أقحم الفنان زياد الرحباني والدته فيروز في سجال سياسي وإعلامي غابت عنه لربع قرن، فبعد أن كانت حالة جامعة لكل اللبنانيين تحولت بين ليلة وضحاها إلى مادة يختلف حولها ليس اللبنانيون وحسب، بل كل العرب، وذلك على خلفية حوار أجرته صحيفة «العهد» التابعة لحزب الله مع الرحباني الذي قال: «إن فيروز تحب أمين عام حزب الله حسن نصر الله». «عكاظ» اتصلت بعمه (شقيق والده) الموسيقار إلياس الرحباني، وسألته عن تقييمه لموقف زياد، فقال: «اعذروني لأنني لا أريد سماع ما قاله زياد، ولا أريد أن أعلم ما قيل ويقال ردا على أقواله. لم أسمعه، ولا نريد أن يحيد الناس عما عرفوه عن مبادئ المدرسة الرحبانية التي قامت على رفض الظلم والطغيان، وقامت على حب الإنسان وحب الوطن فقط، وما يقال بغير هذا الاتجاه هو كلام يمثل الشخص نفسه»، ختم كلامه قائلا: «اسألوني عن نفسي. اسألوني عن الإنسان. اسألوني عن المحبة. لا أجيد الحديث في غير هذه الأمور. وإذا طلب مني أن أذهب إلى أي دولة عربية وأقبل أرجل الناس سأفعل طالما هذا الفعل ينفع السلام والمحبة. أنا ضد من يعمل على تفكيك المحبة بين الناس». ومن جهته، أوضح لـ«عكاظ» الناقد الفني والمحاضر الجامعي الدكتور وجيه فانوس أن الفن لطالما كان سلاح السياسيين والزعماء، والمحرك الأول لأهوائهم، وقال: «لطالما تغنى الفنانون العرب بزعمائهم وبقضاياهم، لكن المفارقة أن سفيرة العرب فيروز لم تأت على ذكر اسم أي زعيم عربي بل غنت لكل العواصم، أحبها اللبنانيون والعرب كما لم يحبوا فنانا، ولا أخفي سرا إذا قلت أن المدرسة الرحبانية حصدت كل هذه المحبة؛ لأنها أغفلت أسماء الزعماء وقدمت عليها أسماء قضاياهم وهواجسهم، ألا وهي حب الأوطان ورفض الظلم»، وأضاف: «فيروز جزء من الكيان اللبناني كالأزرة لا خلاف عليها، وعندما نقول لبنان نشير إلى جبران ونعيمة والريحاني والرحابنة الذين انتجوا فيروز التي باتت تمثل ثروة غنائية وإنسانية وقومية لدى الشعوب العربية». في السياق نفسه، استنكر الناقد الفني يقظان التقي، على صفحته بالفيسبوك، موقف زياد الرحباني، وقال: «ما فهمته في حديث الفنان زياد الرحباني أنه محاولة تسويق شخصية له لدى أناس يعتبرهم مقربين منه ماديا ومعنويا، وما ساقه عن والدته لا يعتمد لا التوثيق ولا التصريح ولا الإعلان، وغير مؤكد من مصادر مستقلة إلا بمقاييس هوى العائلة الرحبانية السياسية وهذا شأنها»، وأضاف: «ليترك الرحباني والدته وشأنها وليتحدث عن مشاريعه التسويقية ولا يلبسها عباءة ليست لها، ولندع جميعا فيروز وعمرها الكبير من عمر لبنان ولا نقع في خطأ من يريدها أن تصير فيروز أخرى».
مشاركة :