عيون وآذان (سنة أميركية كارثية)

  • 12/21/2013
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

إختتم مجلسا الكونغرس الأميركي هذا الاسبوع دورة السنة الحالية، وذهب الاعضاء في إجازة الاعياد الغربية، فأزعم ان 2013 كانت سنة كارثية على الاميركيين وأحمّل الكونغرس القسط الاكبر من المسؤولية عن الخراب، من دون ان أبرئ الرئيس باراك اوباما. ربما كان من رحمة الله بالأميركيين ان الكونغرس كان كسولاً هذه السنة، وأمامي أرقام تقول ان النواب عملوا 942 ساعة فقط، اي ما يعادل 28 ساعة في كل اسبوع عمل مع وجود أسابيع عطلة. أما الشيوخ فاقتصر وجودهم في مجلسهم على 99 يوماً من السنة كلها، وهو رقم قريب من الرقم القياسي في الكسل الذي سجل سنة 2005 وكان 95 يوماً. باراك اوباما رأى شعبيته تتراجع خلال السنة، ففي سنة 2012 كانت 54 في المئة من الناس معه و42 في المئة ضده، وأصبحت هذه السنة 43 في المئة معه، و55 في المئة ضده، ما يعني ان شعبيته من نوع شعبية جورج بوش الابن في ولايته الثانية. وان كان من عزاء له فشعبيته تظل أعلى بين الناخبين من شعبية مجلسي الكونغرس، وولايته الثانية ستمضي من دون فضائح الولايات الثانية التي عاصرناها جميعاً من نوع ووترغيت مع ريتشارد نيكسون وإيران كونترا مع رونالد ريغان ومونيكا لوينسكي مع بيل كلينتون، وحرب العراق مع بوش الابن، وهي فضيحة الفضائح فقد ثبت بشكل قاطع ان مجرمي الحرب من محافظين جدد ولوبي اسرائيل وليكود أميركا زوّروا أسبابها عمداً، وتواطأ معهم جزء من الميديا، والنتيجة ان حوالى مليون عربي ومسلم قتلوا، ولم يحاسب أحد على الجريمة. لا يمكن لأي ادارة، أو حكومة في أي بلد، ان تعمل اذا كان هدف المشترعين فيها تخريب عمل السلطة التنفيذية، ولو دفع المواطنون جميعاً ثمن تعطيل عمل الدولة. الكونغرس وصل بالادارة مرة بعد مرة الى «حافة الهاوية» المالية، ولم يتراجع رئيس مجلس النواب جون بونر إلا تحت ضغط تسجيل جميع استطلاعات الرأي ان الاميركيين يحمّلون الجمهوريين المسؤولية عن قطع المال عن الادارة، وتوقف العمل الحكومي. ومع ذلك عندما رضخ بونر وسعى الى إقرار قانون تمويل الادارة استثنى مشروع الرعاية الصحية، وهو أهم إنجاز لباراك اوباما في ولايته الاولى. الآن الرئيس يفتش عن إرثه السياسي، الا انه سيكون ناقصاً من دون الرعاية الصحية، أو غير موجود، فالجمهوريون سيستمرون في معارضة كل مشروع له، وكل تعيين في مناصب الدولة لأن هدفهم تدمير الرئيس لا خير المواطن. لمعلومات القارئ العربي مجلس الشيوخ الآن يضم 55 عضواً ديموقراطياً مقابل 45 جمهورياً، لذلك استطاع الديموقراطيون وقف اسلوب تعطيل العمل بخطابات تطول ساعات وأياماً، وجعلوا الموافقة على التعيينات الحكومية بغالبية بسيطة هي 51 صوتاً، وهذه في حوزتهم، بعد ان كانت غالبية 60 صوتاً، غير ان مجلس النواب يسيطر عليه الجمهوريون فهناك 234 منهم مقابل مئتي ديموقراطي. هناك فارق بين ان يكون الرئيس ضد الحرب وان يكون غير محارب، ولن اقول كلمة جبان بانتظار ادائه بعد الانتخابات النصفية السنة القادمة. وأوباما بنى سمعته على معارضته حروب بوش، الا انه بعد ان دخل البيت الابيض امتنع عن محاربة الجمهوريين وهم يشنون الحملات عليه فكان ان شجعهم، لذلك لا أبرئه من فشل 2013، وان كنت أحمّل الجمهوريين أكبر قسط من المسؤولية.   khazen@alhayat.com

مشاركة :