أن كلمات الرثاء صعبة على كل من عرف الأكاديمي والمؤرخ الدكتور الشيخ خالد بن خليفة بن دعيج آل خليفة المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي ورئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي الذي انتقل إلى جوار ربه صباح يوم الجمعة 5 رجب 1444 هـ الموافق 27 يناير 2023م، ووارى جثمانه الثرى بعد صلاة العصر في مقبرة الحنينية بحضور الكثير من الأقارب والأصدقاء والمعارف. كان الفقيد عضومجلس الشورىسابقا وتقلد العديد من المناصب وله إسهامات عديدة فينشر العديد من الدراسات والبحوث في التاريخ، وشارك في تقديم وكتابة العديد من المحاضرات والمقالات في السياسة والعلاقات الدولية وشؤون التعايش السلمي في مختلف المنتديات والجامعات والمحافل العربية والأجنبية، وخير ما نقول عن الفقيد ما قاله حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، حيث أعرب جلالته، عن خالص تعازيه وصادق مواساته إلى أشقاء وأنجال الفقيد، سائلاً المولى العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه جميل الصبر وحسن العزاء، وقد أشاد جلالته بمناقب الفقيد وما حققه من إنجاز عبر مسيرته وما قدمه من عطاءات وخدمات جليلة للوطن من خلال المهام والمسؤوليات التي تولاها في الدولة، وجهوده ومساعيه الخيرة لتعزيز دور مملكة البحرين الحضاري والإنساني الريادي الذي تميزت به على مر العصور في ترسيخ قيم ومفاهيم التعايش والتسامح والسلام والاعتدال، ومد جسور التواصل وتعزيز الحوار والتقارب الحضاري بين أتباع الأديان ومختلف الثقافات، كما أكد جلالته أن مملكة البحرين تعتز برجالاتها الأوفياء المخلصين الذين لهم بصمات مضيئة في تاريخ ومسيرة الوطن ونهضته المباركة في كل المجالات. كما نقل الدكتور مصطفى السيد، الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، خالص تعازي فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وإلى مملكة البحرين حكومةً وشعباً وأسرة الفقيد بوفاة الفقيد، حيث استذكر فضيلته جهود الفقيد في دعم وتعزيز التعايش السلمي من خلال رئاسته لمجلس أمناء مركز الملك حمد للتعايش السلمي، مشيداً بما حققه الفقيد من إنجازات عبر مسيراته وما قدمه من عطاءات وخدمات جليلة وجهوده ومساعيه الخيرة لتعزيز وترسيخ قيم ومفاهيم التعايش والتسامح والسلام، ومد جسور التواصل وتعزيز الحوار والتقارب الحضاري بين أتباع الأديان ومختلف الثقافات. استطاع الفقيد بكل جدارة نقل وإيصال أهداف ورؤى حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم الذي يسعى من خلال جهود جلالته المباركة والسامية إلى إعلاء شأن مملكة البحرين بإيصال الصورة الحقيقية إلى العالم والتي تعكس قيمنا النبيلة النابعة من أصالة الدين الإسلامي الحنيف والتقاليد العربية العريقة عن التعايش والتقارب والسلام العالمي التي تتبعها المملكة، ودورها الريادي الملموس والحقيقي في التواصل مع مختلف دول العالم وشعوبها، وعن الانفتاح والتنوع الذي تزخر به المملكة منذ فجر تاريخها إلى يومنا هذا، من خلال إسهامات وندوات وفعاليات مركز عيسى الثقافي ومركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، بإبراز الجانب التاريخي في التعايش والتسامح الديني والمذهبي في المملكة، وما زلنا نذكر العديد من تلك الفعاليات ومنها تنظيم مؤتمر «التعليم يعزز التعايش السلمي» في السابع من ديسمبر 2021م وتحت شعار «الجهل عدو السلام»، بمشاركة دولية واسعة من كبرى مؤسسات التعليم العالي على مستوى المنطقة والعالم، واستضافة الاجتماع السادس عشر لمجلس حكماء المسلمين في الرابع من نوفمبر 2022، تزامنا مع الزيارة الرسمية التاريخية لقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية لمملكة البحرين تلبية لدعوة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم وانطلاق فعاليات ملتقى البحرين «حوار الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني»، وكان الاجتماع برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، بحضور قداسة البابا فرنسيس، حيث تم مناقشة القضايا والتحديات العالمية التي تواجه البشرية في القرن الواحد والعشرين، ضمن حوار إسلامي مسيحي مباشر بين أعضاء المجلس وكبار رجال الدين بالكنيسة الكاثوليكية، وتدشين «إعلان مملكة البحرين» في أوروبا من العاصمة الإيطالية روما يوم الخميس 26 يناير 2023 الذي يكرس التعايش السلمي في جميع صوره بحضور عدد من السفراء والدبلوماسيين والمسؤولين والمهتمين بالإضافة إلى مائة طالب من منتسبي كرسي الملك حمد لحوار الأديان والتعايش السلمي والذي تم إطلاقه في جامعة سابينزا منذ عام 2018 ويعتبر هذا الكرسي الأول من نوعه في العالم، وتم تصميمه لتنوير الشباب من جميع أنحاء العالم لمواجهة الإرهاب والتصدي للتطرف والراديكالية وتسليحهم بالعلم والإلهام لنشر التعايش السلمي والمحبة في جميع أنحاء العالم. تميزت حياة الفقيد بالعطاء المتواصل في خدمة الوطن وكان محل احترام وتقدير جميع من عرفه وكانت لديه قدرة عالية على الاستيعاب والاطلاع وقراءة مختلف الكتب والمراجع وله إصدارات ومساهمات عديدة في مختلف المجالات، وكان واسع الصدر وتعلو ابتسامته المتفائلة وجهه البشوش، وترك لدى الناس ذكرى طيبة لا تنسى وستبقى ذكراه حاضرة لدى الجميع، وهو إن شاء الله من الرجال الذين ذكرهم الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) سورة الأحزاب الآية 23. أسال الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يدخله في فسيح جناته ويلهم أهله ومعارفه ومحبيه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم. يوسف صلاح الدين
مشاركة :