انتقادات أممية لبطء التحقيق في مقتل ناشط مناوئ لحزب الله

  • 2/2/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

جنيف - أعرب خبراء حقوقيون في الأمم المتحدة اليوم الخميس عن قلقهم العميق من بطء التحقيق في مقتل الكاتب والناشط اللبناني لقمان سليم المعروف بمواقفه المناهضة لحزب الله رغم مرور عامين على الحادثة، مطالبين بيروت بضمان محاسبة قتلته. وأكد الخبراء الأربعة المستقلون أنه من واجب السلطات اللبنانية تقديم مرتكبي هذه الجريمة النكراء للعدالة، مضيفين أن "عدم إجراء تحقيق سريع وفعّال قد يشكل في ذاته انتهاكًا للحق في الحياة". وعُثر على سليم (58 عاما) مقتولا في سيارته في الرابع من فبراير/شباط 2021 بعد إبلاغ عائلته عن فقدانه وهو ناشط سياسي واجتماعي وباحث ومفكر عمل في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان والتوعية بأهمية المواطنة والمساواة في بلد يغرق في انقسامات وصراعات سياسية وطائفية. وكانت جثة الناشط العلماني المتحدر من عائلة شيعية مصابة بأعيرة نارية عند إيجادها في جنوب لبنان معقل حزب الله المدعوم من إيران والذي كان سليم ينتقده بشدة. وأعرب المقررون الخاصون للأمم المتحدة المعنيون بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء في بيانهم عن غضبهم لعدم تحديد هوية أي شخص مسؤول عن اغتياله. وتابعوا أن "تسليط الضوء على الظروف المحيطة بمقتل لقمان سليم وتقديم المسؤولين إلى العدالة هو أيضًا جزء من التزام الدولة بحماية حرية الرأي والتعبير". وأكدوا أن "ثقافة الإفلات من العقاب لا تشجع قتلة سليم فحسب، بل سيكون لها أيضا تأثير مخيف على المجتمع المدني لأنها تبعث برسالة تقشعر لها الأبدان إلى النشطاء الآخرين لفرض رقابة ذاتية"، مشددين على أن التحقيقات في عمليات القتل يجب أن تكون مستقلة ونزيهة وسريعة وشاملة وفعّالة وذات مصداقية وشفّافة. وحذّروا من أنه "حتى الآن، لم تظهر السلطات الوطنية أي مؤشر على أن التحقيقات الجارية تتماشى مع المعايير الدولية ذات الصلة وطالبوا السلطات بالإسراع في التحقيق وضمان محاسبة المسؤولين دون تأخير"، مؤكدين أنه "يجب أن تتمتع أسرة سليم بإمكان تحقيق العدالة وكشف الحقيقة والتعويض المناسب على وجه السرعة. وأدت حادثة اغتيال الناشط اللبناني لقمان سليم المعروف بمواقفه المناهضة لحزب الله إلى محاكمة شعبية في الشارع اللبناني للجماعة الشيعية المدعومة من إيران، إذ نظمت تظاهرات رفع خلالها المحتجون لافتات وشعارات تضمنت اتهامات صريحة للحزب بالتورط في العملية من بينها "من قتل لقمان سليم"، "من فجر المرفأ". ويصف نشطاء الحراك اللبناني حزب الله بـ"حزب الشيطان" في إشارة إلى إيران التي تدعمه وندد المحتجون باستمرار تدخلها في الشأن اللبناني.   واغتيال الناشط لقمان سليم تم خلال الفترة التي شهدت اغتيال ضابط جمارك متقاعد كان مسؤولا في مرفأ بيروت ويعتقد أن لاغتياله علاقة بكتم أصوات تمتلك معلومات عن تفجير المرفأ إضافة إلى اغتيال مصور كان يقوم بأنشطة في المرفأ ويرجح أيضا أن له معلومات عن الانفجار. ورغم انتمائه إلى الطائفة الشيعية إلا أنه كان من أشد المنتقدين للجماعة الشيعية القوة السياسية والعسكرية الأكبر في لبنان ولم يمنعه ذلك من تركيز أنشطته في منزله بحارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله حيث أقام مركز "أمم" للأبحاث والتوثيق. واتهمه مناصرون لحزب الله بأنه من "شيعة السفارة"، أي من الناشطين الشيعة الذين ينسقون مع السفارة الأميركية في بيروت وكان عرضة في مناسبات عديد للهجوم ونعت بأنه "خائن" و"عميل". وفي ديسمبر/كانون الأول 2019 تجمع عدد من الأشخاص أمام منزله في حارة حريك مرددين عبارات تخوين وألصقوا شعارات على جدرانه كتب عليها "لقمان سليم الخائن والعميل" و"حزب الله شرف الأمة" و"المجد لكاتم الصوت". ويندد نشطاء لبنانيون بتواصل ثقافة الإفلات من العقاب السائدة في لبنان التي تسمح بوقوع تلك الأعمال