وصفت الحكومة اليمنية تصريحات المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد حول الهدنة والمشاورات المقبلة التي يسعى إليها قبل حلول شهر رمضان بـ«النوايا»، ودعت المبعوث إلى إقناع الانقلابيين بالوفاء بالتزاماتهم السابقة. وقال الدكتور عبد الملك المخلافي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني لـ«الشرق الأوسط»: إن تصريحات ولد الشيخ ربما تعكس نواياه وليس العمل على الأرض، وهي نوايا طيبة، ولكن الأمور لا تحقق بمجرد النوايا الطيبة؛ بل بقبول الانقلابيين بمبدأ السلام والمرجعيات الثلاث، ومن ضمنها وقف إطلاق النار ومتطلبات بناء الثقة التي لم يلتزموا بها منذ أكثر من عام. وأضاف الوزير خلال اتصال هاتفي: التقينا ولد الشيخ في مؤتمر الاستجابة الإنسانية بجنيف قبل أيام، لكنه لم يبلغنا بهذه المسائل، وتابع: دائما نسعى إلى السلام وإنهاء هذه الحرب وإنهاء معاناة اليمنيين، وتجاوبنا مع كل المساعي والنوايا الطيبة، وأتمنى أن يبذل ولد الشيخ جهدا أكبر مع الانقلابيين ويقنعهم بالالتزام بكل المتطلبات والتزاماتهم السابقة جميعا التي تمت بحضوره، وساعتها سيجد الترحيب من قبل الحكومة اليمنية. وكان المبعوث الأممي قال أول من أمس إنه يأمل في إطلاق جولة جديدة من مفاوضات السلام بين أطراف النزاع في اليمن قبل شهر رمضان المقبل. وقال وفقا لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، إنه يسعى في «بدء جولة جديدة من المفاوضات»، مضيفا: «إننا في المرحلة التمهيدية، لكن الوقت ضيق، وهدفي هو إنهاء كل ذلك قبل حلول شهر رمضان». وتطرق المبعوث إلى الوضع في ميناء الحديدة على البحر الأحمر، ولدى سؤاله حول قلق تحالف دعم الشرعية الذي يشتبه في أن ينقل المتمردون الحوثيون وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح، أسلحة عبر هذا المرفأ، قال ولد الشيخ إن «خيارات كثيرة» قيد الدرس «لتعزيز آلية التفتيش وإيجاد سبيل لخفض خطر تهريب الأسلحة». وأوضح ولد الشيخ أن الحوثيين أعربوا عن اهتمامهم باقتراحاته، مضيفا أنه يعتزم دعوتهم إلى اجتماع الشهر المقبل في عمان للبحث في الأمر. لكن مصدرا مطلعا قال لـ«الشرق الأوسط» إن تصريح المبعوث الأممي جاء في إطار لقاء إعلامي وردا على سؤال صحافي، وذلك ليس إعلانا رسميا، وقال إن المبعوث «على تواصل مع الجميع وعلى مسافة واحدة من الجميع ويكثف جهوده للتوصل إلى حل سلمي يضمن أمن اليمن واليمنيين». وبالعودة إلى وزير الخارجية اليمني، فإن الدكتور المخلافي قال إن «إسماعيل ولد الشيخ يعرف أن الحكومة اليمنية وتحالف دعم الشرعية لم يكونا يوما ما مشكلة أمام الحل؛ فإذا بذل جهدا مع الطرف الآخر سيجد من الحكومة الالتزام بما سبق».
مشاركة :