قال مصدر مطلع إن هيئة تنظيم السوق في الهند تجري مراجعة وتدقيقا فيما يتعلق بتراجع أسهم شركات الملياردير جوتام أداني، في الوقت الذي تتضخم فيه خسائره. ووفقا لـ “رويترز” قال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن مجلس الأوراق المالية والبورصات الهندي يبحث أيضا في عدد من المزاعم التي تحدثت عنها شركة هندنبرج لأبحاث الاستثمار. وشهدت أسهم مجموعة شركات الملياردير الهندي البارز مزيدا من التراجع يوم الأربعاء لتُمنى أسهم شركاته بخسائر بلغت 86 مليار دولار بعد ظهور تقرير الشركة الأمريكية الذي تدث عن تلاعب بالأسهم، وليفقد الملياردير لقب أغنى رجل في آسيا. وأدت خسائر الأسهم يوم الأربعاء إلى هبوط أداني إلى المركز الخامس عشر في قائمة فوربس لأغنى الأشخاص في العالم بصافي ثروة يقدر بنحو 75.1 مليار دولار، ليأتي في مرتبة لاحقة لمنافسه موكيش أمباني رئيس مجلس إدارة شركة ريلاينس إنداستريز الذي حل في المركز التاسع بصافي ثروة قُدر بنحو 83.7 مليار دولار. وكان ترتيب أداني الثالث قبل التقرير اللاذع من شركة هندنبرج لأبحاث الاستثمار. وتمثل الخسائر انتكاسة حادة لأداني الذي هجر التعليم وتحول إلى ملياردير وزادت ثروته سريعا في الأعوام القليلة الماضية مع زيادة قيمة أسهم شركاته التي تتضمن شركات موانئ ومطارات وتعدين وأسمنت وطاقة. ويسعى أداني حاليا جاهدا لإعادة الاستقرار لشركاته وحماية سمعته. ويأتي انخفاض الأسهم بعد يوم واحد فقط من تمكن مجموعة أداني من حشد الدعم من مستثمرين لبيع أسهم بقيمة 2.5 مليار دولار من شركة أداني انتربرايزس، فيما اعتبره البعض شعارا لثقة المستثمرين في وقت أزمات. وكان تقرير لشركة هندنبرج ريسيرش قد قال الأسبوع الماضي إن مجموعة أداني تسيء استخدام الملاذات الضريبية الخارجية وتتلاعب بالأسهم. وأثارت الشركة أيضا القلق من الديون المرتفعة وتقييمات شركات أداني السبعة المدرجة في البورصة. ونفت المجموعة المزاعم قائلة إن تصور الشركة الأمريكية عن التلاعب بالأسهم “بلا أساس” ونابع من الجهل بالقانون الهندي. وأضافت أنها تقدم دوما الإفصاحات التنظيمية اللازمة. وتراجعت أسهم شركة أداني انتربرايزس التي توصف عادة بأنها حاضنة أعمال أداني 28 بالمئة يوم الأربعاء، لتتجاوز خسائرها منذ تقرير هندنبرج ريسيرش 18 مليار دولار. وخسرت أداني بورتس والمنطقة الاقتصادية الخاصة 19 بالمئة من قيمتها. وسجل كلا السهمين أسوأ يوم على الإطلاق. وقال أفيناش جوراكشاكار، رئيس الأبحاث في شركة بروفيتمارت سيكيوريتيز، ومقرها مومباي، “نوع الانخفاض الذي نشهده في أسهم أداني مخيف”. وانخفضت أسهم كل من أداني باور وأداني ويلمار خمسة بالمئة. وخسرت أداني توتال جاز عشرة بالمئة. وخسرت أسهم أداني ترانزميشن ثلاثة بالمئة وخسرت أداني جرين انيرجي 5.6 بالمئة. وكانت شركة أداني توتال جاز، وهي مشروع مشترك مع شركة توتال الفرنسية، أكثر ضحايا تقرير هندنبرج تأثرا