أصبحت منصة المحادثة الجديدة، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي "شات جي.تي.بي"، التي أطلقتها شركة "أوبن أيه.آي" أواخر العام الماضي، موضوع الحديث الأول في عالم تكنولوجيا المعلومات، بسبب قدرتها على تأليف الخطب ورواية القصص في ثوانٍ معدودة، وبدقة بالغة اعتمادًا على تقنيات الذكاء الاصطناعي. لكن هذه المنصة أو البرنامج الذي جرت تغذيته بكميات ضخمة من البيانات، حتى يتمكن من التفاعل مع المستخدم ليس مثيرًا للإعجاب فقط، وإنما للشكوك أيضًا. ألقى علماء وخبراء تكنولوجيا المعلومات نظرة قريبة على برنامج "شات.جي.بي.تي" وبدؤوا التحذير من بعض المشكلات الكبيرة، في مقدمتها حماية البيانات، وثغرات أمن البيانات، وبث خطابات الكراهية والأخبار الكاذبة. تقول روث ستوك هامبورج، مؤسس مركز "ليب إن تايم لاب" للأبحاث في ألمانيا، والأستاذة بجامعة "دارمشتاد" الفنية: "في هذه اللحظة يوجد كل هذا الضجيج.. أشعر أنه نادرًا ما يُنظر إلى هذا النظام بعين نقدية". ويشير الخبراء إلى 4 ثغرات أساسية في نظام "شات جي.تي.بي" أولها إمكانية التلاعب فيه. إذ يعتمد على مجموعة واسعة للغاية من التطبيقات. من خلال تجربة نفذها الباحثون في جامعة "دارمشتاد" الفنية، بقضاء 7 أسابيع في إرسال آلاف الأسئلة إلى نظام "شات جي.بي.تي"، اتضح أنه يمكن التلاعب به بحسب ستوك هامبورج. أما المشكلة أو الثغرة الثانية فتتمثل في صعوبة تتبع مصادر المعلومات أو المحتوى في النظام. وأشارت ستوك هامبورج إلى مثال عند توجيه أسئلة تحتوي على محتوى إجرامي، فإن هناك تعليمات وآليات أمنية للتعامل معها، لكن اتضح أنه يمكن الاحتيال على هذه الآليات بسهولة، بحسب طالب الدكتوراه وخبير لغة الذكاء الاصطناعي سفن شولتس. وباستخدام طريقة أخرى يمكن جعل النظام يوضّح كيفية إنتاج رسائل بريد إلكتروني احتيالية. كما يمكنه أن يشرح على الفور ثلاث طرق للاحتيال على كبار السن. كما يمكن لنظام شات جي.بي.تي توضيح كيفية اقتحام المنازل، مع إرشادات مفيدة لكيفية استخدام الأسلحة في الاقتحام. في الوقت نفسه لا يمكن تعقّب مصادر هذا المحتوى الإجرامي عبر المنصة بسهولة. المشكلة الثالثة تتمثل في المخاوف المتعلقة بحماية الخصوصية، إذ تظل الهواجس بشأن تأمين البيانات وحمايتها حاضرة في كل تقنية جديدة. قالت كريستيان هولتاوس، خبيرة حماية البيانات في فرانكفورت: "ما يمكن قوله أن شات جي.بي.تي يحصل على كم كبير ومتنوع من البيانات من المستخدمين، ويعمل على تخزينها ومعالجتها، ثم في وقت محدد ينشئ نموذجًا للمستخدم وفقًا لهذه البيانات". وأضافت أن المشكلة تتمثل في وجود كل أجهزة كمبيوتر خادم هذا النظام في الولايات المتحدة، وهو ما يعطيها سيطرة غير مقبولة على بيانات المستخدمين من كل دول العالم. وتابعت هولتاوس: "هذه مشكلة فعلية إذا لم تنجحوا في تأسيس هذه التكنولوجيا في أوروبا، أو تطوروا التكنولوجيا الخاصة بكم". الوظائف الأكثر تضررًا من شات "جي بي تي".. هل وظيفتك واحدة منها؟ https://t.co/Jb890z2V1E pic.twitter.com/h5T7Yt1KQE— صحيفة اليوم (@alyaum) January 24, 2023 ويتابع الخبراء أن المشكلة الرابعة تتمثل في أن نظام شات جي.بي.تي ما زال غير ناضج وفي مرحلة التطور. وتتابع ستوك هامبورج إنه في هذه اللحظة، لا يزال الإقبال على النظام من جانب المستخدمين الأفراد، ولا يمثل شيئًا بالنسبة لقطاع الأعمال ولا المجالات ذات الصلة بأمن البيانات، مضيفة: "ليست لدينا فكرة عن كيفية التعامل مع هذا الشيء لأنه لم ينضج بعد".
مشاركة :