روى الإعلامي السعودي داوود الشريان قصة لقائه بسمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، مستذكرًا موقفًا من سمو ولي العهد معه شخصيًّا. وتفصيلاً، قال "الشريان" في مقاله المنشور بصحيفة "إيلاف" الإلكترونية اليوم الاثنين: "بداية عام 2018 التقيت سمو الأمير محمد بن سلمان. جئت من أجل أن أقدم لسموه عرضًا لخطة تطوير التلفزيون السعودي. دخلت إلى مكتبه، وسلمت عليه، وعلى نجله الأمير سلمان. وضعت جهاز الكمبيوتر المحمول أمامه على المكتب، وانتظرت أن يتفضل الأمير بالجلوس حتى أبدأ بتقديم العرض، لكنه طلب مني أن أقدم العرض وأنا جالس. أحرجني الطلب؛ كيف أجلس وولي العهد واقف. حاولت الاعتذار عن الجلوس، لكنه أصر. اخترت حلاً وسطًا: أكملت مهمتي بين القيام والجلوس. انتهى العرض". وتابع: "تحدث سموه عن رؤيته للإعلام السعودي بشكل عام، والتلفزيون على نحو خاص. نظر إليّ الأمير وسأل: (هل تريد مني شيئًا آخر يا داوود؟). شكرته على كرمه، فقال الأمير مبتسمًا: (أنا أريد شيئًا منك.. أريدك أن تهتم بصحتك). وطلب أحد مساعديه، وكلفه بمتابعة حالتي الصحية". وأضاف الشريان: "كنت ممتنًّا لاهتمامه الكريم. لكن حال الكسل والترهل السلوكي الذي أعيشه وسوس لي، فحدثت نفسي قائلاً: مشاغل الأمير سوف تجعله ينسى هذا الطلب، وأنا سوف أتدبر الأمر مع المسؤول الذي كلفه سموه بأمر صحتي. وقلت مسليًا نفسي: الأمور سوف تتدبر بستر ربي إن شاء الله! بعد أقل من أسبوع وجدت متابعة من مكتب سموه. وبدأت الخطة لإنقاص وزني". وتابع داوود في مقاله: "أدركت أن السمنة نالت من دقة ملاحظتي. فالأمير محمد بن سلمان لا ينسى الأمور التي يطلبها، أو يكلف أحدًا بها. لمست هذا وشاهدته خلال عملي في اللجان التي يشرف عليها الأمير شخصيًّا. هو يهتم بأدق تفاصيل المشروعات والخطط التي تُعرض عليه. وحين يطلب تعديلات أو يبدي ملاحظات لا يفوت أي ملاحظة أمر بها سابقًا، فضلاً عن أنه لا يترك تحديد وقت إنجاز العمل للآخرين. هو من يدير الوقت، ويمسك بزمان دفة التنفيذ، وسرعته في آن، ولديه قوة ملاحظة، مكنته من تحديد ما ينبغي فعله وما يجب تأجيله أو تجنبه". وأوضح "الشريان" أن لدى الأمير ذاكرة بصرية؛ تشعر وهو يبدي ملاحظاته على عمل ما أنه يقرأ من شاشة أمامه! كما يمتلك الأمير محمد بن سلمان مهارة نادرة في الاستماع؛ ولهذا تجد أنه يعرف، على وجه الدقة، ما يحتاج إليه من يعمل معه؛ ولهذا يسهل لهم الحصول على ما يحتاج إليه العمل من إمكانات. والأكيد أنه يعرف ما يريده شعبه. وختم الشريان مقاله: "ما جرى لي نموذج لما يجري في السعودية. تغيرت حالي، ونقص وزني 55 كيلوجرامًا خلال أقل من سنتين. وُلدتُ من جديد. استبدلت النشاط بالترهل والكسل، الروح الجديدة التي سرت في نفسي، بفضل الأمير محمد بن سلمان، هي التي أراها تسري في كل شرايين البلد وشبابها. لم تشهد السعودية في كل تاريخها هذا الاتقاد والحيوية والإصرار. وإذا كان الأسلوب هو الرجل، فإن التنمية التي تشهدها السعودية اليوم هي محمد بن سلمان".
مشاركة :