بخسارتها نحو 27 مليار دولار. وواصلت السندات الدولارية لشركات أداني انخفاضها يوم الأربعاء. وتصدرت السندات الدولارية لشركة أداني بورتس المستحقة في فبراير شباط 2031 الخسائر لتنخفض 3.59 سنت وتصل إلى 67.58 سنت. ومما يؤكد التوتر في بعض الأوساط، قالت بلومبيرج إن بنك كريدي سويس توقفت عن قبول سندات مجموعة شركات أداني كضمان للقروض لعملائها في البنوك الخاصة. وقال ديفين تشوكسي، العضو المنتدب لشركة كيه.آر. تشوكي شيرز آند سيكيورتي، إن هذا كان عامل تأثير كبير على انخفاض الأسهم يوم الأربعاء. وبعد أن خسرت شركات أداني 86 مليار دولار في الأيام القليلة الماضية؛ أي ما يعادل 16 بالمئة من إنفاق الميزانية السنوية للهند البالغة 550 مليار دولار والتي أُعلنت يوم الأربعاء؛ أصبحت القيمة السوقية الإجمالية لشركات المجموعة السبع المدرجة في البورصة نحو 131 مليار دولار. قال أمباريش باليجا، وهو محلل أسواق مستقل في مومباي “حدث انتعاش طفيف أمس بعد مضي بيع الأسهم قدما، وبعد أن كان هذا غير محتمل فيما يبدو في مرحلة ما، لكن معنويات السوق الضعيفة أصبحت الآن جلية مرة أخرى بعد تقرير هندنبرج الصاعق”. وأضاف باليجا “مع تراجع الأسهم على الرغم من دفاع أداني، يتضح بعض الضرر على معنويات المستثمرين بجلاء. وسيستغرق الأمر بعض الوقت لتحقيق الاستقرار”. وانخفض مؤشر نفتي القياسي في الهند 2.7 بالمئة منذ تقرير هندنبرج. وتُظهر البيانات أيضا أن المستثمرين الأجانب باعوا ما قيمته 1.5 مليار دولار من الأسهم الهندية بعد تقرير هندنبرج في أكبر خروج للأموال على مدى أربعة أيام متتالية منذ 30 سبتمبر أيلول. ويتزايد التمحيص لمجموعة أداني. فقد قالت هيئة تنظيمية أسترالية يوم الأربعاء إنها ستفحص مزاعم هندنبرج حتى تقرر مدى توافر مسوغات لإجراء مزيد من التحقيقات. وقالت مصادر إن هيئة تنظيم الأسواق في الهند التي كانت تفحص صفقات المجموعة ستضيف تقرير هندنبرج إلى تحقيقاتها الأولية. ولم تعلق الهيئة على قصة هندنبرج وأداني. وقالت وكالة التصنيف الائتماني الهندية، وهي تابعة لوكالة موديز يوم الأربعاء، إنها تراقب تأثير التطورات على محفظتها المصنفة في مجموعة أداني. وأضافت أنه على الرغم من ضخامة خطة الإنفاق الرأسمالي الممول بالديون للمجموعة تمثل “تحديا كبيرا”، فإن بعضها تقديري بطبيعته ويمكن تأجيله، اعتمادا على وضع السيولة. وقالت شركة التأمين على الحياة التي تديرها الدولة في الهند يوم الاثنين إنها ستطلب توضيحات من إدارة أداني. وكانت شركة التأمين على الحياة تمتلك حصة تبلغ 4.23 بالمئة في أداني إنتربرايزس حتى نهاية ديسمبر كانون الأول وتمتلك أكثر من تسعة بالمئة في أداني بورتس والمنطقة الاقتصادية الخاصة. وكان عملاق التأمين الهندي من كبار المستثمرين في بيع أسهم أداني في الآونة الأخيرة. وانخفضت أسهم شركة الأسمنت (أيه.سي.سي) 6.2 بالمئة وانخفضت أسهم شركة أسمنت أمبوجا 16.7 بالمئة.
مشاركة :