بعد عزلة وراء الشاشات الزرقاء والعودة للحياة والتعافي من «كوفيد 19»، التقت عضوات مجلس شما محمد للفكر والمعرفة، بحضور رئيس المجلس الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان؛ وذلك لمناقشة رواية «من الظل» للكاتب الإسباني خوان خوسيه مياس، الصادرة عن دار المتوسط، وذلك عبر منشط ندوة الكتاب. وقد استهلت الندوة بحديث للشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، حول تحليلها للرواية، قائلة: إن الكاتب قدم لنا رواية من أقوى الروايات، التي قد يرى القراء أنها صعبة، أو قد لا يتقبل البعض الفكر الذي تعايش معه بطل الرواية، والذي أدار أحداثها خارج الصندوق، وقالت: قد يبدو الكلام صادماً أمام الجمهور، لكننا دائماً ما نلجأ للهروب من الواقع باحثين عن المثالية في حياتنا، وتساءلت عن الارتباط ما بين الظل والخزانة؟ مؤكدة أن الظل يرمز للاختفاء، وهذا ما نخفيه في دواخلنا، فينعكس سلباً على حياتنا. ثم أشارت إلى أن كل جملة في الرواية فيها رمزية عالية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالعلاقات مع الجميع، وشرح للواقع والمجتمعات، وأن الكاتب سلط الضوء على أهمية البحث في دواخلنا، مؤكدة على أن الظل لن يختفي من حياتنا وسيستمر، وفي حال عدم التخلص منه سنظل داخل الخزانة نراقب الأحداث بقلق، وتقيدنا حلقات الظلام السوداوية. وقد وجهت الشيخة د. شما بنت محمد رسالة لإعطاء الأبناء والأجيال مساحة للحوار حتى لا تختفي الحقائق مؤدية لظلام في دواخلهم ينعكس على حياتهم ومستقبلهم. وأجمع الحضور على أن الكاتب استطاع هدم الجدار ما بين الواقع والخيال، والتوغل في الذات الإنسانية بحرفية فتحت أبواباً مغلقة لمن قرأ الرواية بعمق، فيما كانت الترجمة جيدة في إيصال رسالة الكاتب الإسباني خوان خوسيه مياس. عقب مناقشة الرواية، دار حوار تربوي بناء ضمن منشط قضايا تربوية تناولت فيه العضوات مناقشة واقع التعليم قبل وبعد «كورونا»، وطرحاً للإيجابيات والسلبيات عبر المرور بتجربة التعليم عن بعد، وذلك تزامناً مع اليوم العالمي للتعليم. وأعرب الجميع عن أن البيئة التعليمية في دولة الإمارات العربية المتحدة تُعد بيئة نموذجية على مستوى العالم، وأن استراتيجيات الدولة في مجال التعليم تسعى باستمرار إلى الارتقاء بكل جوانب العملية التعليمية ومحاورها من طالب، ومعلم، ومنهاج وولي أمر.
مشاركة :