شهد العراق، أمس، تظاهراتٍ حاشدةً في محيط مبنى البنك المركزي وسط بغداد وفي محافظات أخرى، وذلك للاحتجاج على الارتفاع الكبير في أسعار صرف الدولار الأميركي مقابل الدينار وارتفاع أسعار السلع. ورفع المتظاهرين في بغداد شعارات تندد بسياسات حكومة محمد شياع السوداني الاقتصادية، وطالبوا رئيس الحكومة باتخاذ قرارات تعيد للدينار العراقي سعره الطبيعي، مهددين بالتصعيد ما لم تستجب الحكومة لمطالبهم. يذكر أن سعر صرف الدولار أمام الدينار العراقي ارتفع مؤخراً من 148 ألف دينار لكل 100 دولار أميركي، إلى 170 في الأيام الأخيرة وانخفض أمس، إلى 161 ألفاً. وحذرت قوى سياسية من حرف تلك التظاهرات للمطالبة بإسقاط الحكومة، فيما ترى قوى شعبية أن الاحتجاجات جاءت بسبب ترحيل الأزمات منذ أكثر من 20 عاماً. وأعلن أصحاب المحال والتجار في محافظة الديوانية، أمس، الإضراب وإغلاق المحال إثر استمرار أزمة العملة. وأكد المشاركون في التظاهرة التي انطلقت من جامع المصطفى وسط مدينة الديوانية على أهمية الإسراع في تخفيض سعر الدولار ورفع قيمة الدينار العراقي والتقليل من معاناة العراقيين، ومنع زيادة أسعار السلع والمواد الغذائية واعتبر محي الأنصاري رئيس «حراك البيت العراقي»، أن «منظومة الحكم في العراق منذ 20 عاماً وصلت إلى مرحلة ليس بمقدورها ولا في نيتها إنتاج حلول لأي أزمة تواجه البلاد»، مشيراً في تصريح لـ«الاتحاد» إلى أن الشارع العراقي تحول إلى منصة احتجاج مستمر ومتجدد بسبب ترحيل الأزمات بشكل مستمر. وقال إن هذه الحالة ستستمر ما لم توجد حلول جذرية تنقل العراقيين من حال إلى حال أفضل. وعلى الرغم مما يراه عميد كلية الإعلام في «الجامعة الإسلامية الأميركية» بولاية مينيسوتا الدكتور عبد الكريم الوزان، بأن التظاهرات أصبحت سمة للشعب العراقي، إلا أنه أكد في تصريح لـ«الاتحاد»، بأن هذه «التظاهرات تؤدي وتثير وتفعل الرأي العام، وتعمل على تحريض الطليعة المثقفة على أصحاب القرار وعلى الحكومة». وطالب الوزان بـ«دعم السلع ومحاربة ارتفاع الأسعار وإعادة سعر الدولار قبل أن يتمكن أصحاب الأجندات من تحقيق أهدافهم».