أشاد وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو في مذكراته التي صدرت أمس ، بولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء محمد بن سلمان، واصفاً إياه بأنه رجل إصلاحي، و«سيثبت أنه أحد أهم قادة عصره، وشخصية تاريخية بحق على المسرح العالمي». وفي كتابه، الذي حمل عنوان «لا تبدل رأيك مطلقاً، القتال من أجل أميركا التي أحب» وتناول فترة عمله وزيراً للخارجية في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، دافع بومبيو عن السعودية بشدة في قضية مقتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي، معتبراً أن علاقته الدبلوماسية مع المملكة كانت بمنزلة «إعطاء الاصبع الوسطى» لوسائل الإعلام الأميركية، مضيفاً أن استمرار العلاقة مع الرياض جعل الإعلام الأميركي «أكثر جنوناً من نباتي في مسلخ لحوم». وقال بومبيو، إنه بدلاً من ذلك كان ينبغي التدقيق أكثر بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي انتقد السعودية بشأن الجريمة، معتبراً أن الزعيم التركي «تحول إلى مستبد إسلامي بالكامل». من ناحية أخرى، كشف بومبيو في الكتاب أن الولايات المتحدة جنّبت التصعيد في مواجهة نووية محتملة في عام 2019 بين الهند وباكستان. وكان البلَدان على شفير الحرب في فبراير 2019 بعدما شنت الهند ضربات جوية على جارتها برّرتها بأنّ مجموعة مسلّحة في باكستان تقف وراء تفجير انتحاري أوقع 41 قتيلاً في صفوف قوات رديفة للجيش الهندي في منطقة كشمير المتنازع عليها. وروى بومبيو أنه استيقظ جراء اتصال هاتفي طارئ من مسؤول هندي كبير، خلال وجوده في هانوي للمشاركة في قمة بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون. وقال الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) إن المتّصل «كان يعتقد أن الباكستانيين بدأوا في إعداد أسلحتهم النووية لشن ضربة. وأبلغني بأن الهند تبحث في تصعيد من جهتها». وأضاف: «طلبت منه عدم القيام بشيء وإمهالنا قليلاً لمحاولة حلّ الأمور». ووفق بومبيو، تمكّن الدبلوماسيون الأميركيون في ما بعد من إقناع البلدَين بأن أياً منهما لا يحضّر لهجوم نووي، متابعا: «لم تكن أي دولة أخرى لتتمكن من القيام بما فعلناه تلك الليلة لتجنب نتيجة مروعة». وبومبيو الذي كتب أن باكستان «ربما سمحت» بهجوم كشمير، قال إنه تحدث إلى «الزعيم الفعلي لباكستان» قائد الجيش آنذاك الجنرال قمر جاويد باجوا، في إشارة إلى ضعف الحكومات المدنية. وفي تلك الفترة، دافع بومبيو علناً عن حق الهند في الدفاع عن نفسها. وفي كتابه أشاد بالهند وبعكس مسؤولين في نيودلهي، لم يخف رغبته في التحالف مع الديموقراطية الواقعة في جنوب آسيا «لمواجهة عدوانية الصين». واختبرت الهند ثم باكستان قنابل ذرية في عام 1998، مما دفع الرئيس الأميركي آنذاك بيل كلينتون إلى القول إن إقليم كشمير هو «أخطر مكان في العالم».
مشاركة :