توحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا عاد بقوة إلى الواجهة السياسية خاصة بعدما بدء المبعوث الأممي “عبد الله باتيلي” مهامه أوائل سبتمبر الماضي، ومع إعادة “لجنة 5+5” العسكرية المشتركة للعمل بعد تعليق نشاطها لنحو ثمانية أشهر، غير أن العقبة الأبرز التي تعرقل الجهود المبذولة في هذا الصدد، هي وجود المسلحين المرتزقة والقوات الأجنبية داخل الأراضي الليبية. ولهذا السبب، طالب رئيس البعثة الأممية مؤخرا دول الجوار بزيادة دعمها للبعثة وللجنة العسكرية الليبية المشتركة، من أجل تنفيذ خطة انسحاب المسلحين والمرتزقة الأجانب من البلاد، باعتبار تلك الخطوة ضرورة لبناء الاستقرار والسلام ليس في ليبيا فقط وإنما في المنطقة بأسرها. ويتزامن التحرك في مسار إخراج المسلحين والقوات الأجنبية مع تحركات داخلية وخارجية في مسار مواز لتوحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا، بما يضمن الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 2020، وحل الميليشيات والمجموعات المسلحة، وضبط انتشار السلاح المنلفت. وتسبب الجمود في ذلك المسار خلال العام الماضي، في تراجع ترتيب ليبيا ثمانية مراكز في مؤشر “غلوبال فاير باور” لأقوى الجيوش على مستوى العالم،، فوفق التصنيف الصادر في يناير من هذا العام، خسر الجيش الليبي مرتبته الثانية والسبعين في القائمة التي ضمت مائة وخمسة وأربعين جيشا، ليتراجع إلى المركز الثمانين. وبحسب “غلوبال فاير باور” فإن مجموع عناصر الجيش الليبي يبلغ مائة وخمسة وثلاثين ألفًا، من بينهم مائة ألف عنصر في الخدمة، فيما بلغ مخزون ليبيا الإجمالي من الطائرات العسكرية مائة وسبعا وعشرين طائرة، منها عشرون مقاتلة. ومن بنغازي أكد الدكتور صلاح الدين الشكري الأكاديمي ومستشار القوات المسلحة الليبية، أن الإرادة الوطنية الليبية تتجه إلى ضرورة سحب القوات الأجنبية من الأراضي الليبية. وأوضح الشكري، خلال تصريحات له مع برنامج حصة مغاربية، أن الأطراف الدولية ترفض إخراج القوات الأجنبية وأبرز تلك الأطراف تركيا. وشدد على أن هناك مساعي إلى تدمير الدولة الليبية وإعادة صياغتها وذلك وفقا لرغبات دول بعينها لا ترغب في استقرار ليبيا. ومن طرابلس محمد محفوظ الكاتب والباحث السياسي، أن أزمة سحب القوات الأجنبية من ليبيا لا يتوفر لها رغبة المجتمع الدولي والإرادة الدولية. وشدد محفوظ، خلال تصريحات له مع برنامج حصة مغاربية، أن كل الأطراف في السلطة يتحملون مسؤولية استمرار المرتزقة في الأراضي الليبية.
مشاركة :