وسط مؤشرات على تجاوب الغرب، مع مطالب كييف، بالحصول على دبابات قتالية متطورة، يؤكد خبراء عسكريون، أن الهاجس الذي يدفع السلطات الحاكمة في كييف، للإصرار على ذلك المطلب، يتمثل في خشيتها من هجوم وشيك، ربما تستعد القوات الروسية لشنه، في الوقت الحاضر. ويؤكد الخبراء أن الدبابات وحدها، ربما لا تكون كافية لتلبية الاحتياجات الملحة للجيش الأوكراني، فالدبابات تمثل برأي هؤلاء المحللين، السلاح الأفضل لمواجهة ما بات المخططون العسكريون الأوكرانيون يسمونه «هجوم الربيع»، ذاك الذي يقولون إن موسكو تُحضِّر حالياً لإطلاقه بعد انتهاء فصل الشتاء، وذلك بفضل التغييرات التي أُدْخِلَت على القيادة العسكرية، للقوات المنخرطة في القتال. ورغم أن موسكو لم تلجأ حتى الآن، إلى الدفع بأحدث دباباتها من طراز «تي -14 آرماتا» في المعارك، فإن المسؤولين العسكريين في كييف، لا يزالون يُصعِّدون من مطالباتهم بضرورة إمدادهم بدبابات متطورة، خاصة «ليوبارد 2» الألمانية. وتعتبر السلطات الأوكرانية، أن حصولها على مثل هذه الدبابات، لن يكون ذا فوائد دفاعية فحسب، وإنما قد يفتح لها الباب أمام تشكيل لواء مدرع متطور، يمثل رأس حربة، لأي هجوم ربما تشنه كييف، لكسر الدفاعات الروسية، عن الممر البري المؤدي لشبه جزيرة القرم، فيما لا يبدو الغرب حتى الآن، متحمساً بشدة للاستجابة لمطالب كييف. فتزويد الجيش الأوكراني بعدد كبير من الدبابات المتطورة، ربما سيقود، إلى تصعيد روسي مقابل، على الصعيديْن السياسي والعسكري، كما أن الزج بهذه الدبابات قد يُعرِّض بعضها للسقوط في يد العسكريين الروس، ما يهدد بكشف أسرار تسليحها وتدريعها، فضلاً عن ذلك، يخشى محللون أميركيون بصفة خاصة، من أن يؤدي حصول كييف على أسلحة ثقيلة شديدة التطور، إلى إكسابها ثقة مفرطة، قد تدفعها إلى التصرف برعونة في ساحة المواجهة، ما يُكبدها خسائر فادحة في النهاية. في الوقت نفسه، أكد خبراء، من بينهم جيفري سيمينو المدير المساعد لمركز «سكوكروفت للأمن والشؤون الاستراتيجية» التابع لمؤسسة «أتلانتيك كاونسيل» الأميركية المرموقة للأبحاث، أن الموافقة الغربية على إمداد كييف بالدبابات والآليات المدرعة، لا ينبغي أن تشكل نهاية المطاف. فالأمر يتطلب، وفقاً لما قاله سيمينو في تصريحات للموقع الإلكتروني لهذه المؤسسة البحثية، الإسراع بإرسال تلك القطع العسكرية، بالنظر إلى الأهمية القصوى لعنصر الوقت في ميدان القتال، وذلك بجانب توسيع قائمة الإمدادات، لتشمل، أنظمة دفاع جوي، وشبكات دعم لوجيستية، ومزيداً من الطائرات المُسيّرة.
مشاركة :