بيان أمس، عن استعدادها للنظر بإيجابية إلى الموافقة على المشاركة في العملية السياسية، وأبلغت الامين العام للامم المتحدة أنها ارسلت رسالة الى المبعوث الاممي تطلب منه توضيح بعض النقاط التي وردت في خطاب الدعوة للمشاركة في المفاوضات. ودعت الهيئة إلى ضرورة تحقيق تحسن على الارض تمهيدا للشروع في العملية التفاوضية، مثل فك الحصار عن المدن، وإيصال المساعدات، واشارت الى انها تنتظر ردا من الامين العام للامم المتحدة. واعتبر دبلوماسي غربي أنه لا يمكن عقد محادثات جنيف إذا لم تشارك فيها الهيئة، متوقعا أن يبحث دي ميستورا عن طريقة لحفظ ماء الوجه لتفادي انهيار العملية بالكامل ربما من خلال إعلان تأجيل المحادثات مرة أخرى. واكتفى البيان الصادر عن دي ميستورا أمس، بأنه تم توجيه دعوات إلى المشاركين السوريين وفقا للمعايير التي وردت في قرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015، وأن المحادثات ستبدأ الجمعة، ولم يذكر تفاصيل بشأن المدعوين أو عدد الجماعات التي قد تشارك. وأوضح أن إعلان أسماء المدعوين سيتم بعد تأكيدهم قبول الدعوة للمشاركة. وعلمت «عكاظ»، أنه تم توجيه الدعوات لشخصيات تعتبرها هيئة التفاوض «قائمة روسية». وقالت رندا قسيس رئيسة حركة المجتمع التعددي، إنها دعيت مع هيثم مناع وصالح مسلم وإلهام أحمد وقدري جميل، موضحة أن الدعوات وجهت بشكل فردي. وهو ما اعلنه مناع وجميل، فيما أفاد رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم، أنه لم يتلق الدعوة بعد. وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن تركيا ستقاطع المحادثات إذا دعي إليها الاتحاد الديمقراطي الكردي. من جهته، أكد رئيس وفد المعارضة السورية المفاوض العميد أسعد عوض الزعبي أن اللامبالاة الأميركية فيما يتعلق بالمفاوضات المرتقبة في جنيف لا تستهدف المعارضة أو الشعب السوري وثورته المحقة، بل تستهدف المجتمع الدولي والدول صاحبة القرار الدولي والتي تهيمن على مجلس الأمن». وأضاف لـ «عكاظ» أن هناك لامبالاة أممية والشعب السوري يموت جوعا وخنقا وغرقا وقتلا بجميع أنواع القنابل مشيرا إلى أن المعارضة «ليست متفائلة حيال المحادثات المرتقبة والمبعوث الدولي إيفان دي ميستورا لا يمكنه أن يملي أي شروط علينا. وزاد«نحن شعب خاض ثورة ومقاومة وسيستمر بها حتى يحقق أهدافه». وتابع العميد الزعبي بالقول «الشعب السوري مستمر في قضيته ولن يتراجع على الإطلاق مهما كثرت الضغوط. هناك مؤامرة كبرى ضد الشعب السوري وثورته أنهم يسعون لتقويم النظام لكن هذا المسعى لن ينجح لأننا لم نخرج بثورتنا كي نستسلم بل لنحصل على الحرية والعدالة». من جهة ثانية أعلنت روسيا أمس أنها «قلبت الوضع» الميداني في سورية وتريد إشراك الأكراد في عملية التفاوض، وهو ما ترفضه المعارضة التي أبدى كبير مفاوضيها عدم تفاؤله بإمكانية انطلاق المحادثات المقررة في جنيف.
مشاركة :