لم تكن الظروف الصعبة يومًا إلا من أجل أن تشعل في طريقنا النور، هكذا هو الحال مع الشيف مصطفى الحايكي الذي اختار بداية لم يؤمن بها الكثير إلا أن الإصرار والشغف جعله متعلقاً في مجال المطبخ مما ساعده ذلك إلى التخصص في هذا المجال بشكل أكاديمي من خلال التحاقه بالدراسة في أحد معاهد الضيافة بمملكة البحرين. وبعد سنوات من الجهد والاجتهاد بات يعمل مصطفى بوظيفة رئيس الطهاة في مطار البحرين الدولي لكون من أبرز الطهاة الذين يشرفون على إعداد الأطباق في القسم الخاص بكبار الشخصيات والجناح الملكي. عن البدايات التي حفزته للخوض في هذا المجال ذكر: كنت أجد المتعة في تناول وتذوق الأطعمة إلى جانب محاولاتي المستمرة لتجربة كل ما هو جديد في هذا المجال، وبين: عندما قررت التخصص بشكل أكاديمي في مجال الضيافة لم يرحب بهذه الفكرة من حولي مما شكل ذلك تحدياً وصعوبة في التمكن وإثبات نفسي، إلا أنني استطعت إثبات موهبتي ومقدرتي للجميع وتطوير مهاراتي في مجال المطبخ من خلال محطات عملي المختلفة. وذكر مصطفى أن المجتمع لا زال لا يؤمن بمهنة الشيف كمهنة رئيسية حيث قال: من أبرز التحديات التي تواجه الطهاة البحرينيون هو أن المتجمع لا يعترف بهذه المهنة كبقية المهن الأخرى إلى جانب عدم الاعتماد على الكفاءات الوطنية المتخصصة في هذا المجال، حيث إن الكثير من الجهات المتخصصة في قطاع الضيافة تقوم بالاعتماد على الطاقات الأجنبية نتيجة لعدم إعطائها فرصة للطاقات البحرينية. ويؤكد مصطفى أن المطبخ أضاف لشخصيته الكثير إذ قال: وجدت نفسي أكثر جدية والتزام كما وعلمني الهدوء وتحمل ضغط العمل لكونه يتطلب القوة النفسية والجسدية وتتطلب هذه المهنة أيضا التضحية بأوقات المناسبات الاجتماعية كالأعياد والاحتفالات وذلك بسبب ضغط العمل خلال هذه الأوقات. أضاف مصطفى لمساته على الأطباق العالمية إذ قال: أقدم الأطباق العالمية بلمسات خليجية لأن المجتمع البحريني يميل إلى تواجد التوابل والبهارات في الأطعمة، كما وقمت بإعداد بعض الأطباق التي تتناسب مع الأشخاص النباتيين كالكعك من غير بيض وغيرها من الأطباق الأخرى كما وقمت أيضاً بإعداد بعض الأطباق وفق احتياجات ورغبات الزبائن. يمتلك مصطفى مشروعه الخاص إذ أوضح: أسست مشروعي الخاص (إي ممكن) خلال فترة الجائحة وهو عبارة عن طعام يحضر بطريقة سريعة يضاف إليها الماء بحيث يتم تحويل الطعام إلى مادة جافة وصنع مسحوق الطعام من خلالها، ويمكن إعداد العديد من الأطباق بواسطتها لكون هذه المنتجات تتناسب مع وصفات كثيرة. ويعتبر مصطفى المتابعين في وسائل التواصل الاجتماعي جزء من حياته اليومية إذ قال: امتلك قاعدة من المتابعين وهم جزء من حياتي اليومية حيث أقوم بمشاركتهم ليومياتي ومراحل تطور عملي كما وأقوم بمساعدتهم والإجابة على استفساراتهم.
مشاركة :