عائلة ناشط مناوئ لحزب الله تطالب بتدويل التحقيق في اغتياله

  • 2/3/2023
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - طالبت عائلة الناشط السياسي اللبناني لقمان سليم اليوم الجمعة في الذكرى الثانية لاغتياله الأمم المتحدة ببعثة تقصي حقائق تنظر في احتمال وجود علاقة بين مقتله وانفجار مرفأ بيروت المروّع، وسط اتهامات وجهت في مناسبات سابقة إلى حزب الله بتصفية سليم الذي عرف بمواقفه المناوئة ومعارضته الشرسة للجماعة الشيعية. وقالت زوجة سليم الألمانية اللبنانية مونيكا بورغمان الجمعة خلال تجمّع في ذكرى الاغتيال شارك فيه سفراء غربيون "نود من بعثة تقصي حقائق أن تنظر في انفجار المرفأ وكذلك في ثلاثة اغتيالات تلته وقد تكون مرتبطة به"، مشددة على أن التحقيق وحده يمكن أن يظهر ما إذا كان هناك ترابط أم لا. وأعرب أربعة خبراء حقوقيون مستقلون في الأمم المتحدة الخميس عن قلقهم العميق من بطء التحقيقات في جريمة اغتيال سليم المعارض بشراسة لحزب الله، مطالبين السلطات اللبنانية بضمان محاسبة قتلته. وعثر على سليم (58 عاما) في 4 فبراير/شباط 2021 مقتولا برصاصات عدة داخل سيارته في قرية في جنوب لبنان بعد إبلاغ من أسرته عن فقدان الاتصال به أثناء عودته من زيارة صديق له في المنطقة التي تعد من أبرز معاقل حزب الله القوة العسكرية والسياسية الأبرز في البلاد. وعُرف الناشط الراحل بمواقفه المعارضة لحزب الله ورغم انتمائه إلى الطائفة الشيعية بالولادة إلا إنه كان علمانيا ومتمردا على السياسات التقليدية ورافضا للطائفية.  وفي الكثير من مداخلاته التلفزيونية قبل اغتياله اعتبر أن حزب الله يأخذ لبنان رهينة لإيران وتحدّث في إحدى آخر إطلالاته عن علاقة للنظام السوري بنيترات الأمونيوم التي كانت مخزنة في مرفأ بيروت قبل انفجارها في أغسطس/آب 2020. وجاء مقتل سليم بعد اغتيال شخصين آخرين هما العقيد المتقاعد من الجمارك منير أبورجيلي في 2 ديسمبر/كانون الأول 2020 والمصور المستقل جو بجاني في 21 من الشهر ذاته من دون أن تتضح أسباب وملابسات قتلهما، لكن تقارير صحافية محلية رجحت وجود علاقة بين مقتلهما وانفجار المرفأ. وقالت بورغمان لوكالة فرانس برس إن التحقيق المحلي في قضية سليم "لم يحرز تقدما منذ عامين جراء ضغوط سياسية" في بلد لم تبلغ فيه التحقيقات في عشرات الاغتيالات السياسية خواتيمها. والتحقيق في انفجار المرفأ ثالث أكبر انفجار غير نووي في العالم معطل ويثير انقساما سياسيا وطائفيا وأدى مؤخرا إلى أزمة قضائية بمجرد أن أعلن المحقق العدلي طارق البيطار قراره باستئناف التحقيقات. وأثار اغتيال سليم الباحث الذي انهمك في توثيق ذاكرة الحرب الأهلية (1975 - 1990) وتعزيز قيم المواطنية والمساواة صدمة في لبنان. وأعرب أربعة مقررين خاصين معنيين بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء في بيانهم الخميس عن غضبهم لعدم تحديد هوية أي شخص مسؤول عن اغتياله وقالوا إن "تسليط الضوء على الظروف المحيطة بمقتل لقمان سليم وتقديم المسؤولين إلى العدالة هو أيضًا جزء من التزام الدولة بحماية حرية الرأي والتعبير". ووجّه سياسيون وإعلاميون أصابع الاتهام في الاغتيال إلى حزب الله وتقول العائلة إن الجماعة الشيعية هدّدت سليم أكثر من مرة أبرزها في ديسمبر/كانون الأول 2019 حين تجمّع أشخاص أمام منزله في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت مرددين عبارات تخوين وألصقوا شعارات على سور حديقته بينها "حزب الله شرف الأمة" و"المجد لكاتم الصوت". وحمّل سليم آنذاك الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ورئيس حركة أمل نبيه بري (رئيس البرلمان) مسؤولية ما جرى وما قد يجري له ولعائلته ومنزله. وكانت رشا سليم شقيقة الناشط الراحل قد اتهمت حزب الله باغتيال أخيها مبررة اتهامها بأنه "كان يخيفهم بأفكاره المؤثرة في العالم"، مؤكدة أنها لا تثق في القضاء اللبناني ولا تهمها الإجراءات بما أن النتيجة معروفة.  