'الوطنية' التونسية تُنهي 'الجبل الأحمر' قبل نهايته

  • 4/13/2023
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

تونس - فوجئ متابعو المسلسل التونسي "الجبل الأحمر"، الأربعاء، ببث قناة التلفزيون الرسمي التونسي (القناة الوطنية الأولى) إعادة لمسلسل "الحرقة" بدلا منه. وأعرب بعض المشاهدين وعدد من الممثلين بالعمل عن استغرابهم إيقاف القناة للمسلسل قبل بث الحلقات الأربع الأخيرة منه وبرمجة مسلسل آخر. وكتبت وحيدة الدريدي التي تجسد دور 'فاطمة' بالمسلسل عبر صفحتها على فيسبوك "كيف تمنع القناة بث باقي مسلسل جبل الأحمر.. أربع حلقات تمنع من البث.. غريب!!". وقالت عبر خاصية الستوري على حسابها بإنستغرام "كل الدعم والمساندة لكامل فريق المسلسل". وأنتج التلفزيون التونسي العمل من عشرين حلقة، وهو من إخراج ربيع التكالي، ويضم نخبة من النجوم من بينهم فتحي الهداوي ودليلة المفتاحي ومحمد السياري وخالد هويسة ووحيدة الدريدي وأميمة بن حفصية ونادية بوستة ومريم بن مامي ومرام بن عزيزة وريم بن مسعود ونجلاء بن عبدالله وحكيم بالكحلة وعزيز باي وياسين بن قمرة وآخرون. وفي تدوينة على صفحته بفيسبوك قال الإعلامي التونسي سمير الوافي "حتى لا نظلم التلفزة الوطنية ونحملها المسؤولية وحدها رغم أنها تبقى المسؤولة على حسن تنفيذ العقد والمسؤولة أخلاقيا أمام مشاهديها والمسؤولة على التعاقد مع أي منتج غير جدي، فإن ما يتداول نقلا عن مصادر من إدارتها هو أن منتج مسلسل الجبل لحمر لم يلتزم بالعقد الذي ينص على إنتاج مسلسل بعشرين حلقة فقط وفق ميزانية محددة خصصت لذلك لا يمكن تجاوزها". وتابع "المنتج لم يصل إلى النهاية في الحلقة 20 ولم يختم مسلسله وقرر التمديد لوحده بإضافة أربع حلقات... وأعلم التلفزة بذلك في آخر لحظة ليضعها أمام الأمر الواقع وضغط الوقت، مطالبا بحوالي نصف مليار مقابل الأربع حلقات، فرفضت التلفزة ذلك طبعا وأمام إصرار الطرفين على موقفهما توقف المسلسل في الحلقة 20 بدون نهاية وخاتمة سوى هذه النهاية الحزينة والمهزلة الخارجة عن السيناريو وعن الشاشة". وأضاف "تلك هي قصة الجبل الأحمر حسب رد مصادر من التلفزة... وإذا صحت والمفروض أنها صحيحة، فإنها لا تبرئ التلفزة من مسؤولية التهاون في مراقبة تنفيذ الإنتاج وفي التعاقد مع منتج تنقصه الجدية ومن المسؤولية الأخلاقية أمام المشاهدين، وهي تفسر بوضوح أسباب صمت المنتج والمخرج على صنصرة مسلسله وتشويهه... واختبائه وراء ممثلين شجعان فضحوا ذلك، ثم صمته الغريب على إيقاف المسلسل بينما خرج ممثلون ليعطوننا نسختهم من الخلاف مع التلفزة... وأعتقد أنهم أكبر ضحايا لهذه المهزلة لأنهم تعرضوا إلى أشنع تشويه لمجهودهم وأسمائهم وعملهم وشقائهم، ولكن لماذا لم يحملوا المسؤولية للمنتج والمخرج أيضا وتحاملوا على التلفزة وحدها!؟؟... هل يشككون في ردها أم أنهم منحازون لمخرجهم ومنتجهم!؟؟". ويعود سبب إيقاف بث مسلسل "الجبل الأحمر" لتجاوز الحلقات العدد المُتّفق عليه، وفقا للعقد الممضى بين جهة الإنتاج والتلفزة الوطنية والذي نص على 20 حلقة، وقد تم إعلام التلفزة الوطنية بإضافة أربع حلقات بشكل متأخر (قبل يومين من بث الحلقة العشرين)... ولم تكن المدة كافية لإيجاد اتفاق بخصوص هذا الإشكال مما ترتب عنه توقف بث المسلسل، بحسب إذاعة موزاييك الخاصة. ولفتت إلى أن الاتصالات بين المنتج والمخرج وإدارة التلفزة الوطنية ما تزال مستمرة بهدف الوصول إلى اتفاق يفضي إلى بث باقي حلقات المسلسل الإضافية. واعتبر النجم حكيم بالكحلة في تدوينة نشرها عبر صفحته على فيسبوك أن الأمر "فضيحة ستظل في تاريخ التلفزة الوطنية، مسلسل الجبل الأحمر يتكون من 24 حلقة، بعد أن كان 15 والوطنية طلبت 20 رغم ضيق عملي الوقت والإمكانيات المادية، لكن القناة الآن قررت أنها لن تواصل بثه بعد أن حصلنا على موافقتهم