تعرضت مخيمات النازحين شمال غرب سوريا لأضرار متفاوتة بسبب الثلوج والأمطار الغزيرة التي ضربت المنطقة خلال اليومين الماضيين، في ظل ظروف إنسانية بالغة الصعوبة. وتضررت عدد من مخيمات النازحين شمال غرب سوريا بسبب الأمطار الغزيرة، والثلوج التي حاصرت عدة مخيمات في مدينة عفرين بريف حلب قبل أن تقوم فرق الدفاع المدني بفتح الطرقات وتفقُّد النازحين فيها، كما تعرضت مخيمات النازحين في إدلب لأضرار بالغة هي الأخرى. وقد مزّقت رياح العواصف المطرية بعض الخيام، ناهيك عن قطع الطرق المؤدية إليها، كما تشكلت برك الوحل واندفعت السيول نحو وسط الخيم، وفق اللقطات التي لاقت تعاطفا كبيرا من النشطاء. واشتكى قاطنو تلك الخيام من غرق مأواهم الوحيد واضطرارهم للبقاء في العراء مع أطفالهم، مطالبين بالالتفات إلى أوضاعهم بشكل سريع، بحسب الفيديوهات التي وثّقها النشطاء. ونشر الدفاع المدني السوري مقاطع مصوّرة لمتطوعيه خلال ساعات المساء، وهم يعملون على فتح الطرقات وتجريف الثلوج. وقال الدفاع المدني إنّ "5 خيام قد تضرّرت بشكل كلي، وأكثر من 50 خيمة بشكل جزئي في مخيمات شمال غربي سوريا، نتيجة تسرب مياه الأمطار إلى داخلها ومحاصرتها بالمياه، جراء العاصفة المطرية". بينما أعلن "منسقو استجابة سوريا" في منشورٍ لهم أنّ 190 عائلة باتت بلا مأوى في مخيمات شمال غربي سوريا بسبب حالات هطول الأمطار. وقد برز وسم "مخيمات الطين" في أحاديث النشطاء والمغردين عبر الشبكات الرقمية، بعد أن تسبّبت العواصف المطريّة في محافظة إدلب، خلال الساعات القليلة الماضية، في غرق العديد من خيام النازحين بمخيمات الشمال السوري. وحرص الناشطون على توثيق معاناة ومأساة الأسر التي تقطن داخل خيام تفتقد إلى أبسط مقومات العيش في ظلّ ندرة بالمساعدات الإنسانية، من خلال مقاطع فيديو شاركوها عبر المنصات. ونشر عدد منهم مشاهد غرق المخيمات، معبّرين عن حزنهم وتعاطفهم مع الألم والقهر الذي يرافق الأسر النازحة. وقد أظهرت اللقطات -التي حظيت بمشاركات واسعة- غرق خيم القماش التي تأوي تحت سقفها عائلات تقطعت بهم السبل في إدلب وريفها. ويستقبل ملايين السوريين فصل الشتاء هذا العام داخل هذه الخيام بعد أن أُرغموا على الفرار نتيجة الحرب الدائرة والقصف على بلداتهم وقراهم. ويواجه النازحون أوضاعا صعبة، وسط انعدام القدرة على تأمين وسائل التدفئة. واعتبر فريق "منسقو استجابة سوريا" أنّ المدنيين يواجهون أوضاعا إنسانية سيئة جدًا شمال غرب سوريا، في ظل عدم قدرة المنظمات العاملة بالمنطقة على تقديم الدعم اللازم، حيث أصبحت خيارات السكان محدودة بين تأمين الغذاء أو مواد التدفئة لهذا العام. ونظرا لظروف الفقر، بات الكثيرون يعتمدون على ما يجمعونه من كراتين ومواد بلاستيكية أو حتى أغصان شجر الزيتون ويقومون بإشعالها للتدفئة. ويزداد منسوب القلق لدى منظمات عدّة من استمرار العجز في تمويل العمليات الإنسانية، في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يواجهها السكان شمال غربي سوريا. يُذكر أنه -وفق إحصاءات منظمة "منسقو استجابة سوريا" فإن أكثر من مليون و800 ألف نازح، بينهم حوالي مليون طفل، يعيشون في 1633 مخيما شمال غربي سوريا، ويعانون أوضاعا إنسانية صعبة بالتزامن مع انخفاض كبير في درجات الحرارة.
مشاركة :