(وسائط متعددة) مقالة خاصة: حوادث إطلاق النار الجماعي واعتداء الشرطة المميت يفضحان ثقافة العنف الأمريكية

  • 2/2/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

رجل يشارك في مظاهرات ضد وحشية الشرطة في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة يوم 27 يناير 2023. (شينخوا) نيويورك 30 يناير 2023 (شينخوا) تفضح حوادث إطلاق النار الجماعي في مونتيري بارك وهاف مون باي بولاية كاليفورنيا وكذلك وفاة تاير نيكولز جراء اعتداء الشرطة المميت في ممفيس بولاية تينيسي، مجددا جذور العنف في الثقافة الأمريكية. من العدد المذهل للأشخاص الذين يقتلون كل عام بسبب عنف الأسلحة إلى الوفيات بسبب القوة المميتة للشرطة، تتجاوز هذه المآسي ما هو أكثر من العنصرية ووحشية الشرطة وضبط الأسلحة، لتشير إلى حقيقة مؤكدة بأن ثقافة العنف متجذرة بعمق في الولايات المتحدة. -- التفشي الواسع للعنف تعيش ولاية كاليفورنيا في حالة حزن بسبب سلسلة من عمليات إطلاق النار القاتلة في الآونة الأخيرة. عشية السنة القمرية الصينية الجديدة، قُتل 11 شخصا في إطلاق نار جماعي في مونتيري بارك في مقاطعة لوس أنجلوس. وبعد يومين، وقع حادثا إطلاق نار آخران في مدينة هاف مون باي الساحلية في شمال كاليفورنيا، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة شخص بجروح خطيرة. وسجلت الولايات المتحدة 3507 حالات وفاة بسبب عنف الأسلحة في أول 30 يوما من عام 2023 مع الإبلاغ عن 51 عملية إطلاق نار جماعي، وفقا لأرشيف العنف المسلح، وهو موقع إلكتروني يتتبع عمليات إطلاق النار في البلاد. وقال بول كول باديلا، وهو مسؤول تربوي، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لدينا أعلى معدلات الوفيات الناجمة عن الأسلحة النارية في العالم. لدينا بنادق أكثر من الناس... لدينا أكثر من بندقية لكل رجل وامرأة وطفل في أمريكا. هذا جنون". ويمكن أيضا رصد الإفراط في استخدام العنف في الولايات المتحدة في أقسام الشرطة لديها. وتعرض تاير نيكولز (29 عاما) للضرب من قبل الشرطة خلال توقيف مروري في 7 يناير في ممفيس بولاية تينيسي، لما زعموا بأنه بسبب القيادة المتهورة. وتوفي الرجل الأمريكي من أصل أفريقي في المستشفى بعد ثلاثة أيام من المواجهة، التي تعرض خلالها نيكولز للكم والركل أثناء تقييده. وتوسل من أجل الذهاب إلى المنزل وظل يصرخ "أمي". وقال ديفيد راوش، مدير مكتب التحقيقات في تينيسي، للصحفيين يوم الجمعة إنه شاهد الفيديو قبل نشره للجمهور ووجده "مروعا للغاية"، مضيفا أن "ما حدث هنا لا يعكس على الإطلاق الإجراءات المناسبة للشرطة. كان هذا خطأ. كان هذا إجراميا". وأشار روبرت ساوسيدو، رئيس مجموعة بناء المجتمع، وهي منظمة غير ربحية مقرها لوس أنجلوس، إلى أن العنصرية ليست ما يقود هذا بل النزعة الثقافية، إنها ثقافة في تطبيق القانون حيث لا بأس من أن يكونوا عدوانيين تجاه أولئك الذين من المفترض أن يخدموهم. وقالت نعومي إيشيساكا، مساعدة مدير تحرير ((سياتل تايمز)) إن العنف ليس حكرا على عرق أو إثنية. ولا توجد مجموعة محصنة ضد هوس مجتمعنا وحبه للأسلحة. ولا توجد مجموعة معفاة من تحديات الصحة العقلية أو اليأس. فيما صرح بن كرامب، محامي عائلة نيكولز، في مقابلة تلفزيونية، "علينا أن نتحدث عن ثقافة الشرطة المؤسسية هذه التي لديها هذا القانون غير المدون". وأوضح كرامب أنه "بقدر ما قتل هؤلاء الضباط الخمسة تاير نيكولز، فإن ثقافة الشرطة في أمريكا تتحمل ذات المسؤولية عن قتله"، داعيا إلى تغيير منهجي بين جميع ضباط الشرطة بغض النظر عن لون بشرتهم. -- النظر عبر المنظور الثقافي تتجلى ثقافة العنف في الولايات المتحدة على جبهات مختلفة في المجتمع. وذكر بيل ماهر، مضيف البرنامج الحواري السياسي "ريل تايم" على شبكة ((إتش بي أوه)) أن ثقافة العنف في أمريكا تتجاوز العرق عمقا، والتركيز أحادي التفكير على العرق لا يساعد في حل بعض المشاكل. ولدى حديثه عن المآسي الناتجة عن حوادث إطلاق النار الجماعي في مونتيري بارك وهاف مون باي إلى وفاة تاير نيكولز، قال ماهر "أعتقد أن ما أعنيه هو ثقافة العنف الأمريكية - إنها أعمق من العرق، أليس كذلك؟". وأضاف ماهر "أعتقد أن هذا التركيز الأحادي الذي لدينا على العرق يصيبنا بالقصور عند محاولة إصلاح بعض المشاكل الواقعية". وقال روبرت سي. كوهلر، وهو صحفي وكاتب نقابي على المستوى الوطني مقيم في شيكاغو، "هل بمقدور الثقافة الأمريكية أن تعيد التفكير في نفسها - هل بمقدورها أن تتجاوز اعتقادها المتمثل بأن الأعداء موجودون دائما، وثمة حاجة إلى محوهم"، مضيفا أن العنف يقدم نفسه، في خيال الناس وألعابهم وأفلامهم وميزانيتهم للدفاع، على أنه خال من العواقب وفوري وضروري. وذكر هنري أيه. جيرو، وهو باحث وناقد ثقافي أمريكي كندي، أن ثقافة العنف تعززت منذ ثمانينيات القرن الماضي، ووجدت مكانا مميزا في عبادة السلطوية في الولايات المتحدة. وقال جيرو إنه "مع عسكرة المجتمع بشكل متزايد في ظل الليبرالية الجديدة، فإن العنف يصبح هو الحل لكل شيء. هذا أمر خطير بشكل خاص بالنسبة لأولئك الأفراد الذين يشعرون بالعزلة والوحدة في مجتمع يفكك كل شيء". وأشار ستيفن بيشلوس، وهو كاتب وصحفي وصانع أفلام أمريكي، إلى أن ثقافة العنف الأمريكية متميزة في حجمها وطبيعتها. وأفاد جيرو أن الظروف الأيديولوجية والهيكلية التي تغذي العنف وتشرعنه يجب أن يتم فضحها فيما يخص صلاتها بالسلطة وأيضا عبر الكشف المنهجي عن أولئك الذين يستفيدون من ظروف التعامل مع الموت هذه. وقال كرامب "علينا أن نتأكد من أن الثقافة لا تحترم السياسة فحسب، بل تحترم الثقافة المجتمع. فالسياسة لا تعني شيئا إذا كانت لديك ثقافة فاسدة".■

مشاركة :