رحب محللان سياسيان لبنانيان بنتائج الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي الذي عقد في مدينة جدة الأسبوع الماضي وبيانه الختامي الذي أدان بشدة الاعتداءات على سفارة خادم الحرمين الشريفين في طهران وقنصليتها في مشهد. ورأى الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة (النهار) اللبنانية الياس الديري أن الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي وما نتج عنه من قرارات ومواقف مؤيدة ومتضامنة مع المملكة، جاء رد فعل طبيعي وترجمة فعلية لمعاني التأييد والمساندة للمملكة صاحبة المواقف الجليلة والأيادي البيضاء لأشقائها العرب والمسلمين، وسعيها الدائم لمساعدة الأشقاء والدفاع عنهم والتضامن معهم في كل أزماتهم وكل قضاياهم ولما تشكله المملكة من وزن جعلها الضمانة الكبرى للعالمين العربي والإسلامي. وأكد الديري أن التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية بهذا الشكل السافر وبهذا العمق في قضايا مصيرية تمس منطقتنا العربية من شأنه أن يثير حفيظة الأمتين العربية والإسلامية بأسرهما ضد هذا التصرف، داعيا إلى ضرورة وضع حد للتدخلات الخارجية في شؤون المنطقة. وعبر عن تقديره الكبير لتميز مواقف المملكة وحرصها على تلاحم ووحدة الأمة والتصدي لكل المخططات التي تستهدف الأمة. من جهته، وصف الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة (النهار) راجح خوري البيان الذي صدر عن الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي الذي عقد في جدة، بأنه ضروري لوقف التعديات والانتهاكات الإيرانية في المنطقة التي وصلت مؤخرا إلى الاعتداء على سفارة المملكة في طهران وقنصليتها العامة في مشهد في عمل يتنافى كليا مع كل معطيات وأدبيات العلاقات الدولية والمفاهيم التي تحددها المبادلات السياسية بين الدول. وأكد خوري أنه "بات واضحا تماما أن هذا العمل كان عملا استفزازيا وإجراميا والدليل أن السلطات الإيرانية أدانت هذين الحادثين المشينين وأعلنت عن اعتقال المتسببين فيهما مما يعني ضمنا أن هناك محاولة من السلطات الإيرانية لامتصاص الغضبة العارمة التي حصلت في العالمين العربي والإسلامي وحتى على المستوى الدبلوماسي العالمي حيال هاتين العمليتين المستنكرتين". ورأى خوري أن التضامن الذي صدر عن الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي يعد أقل من المطلوب تجاه المملكة وتجاه التدخلات في شؤون العربية. وعبر خوري عن تقديره للقرارات الحازمة التي اتخذها خادم الحرمين من خلال إطلاق عملية (عاصفة الحزم) ووصفها بأنها ستضع حدا لكل هذا التاريخ من التدخلات الخارجية في المنطقة، منوها بالجهود التي تبذلها المملكة في مكافحة الإرهاب والقضاء على التنظيمات الإرهابية التي تسعى إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين في العالم. وشدد خوري على أن موقف لبنان النائي بالنفس حيال جريمة الاعتداء على سفارة المملكة وقنصليتها في إيران كان يجب أن يتخذ فعليا حيال التدخل الإيراني في سورية.
مشاركة :