المشينة، متشبثين بضرورة التحقيق في الحادث وكشف الجناة المتورطين في تصفية لقمان سليم. بيروت - اتهمت رشا سليم شقيقة الناشط السياسي اللبناني الراحل لقمان سليم، حزب الله باغتيال أخيها لأنه "كان يخيفهم بأفكاره المؤثرة في العالم" مشيرة الى انها لا تثق بالتحقيقات ولا تهمها الاجراءات القضائية ما دامت "النتيجة معروفة". وعُثر الخميس على الناشط الشيعي المعارض لحزب الله سليم مقتولا داخل سيارته بمنطقة العدوسية جنوبي لبنان فيما أعلن القضاء فتح تحقيق في ملابسات عملية الاغتيال. وقالت رشا إن شقيقها "قارئ ومفكر وصاحب موقف سياسي واضح وشفاف كان يجهر به على محطات التلفزة وبكل اللغات حتى تلك التي تعارض رأيه". وأضافت بحسب ما نقلت عنها وكالة الاناضول التركية للانباء "أخي كان يرى أن حزب الله أخذ لبنان هذا البلد الصغير الممتد على المتوسط الذي يملك حدودا طويلة مع البحر ومع سوريا وإسرائيل إلى منطق أكبر من منطقه الصغير". وأوضحت أن شقيقها كان يرى أن حزب الله "لم يكتف بصدام إسرائيل بل وسعه ليصبح في سوريا واليمن والعراق وإيران وفي العالم عبر شبكات التهريب واستيراد الكبتاغون (المخدرات) وتصديره وعبر نترات الأمونيوم"، التي تسبب تخزينها الطويل في انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب الماضي. وسليم (58 عاما) ناشط بارز وأحد أبرز المعارضين لحزب الله الموالي لإيران الذي يتمتع بنفوذ كبير على اجهزة الحكم في لبنان. وكان سليم يدير مركز "أمم" للأبحاث والتوثيق ضمن جزء من منزل عائلته في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله، الأمر الذي كان يُنظر إليه على أنه تحد للحزب. وشددت رشا على أن لقمان كان يخوض "السجال القاسي والشجاع والمتين مع أناس مسلحين لديهم صواريخ مثل ما يدعون تصل إلى ما بعد حيفا وهو رجل أعزل ليس لديه إلا أفكاره". وقالت ايضا "هم يخافونه لأن لديه هذا التأثير الكبير واسم مؤسسته، والتي يستطيع عبرها مخاطبة العالم لأنه يعرف لغات الفرنسية والإنجليزية والألمانية ويسافر ولديه نشاط كثيف كل هذا شكل خطرا عليهم لذلك قرروا قتله". ولفتت رشا إلى أنها "لا تتابع التحقيقات الجارية لأنها لا تثق بها" وقالت "أنا لا أريد العدالة ولا أريد الحقيقة حول تفاصيل ما حدث لأن النتيجة معروفة". وأوضحت "فقط محامي العائلة يتابع مع الجهات الأمنية وأنا أهتم ببقاء لقمان حيا في هذه الحديقة (حديقة المنزل) التي أحَب وهذه المنطقة التي نعيش فيها منذ قرنين ونصف من الزمن لن نغادرها". ووصفت شقيقها بـ"رجل ساحر لديه شبكة علاقات تبدأ في الضاحية الجنوبية لبيروت مع المسؤول عن الحدائق ولا تنتهي في اليابان وكوريا وإيران فهو إنسان أممي". وأدان حزب الله عملية الاغتيال مطالبا الأجهزة القضائية والأمنية ‏المختصة بـ"كشف مرتكبي الجريمة ومعاقبتهم". وسبق أن تعرض الراحل لحملات "تخوين" عدة من قبل أنصار حزب الله وحليفته حركة أمل حتى أنهم دخلوا العام الماضي حديقة منزله تاركين له رسالة تهديد وملوحين برصاص وكاتم صوت. وآنذاك أصدر سليم بيانا حمل فيه مسؤولية تعرضه لأي اعتداء إلى حزب الله بزعامة حسن نصر الله وحركة أمل برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري. من جهتها قالت والدة الراحل لقمان الكاتبة والباحثة سلمى مرشاق إن "لقمان كان لديه موهبة مختلفة عن إخوته فهو اجتماعي أكثر منهم وهو إنسان مثقف". وذكرت الأم "خسرتُ صديقي"، مشيرة الى اهتمامهما المشترك بقراءة الكتب وخاصة القديمة التي تعود إلى القرن التاسع عشر والتي كانا يبحثا عنها كما يقال باللبناني بـ"السراج والفتيلة". وأشارت إلى أن "الذين قتلوا لقمان لا يريدون بناء دولة بل إنهم يريدون بناء مزرعة اغتيالات". وقالت مرشاق ايضا "حزني سيذهب معي إلى قبري وإن شاء الله يتم ذلك بسرعة لأنني لا أريد عيش مأساة طويلة لأنني تحطمت". وكشفت أنها والعائلة سيستمرون بإحياء أبحاث لقمان عبر نشرها وتسميتها "أبحاث لقمان سليم".

مشاركة :