ربيع التكالي يدخل بالتونسيين إلى 'الجبل الأحمر' في رمضان

  • 1/29/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تونس - كتب المخرج التونسي ربيع التكالي في يوليو/تموز 2022 تدوينة بصفحته على فيسبوك "الفن يغير مصير شعوب وشعوب تغيير مصير الفن" وانطلقا من إيمانه بمساهمة الفن في إصلاح المجتمع ركز عدسات كاميراته على حي 'الجبل الأحمر' الشعبي ليقدم عملا دراميا واقعيا ينافس به في الموسم الرمضاني المقبل. وبدأ تصوير المسلسل الذي يحمل عنوانه اسم الحي التونسي 'الجبل الأحمر' مطلع يناير/كانون الثاني ومن المنتظر أن يعرض على قناة التلفزيون الرسمي التونسي (القناة الوطنية الأولى) خلال النصف الأول من شهر رمضان 2023. ويسعى المسلسل وهو من إنتاج التلفزيون التونسي إلى تلميع صورة الأحياء الشعبية في أذهان التونسيين التي تصورها على أنها أوكار للصوص والخارجين عن القانون وأن داخلها مفقود وخارجها مولود، فالعمل يحاول أن يعكس الحياة الاجتماعية والعلاقات الإنسانية في حي 'الجبل الأحمر' وفق سيناريو يقتبس فكرته من الواقع. ويوضح التكالي أن فكرة المسلسل انطلقت لحظة مر أمامه موقف غريب كان ضحيته شاب تمت معاملته بشكل سيء فقط لأنه ينتمي لهذا الحي الشعبي وفق ما هو مكتوب في بطاقة هويته الشخصية. وأضاف في حديثه لإذاعة موزاييك.أف.أم الخاصة "لحظتها خامرتني العديد من التساؤلات من بينها ما ذنب سكان الأحياء الشعبية أن يتم حصرهم في دائرة واحدة بسبب انتمائهم فهم في أغلبهم يعملون بجد لتحسين أوضاعهم وتحصيل قوت يومهم". وأشار إلى أنه أجرى بحثا متعمقا عن الحي ودوّن أهم الأحداث التي جرت فيه، مؤكدا أنه "وجد نفسه أمام حي من أقدم الأحياء الشعبية وأعرقها، كما أن المكان يقع في قلب العاصمة التونسية وتحيطه أحياء راقية، بالإضافة إلى أنه احتضن في عدة مناسبات الكثير من الفعاليات، إلى جانب أنه يعرف حركية كبيرة". والجبل الأحمر حي شعبي يقع غربي تونس العاصمة ظهر في الثلاثينات وكان يعتبر من أكثر الأحياء التي تشتهر بالعنف والإجرام ولذلك يخاف الكثيرون الذهاب إليه، وقد اتخذ في الخمسينات ملجأ لعناصر المقاومة المسلحة ضد الاستعمار الفرنسي. أما سر تسميته فتعود إلى طغيان لون التربة الحمراء وكثرة الأشجار والنباتات التي تحيطه. ويضم المسلسل نخبة من النجوم من بينهم فتحي الهداوي ودليلة المفتاحي ومحمد السياري وخالد هويسة ووحيدة الدريدي وأميمة بن حفصية ونادية بوستة ومريم بن مامي ومرام بن عزيزة وريم بن مسعود ونجلاء بن عبدالله وحكيم بالكحلة وعزيز باي وياسين بن قمرة وآخرون. وكشفت وحيدة الدريدي التي ستجسد دور 'فاطمة' في حديث لإذاعة ديوان أف.أم أن "ربيع التكالي رفقة طاقم العمل المساعد له أمضوا نحو أربع سنوات في كتابة السيناريو"، مشيرة إلى أن النص نتاج جهد جماعي وكتب بطريقة جديدة معاصرة"، رافضة تقديم المزيد من التفاصيل حولها. وأضافت أن "مخرج العمل كانت له لقاءات مع الشخصيات الحقيقة أو أقاربهم وأصدقائهم واستمع إلى شهادات من أهل الحي ساعدته على كتابة السيناريو". وأكدت "المسلسل يعج بالحكايات الواقعية ويطرح إشكاليات شخصيات تعيش في الواقع ويرتكز على مشاهد من حياتهم اليومية"، لافتة إلى أنه "لا يوجد أدوار رئيسية مطلقة فالبطولة جماعية". ويشكل العمل الجديد فرصة لعودة الدريدي إلى التلفزيون الرسمي التونسي بعد غياب دام 10 سنوات، حيث كان آخر أعمالها على القناة الحكومية في العام 2013 من خلال مسلسل 'الزوجة الخامسة'. وسيشهد المسلسل عودة فنانين آخرين كذلك من بينهم ريم بن مسعود وخالد هويسة الذي قال عبر حسابه على فيسبوك "بعد غياب نعود بإذن الله إلى الدراما التلفزيونية، رمضان 2023 مع المخرج المتميز ربيع التكالي.. ربي يوفق كل الفريق التقني والفني". وبدأ بعض أبطال العمل في تشويق متابعيهم للمسلسل من خلال صفحاتهم بالمواقع الاجتماعية لاسيما إنستغرام، حيث شارك حكيم بالكحلة عبر خاصية الستوري صورة له من العمل، في حين نشرت أميمة بن حفصية صورة من كواليس التصوير. وسيلعب بعض أبطال المسلسل أدوارا مختلفة عن نوعية الأدوار التي تعود عليها المشاهد التونسي ومن بين هؤلاء مريم بن مامي التي يصر جل المخرجين الذين تعاونت معهم في أعمال سابقة على حصرها في دور المرأة الأرستقراطية، إلا أنها ستتقمص هذه المرة دور امرأة شعبية تنتمي إلى حي 'الجبل الأحمر'. ورغم أن المسلسل لم يمض على تصويره فترة طويلة، فإنه نجح في لفت الانتباه وقسم نشطاء على المواقع الاجتماعية بين معارض ومؤيد له، حيث سخر البعض من فكرة إسناد الأدوار إلى ممثلين ينتمون إلى أوساط راقية لا تمت بصلة إلى الحي وهموم سكانه ومشاكلهم. في حين يرى آخرون أن العمل فرصة للابتعاد أن أجواء الإجرام التي دأبت بعض الأعمال الرمضانية السابقة على تصويرها وذلك بإبراز الجوانب والعلاقات الجيدة التي تجمع سكان الأحياء الشعبية في قالب درامي. ويأتي 'الجبل الأحمر' ليكسر سلسلة من الحلقات المترابطة التي جمعت أعمالا رمضانية على تنوعها واختلاف شخصياتها تلتقي في محتوى يكاد يكون نفسه من البورجوازية إلى كل أشكال العنف والإجرام، كما أنه يعتبر استكمالا لنجاح مسلسلي 'المايسترو' ' و'حرقة' اللذين تطرقا إلى مواضيع مسكوت عنها في المجتمع التونسي والمتمثّلة في السجناء والمهاجرين غير الشرعيين.

مشاركة :