أردنية تنقذ الأكلات الشعبية من الاندثار

  • 1/26/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

السلط (البلقاء) - تحظى المأكولات الشعبية بمكانة في وجدان بعض الأردنيين لعلاقتها الوطيدة بالأصالة والهوية الأردنية، لذلك كانت المحافظة عليها ليس فقط لكونها جزءا من التراث بل لأنها بدأت تختفي تدريجيا من موائدهم. وتعد ثائرة العربيات مؤسسة 'صحون الجدات بأيدي الأمهات' وهي جزء من مبادرة أشمل لإحياء التراث الثقافي الأردني واحدة من بين عدد من الأردنيين الغيورين على هذا التراث شبه المندثر. وقالت بينما كانت تحضر وتوزع حساء تقليديا يتكون من العدس والزبادي المخمر يسمى 'شوربة الرشوف' إن اندثار هذه الوجبات سيكون أمرا مخزيا. وتهدف مبادرتها إلى إعادة تقديم مأكولات يطويها النسيان ضمن تراث المطبخ الأردني من خلال تعليم متطوعات شابات الوصفات، ثم توزيع الوجبات على المارة، حيث تلتقي في قلب مدينة السلط القديمة أحد مواقع التراث العالمي بالأردن في نهاية كل أسبوع مجموعة من النساء لتحضير وجبات أردنية تقليدية. وأضافت العربيات "أخذت على عاتقي أن أعمل على توثيق الأكلات التراثية لاسيما ما اندثار منها أو في طريقه إلى ذلك، إذ للأسف تخلى الكثيرون عن هذه الوجبات في ما عدا بعض السيدات بالشمال والجنوب اللاتي يعملن على المحافظة عليها". وأشارت إلى أنه من أبرز أهداف مبادرتها ضمان الاستمرارية والديمومة للتراث غير المادي على غرار الأكلات والأزياء التراثية والحرف الوطنية التي كنا ومازلنا نفتخر بها". ورغم أن جل الأكلات التراثية بسيطة وغير مكلفة، إلا أنها في طريقها للاندثار وذلك بحسب العربيات "بسبب تقدم الأمهات في السن دون أن تكون هناك مساع لنقل هذا الموروث للأبناء والجيل الأصغر سنا". وتكشف دراسة أجرتها الشركة الأردنية لإحياء التراث وهي شركة غير ربحية أن تراث الطهي في المملكة يعتمد على منتجات الألبان والحبوب. وتم إدراج طبق المنسف وهو طبق يتكون من لحم الضأن أو الماعز المطبوخ في الزبادي المخمر ويقدم مع الأرز ويعتبر إلى حد كبير الصحن الوطني الأردني على قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو في الآونة الأخيرة. وأكدت العربيات أنه "من المؤسف حقا أن نشهد اندثار بعض الأكلات لما لها من قيمة غذائية عالية جدا، بالإضافة إلى أن كلفة تحضيرها زهيدة، كما أنها تساهم في تعزيز دور الشباب في المحافظة على التراث والعادات والتقاليد، فنحن هنا ألزمنا أنفسنا بنقل هذا الموروث عبر مجموعة من المتطوعين من الشبان والشابات وحتى الأطفال منهم". وقال المواطن الأردني شاهر أبورمان بينما يستمتع بقدح من 'شوربة الرشوف' التي توزعها العربيات "هذه المأكولات الشعبية لم تعد تزين أغلب موائد الأردنيين وهي في طريقها للاختفاء بشكل نهائي تقريبا"، متابعا "إعادة إحيائها الآن يعيدنا إلى ماضينا الجميل وإلى تراثنا وموروثنا الشعبي القديم". وتظهر من وقت إلى آخر مبادرات شبابية تهدف إلى صون التراث من الاندثار، حيث عمل البعض من الشباب على وضع لمسات عصرية على بعض الأكلات الشعبية الشهيرة في الأردن، من بينها تحويل الشاب محمد داود طبق 'المنسف' الشعبي إلى وجبة سريعة، فبعد أن كان يقدم في طبق كبير ليتجمع حوله العديد من الأشخاص، أصبح يتم تقديمه الآن في أكواب صغيرة للزبائن على شكل وجبة سريعة يأخذونها ويمضون. كما أقدمت عائلة أردنية على تغيير شكل طبق الحلوى التقليدي 'الكنافة' وقدمته مشويا على 'السيخ' بدلا من طريقة الخَبْز المعروفة.

مشاركة :