يتناول هذا الكتاب وين الطروش بادية أبوظبي من الثلاثينات إلى الستينات من القرن العشرين، وهي ذكريات ترويها الشيخة صبحة محمد جابر الخييلي، وحوار وإعداد فاطمة النزوري وتحرير شيخة محمد الجابري، مدعماً بكثير من الصور الفوتوغرافية، في إصدارعن دار الكتب في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. الكتاب يسلط الضوء على تراث البادية من خلال تجربة حقيقية من عمق بادية أبوظبي عاشتها الراوية لحظة بلحظة، فاستطاعت تقديم تفاصيل ومعلومات دقيقة لم تطرح من قبل، في رحلة بين أرجاء أبوظبي متذكرة ذلك الزمان بحلاوته وطراوته وقساوته وتحدياته، مروراً بسردٍ وافٍ عن حياة البدو وتجارتهم، ومعتقداتهم، وسماتهم، وطرق معيشتهم، وكذلك صناعاتهم والتحديات التي واجهوها بمقدرة فائقة. المناديب وتعرض الراوية التجارب بعيداً عن ذكر الأسماء والشخصيات ليقينها بأن ما استدعته من الماضي هو تاريخ عام ويعد ملكاً لأفراد المجتمع كافة، حيث تستهل الراوية في كتابها بتعريف كلمة الطروش وهم الرسل أي الرجال المسافرون على الجمال من منطقة إلى أخرى، سواء للتجارة أو البحث عن الرزق وهؤلاء يسمون المناديب ويسمى الولد الذكر طارشاً لأن الناس يشبهونه بمن يأتي ومعه بشارة أو رسالة فيهنئ الرجل بولادة الولد فيقال له:مبروك عليك الطارش. عناوين كثيرة اشتمل الكتاب على عناوين كثيرة: ذاكرة المكان والترحال، في البادية لا نفقد شيئاً، هزع البوش وضروب الإبل، المروى سر الحياة، الفريج أسرة واحدة، منازل الشتاء، عادات البدو وتقاليدهم، السنع أسلوب حياة، تعليم الصلاة في الصغر، العلاقات والواجبات الاجتماعية البدوية، زينة المرأة البدوية، المعتقدات البدوية، التفاؤل والتشاؤم عند البدو، الجن بين الواقع والخيال، فصاحة اللسان وحكمة العقل، مهن البدو، مهن النساء، صناعات البدو، صناعات النساء، الغذاء والدواء، طرق حفظ الأطعمة، الطبابة والعلاج، علاقة البدو بالمدينة، علاقة البدو بالشيوخ، ومحطات تاريخية. تجربة حياتية قدمت الراوية مؤلفها مستندة إلى تجربة حياتية معاشة في كل ما يتعلق بالبادية من نظام اجتماعي ينتشر في الصحراء الإماراتية، هذا المجتمع الذي تصفه صبحة الخييلي بأنه كان رائعاً ببساطته وطيبة أهله الذين كانوا يحرصون على ضرورة الالتزام بالقيم والعادات والتقاليد البدوية الأصيلة وهي أهم الأشياء في حياتهم، وتعتبر ذلك بمثابة كنز وصندوق ذكريات غني بالتجارب الإنسانية الناجحة.
مشاركة :