الشفاهية". وأوضح أن القناة "ستعيد بث مسلسل (حرقة2) لأسباب تعود إلى الإجراءات الإدارية والعقد الذي تم توقيعه سابقا بين التلفزة وشركة الإنتاج والذي ينص على أن المسلسل يحتوي على 20 حلقة فقط والقناة لا علم لها بالباقي.. ولمواصلة بث الحلقات يجب تقديم مطلب في الغرض من طرف المخرج والشركة المنتجة والتفاوض من جديد". واستنكر حكيم بالكحلة ذلك قائلا "من المسؤول عن هذه القرارات... إدارة التلفزة أقل واحد عمره 60 سنة يتعاملون معانا كشباب لسنا بنفس التفكير ولا الطموح ولا نملك الحس الفني نفسه... الجميع بانتظار النهاية.. الوطنية اختارت نهاية أخرى". وكان فريق عمل المسلسل اتهم قبل فترة قصيرة التلفزيون التونسي الذي يبث العمل في رمضان الحالي على قناته الأولى، بـ"صنصرة" العمل عبر اقتطاع عدة مشاهد أفسدت حبكته الدرامية". وكلمة "صنصرة" مستخدمة في تونس وهي ترجمة حرفية لكلمة "censure" الفرنسية التي تعني الرقابة، وتستخدم للدلالة على الرقابة في الصحافة ومجال الثقافة. وأكد بطل المسلسل نصرالدين السهيلي تعرض العمل الذي يبثه التلفزيون التونسي على "الوطنية الأولى" للصنصرة، معتبرا أن "ما حدث لمسلسل الجبل الأحمر غير عادي وذلك كان بهدف إفشاله"، مضيفا "أعتقد أن هناك أشياء غريبة تحدُث". وتابع "ما حدث للمسلسل جريمة، هناك صنصرة كبيرة"، محملا القناة الوطنية مسؤولية ذلك. وكشف الممثل محمد السياري خلال استضافته في برنامج "رمضان شو" الذي تبثه إذاعة موزاييك الخاصة أن بعض المشاهد حُذفت وهو ما أثّر على سيرورة الأحداث. وقال "مسلسل ملك التلفزة الوطنية، فهي من دعمته ماديا.. وتمّ إعداد تقرير حول مضمونه، ثمّ تقرّر قص بعض المشاهد التي تتضمن عنف أو مواد كحولية ومخدرات، متابعا "الكحول والمخدرات نُعاني منها كلّ يوم.. ولكن حُذفت ربما لأن المسلسل يعرض خلال شهر رمضان". وبحسب محمد السياري، فإن قصة المسلسل واضحة وفهمها ليس صعبا كما يُروج لذلك.. فالعمل يُعتبر رمزية للأحياء الشعبية". وأبدى سمير الوافي في تدوينة أخرى على صفحته بفيسبوك استغرابه من صمت كل من مخرج ومنتج العمل، قائلا "الممثلين تكلموا على الصنصرة التي وجعتهم وهو ساكت.. الممثلين تكلموا اليوم على فضيحة إيقاف المسلسل التي قهرتهم... وهو ما زال يلتزم الصمت وغائب وكأن الأمر لا يعنيه". وأضاف "الرأي العام متعاطف ومتضامن مع صناع المسلسل... والمخرج آخر من يعلم.. لسانه طال ضد الإعلام وبعض زملائه... واختفى وابتلعه عندما تعسفت الإدارة على مسلسله!!!.. ما سر كل هذا الصمت والانحناء!!!؟؟ وأين شجاعتك التي نعرفها يا ربيع التكالي!؟؟؟ أم أنك تعرف ما لا نعرف وشريك في تحمل مسؤولية إيقاف المسلسل!؟؟ تكلم لنراك!!!". والمسلسل اجتماعي يروي قصة أقدم حي شعبي في تونس وهو "الجبل الأحمر" الذي يعود إلى سنة 1930. ويسعى المسلسل وهو من إنتاج التلفزيون التونسي إلى تغيير الأفكار السائدة عن الأحياء الشعبية في تونس والتخلص من الصور النمطية والأحكام المسبقة المحيطة بها وذلك من خلال تصوير الحياة الاجتماعية والعلاقات الإنسانية في حي "الجبل الأحمر" وفق سيناريو يقتبس فكرته من صلب الواقع. و"الجبل الأحمر" حي شعبي يقع غربي تونس العاصمة ظهر في ثلاثينات القرن الماضي ويعتبر من أكثر الأحياء التي تشتهر بالعنف والإجرام ولذلك يخاف الكثيرون الذهاب إليه، وقد اتخذ في خمسينات القرن الماضي ملجأ لعناصر المقاومة المسلحة ضد الاستعمار الفرنسي. أما تسميته فتعود إلى طغيان لون التربة الحمراء وكثرة الأشجار والنباتات التي تحيط به. ولم يحقق المسلسل نجاحا كبيرا حتى الآن على صعيد نسب المشاهدة، بالمقارنة مع العمل التونسي الثاني "فلوجة" الذي أنتجته قناة "الحوار التونسي" الخاصة وأخرجته سوسن الجمني. وأرجع بعض النقاد سبب عدم تحقيق مسلسل "الجبل الأحمر" النجاح إلى بثه في توقيت غير مناسب.

مشاركة :