وأوضحت أن شقيقها كان يرى أن حزب الله "لم يكتف بصدام إسرائيل بل وسّعه ليصبح في سوريا واليمن والعراق وإيران وفي العالم عبر شبكات التهريب واستيراد الكبتاغون (المخدرات) وتصديره وعبر نيترات الأمونيوم" التي تسبب تخزينها الطويل في انفجار مرفأ بيروت. جنيف - أعرب خبراء حقوقيون في الأمم المتحدة اليوم الخميس عن قلقهم العميق من بطء التحقيق في مقتل الكاتب والناشط اللبناني لقمان سليم المعروف بمواقفه المناهضة لحزب الله رغم مرور عامين على الحادثة، مطالبين بيروت بضمان محاسبة قتلته. وأكد الخبراء الأربعة المستقلون أنه من واجب السلطات اللبنانية تقديم مرتكبي هذه الجريمة النكراء للعدالة، مضيفين أن "عدم إجراء تحقيق سريع وفعّال قد يشكل في ذاته انتهاكًا للحق في الحياة". وعُثر على سليم (58 عاما) مقتولا في سيارته في الرابع من فبراير/شباط 2021 بعد إبلاغ عائلته عن فقدانه وهو ناشط سياسي واجتماعي وباحث ومفكر عمل في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان والتوعية بأهمية المواطنة والمساواة في بلد يغرق في انقسامات وصراعات سياسية وطائفية. وكانت جثة الناشط العلماني المتحدر من عائلة شيعية مصابة بأعيرة نارية عند إيجادها في جنوب لبنان معقل حزب الله المدعوم من إيران والذي كان سليم ينتقده بشدة. وأعرب المقررون الخاصون للأمم المتحدة المعنيون بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء في بيانهم عن غضبهم لعدم تحديد هوية أي شخص مسؤول عن اغتياله. وتابعوا أن "تسليط الضوء على الظروف المحيطة بمقتل لقمان سليم وتقديم المسؤولين إلى العدالة هو أيضًا جزء من التزام الدولة بحماية حرية الرأي والتعبير". وأكدوا أن "ثقافة الإفلات من العقاب لا تشجع قتلة سليم فحسب، بل سيكون لها أيضا تأثير مخيف على المجتمع المدني لأنها تبعث برسالة تقشعر لها الأبدان إلى النشطاء الآخرين لفرض رقابة ذاتية"، مشددين على أن التحقيقات في عمليات القتل يجب أن تكون مستقلة ونزيهة وسريعة وشاملة وفعّالة وذات مصداقية وشفّافة. وحذّروا من أنه "حتى الآن، لم تظهر السلطات الوطنية أي مؤشر على أن التحقيقات الجارية تتماشى مع المعايير الدولية ذات الصلة وطالبوا السلطات بالإسراع في التحقيق وضمان محاسبة المسؤولين دون تأخير"، مؤكدين أنه "يجب أن تتمتع أسرة سليم بإمكان تحقيق العدالة وكشف الحقيقة والتعويض المناسب على وجه السرعة. وأدت حادثة اغتيال الناشط اللبناني لقمان سليم المعروف بمواقفه المناهضة لحزب الله إلى محاكمة شعبية في الشارع اللبناني للجماعة الشيعية المدعومة من إيران، إذ نظمت تظاهرات رفع خلالها المحتجون لافتات وشعارات تضمنت اتهامات صريحة للحزب بالتورط في العملية من بينها "من قتل لقمان سليم"، "من فجر المرفأ". ويصف نشطاء الحراك اللبناني حزب الله بـ"حزب الشيطان" في إشارة إلى إيران التي تدعمه وندد المحتجون باستمرار تدخلها في الشأن اللبناني.   واغتيال الناشط لقمان سليم تم خلال الفترة التي شهدت اغتيال ضابط جمارك متقاعد كان مسؤولا في مرفأ بيروت ويعتقد أن لاغتياله علاقة بكتم أصوات تمتلك معلومات عن تفجير المرفأ إضافة إلى اغتيال مصور كان يقوم بأنشطة في المرفأ ويرجح أيضا أن له معلومات عن الانفجار. ورغم انتمائه إلى الطائفة الشيعية إلا أنه كان من أشد المنتقدين للجماعة الشيعية القوة السياسية والعسكرية الأكبر في لبنان ولم يمنعه ذلك من تركيز أنشطته في منزله بحارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله حيث أقام مركز "أمم" للأبحاث والتوثيق. واتهمه مناصرون لحزب الله بأنه من "شيعة السفارة"، أي من الناشطين الشيعة الذين ينسقون مع السفارة الأميركية في بيروت وكان عرضة في مناسبات عديد للهجوم ونعت بأنه "خائن" و"عميل". وفي ديسمبر/كانون الأول 2019 تجمع عدد من الأشخاص أمام منزله في حارة حريك مرددين عبارات تخوين وألصقوا شعارات على جدرانه كتب عليها "لقمان سليم الخائن والعميل" و"حزب الله شرف الأمة" و"المجد لكاتم الصوت". ويندد نشطاء لبنانيون بتواصل ثقافة الإفلات من العقاب السائدة في لبنان التي تسمح بوقوع تلك الأعمال المشينة، متشبثين بضرورة التحقيق في الحادث وكشف الجناة المتورطين في تصفية لقمان سليم.

مشاركة :