بيروت الخليج: استهدفت مدفعية الجيش اللبناني بشكل متقطع، صباح أمس، تحركات المسلحين الإرهابيين في جرود عرسال، بعدما سبق أن استهدفت بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، تجمعاً لمسلحين من تنظيم داعش حاولوا التسلل باتجاه مواقعه في عرسال، انطلاقاً من سهل عجرم ومنطقة الملاهي، وحقق إصابات مؤكدة في صفوفهم، في وقت أكد رئيس الحكومة تمام سلام أنه لن يتخلى عن مسؤوليته وما يوجب عليه القيام به لحماية لبنان واللبنانيين. وكانت جرود عرسال شهدت ليل أمس الأول، هجمات من داعش باتجاه مراكز جبهة النصرة التي تسيطر على معظم المعابر التي تؤدي إلى عرسال، ودارت بينهما اشتباكات عنيفة استعملت خلالها الأسلحة الثقيلة وسقط العديد من القتلى والجرحى والأسرى بين الفريقين. وتقدم داعش على إثرها وسيطر على أطراف عرسال من جهة الشمال، امتداداً من وادي عجرم ووادي حميد حتى الملاهي، ما دفع الجيش اللبناني لاتخاذ كل الاحتياطات اللازمة والعمل على استهدف تحركات الطرفين بالقذائف الثقيلة، ما حدّ من تحركاتهم عند التلال والأودية المطلة على مراكزه في جرود عرسال ورأس بعلبك. وعمد الجيش أيضاً إلى تعزيز مواقعه في عرسال وجرودها خشية تطور الأوضاع الميدانية بعد سيطرة داعش على مراكز للنصرة، وعمل على إرسال تعزيزات مؤللة توجهت من ثكنة الشيخ عبدالله في بعلبك إلى جرود عرسال وعلى متنها مدفعية ثقيلة، لاسيما بعد توسع رقعة الاشتباكات في وادي حميد والزمراني ووادي ميرا والخيل في جرود عرسال، كما عزل بلدة عرسال عن الجرود لمنع تسلّل المقاتلين في الاتجاهين. من جهة أخرى، رأى رئيس الحكومة تمام سلام، خلال رعايته مؤتمر الرعاية الصحية أمس، إننا نتخبط اليوم في أوضاع استثنائية تفرض نفسها علينا في ظروف تتطلب الكثير من الوعي والإدراك والعناية والصبر والتأني، مؤكداً إننا نعتز ببعضنا بعضاً ووجود النواب الأطباء اليوم يؤكد ضرورة العمل معاً. وشدد سلام على إننا نمر بمرحلة صعبة وذلك لن يثنينا عن الاستمرار في المحاولة لإيجاد الحلول والمخارج، معلناً أنا اليوم بصدد انعقاد مجلس الوزراء الذي نأمل أن تتيسر الأمور لكي يقوم بما عليه من واجبات فالسلطة التنفيذية هي التي تتحمل مسؤولية تنفيذ الإجراءات. وأمل سلام من أن يكون لنا فرصة لتدرك كل القوى السياسية أننا إذا ما تعالينا وتجاوزنا الخصوصيات والمصالح لمواجهة التحديات لن نتمكن من حماية بلدنا فلبنان ليس لوحة معلقة على الحائط، بل ديناميكية وعمل وعطاء، لافتاً إلى أن كل شيء بحاجة إلى قيادة وتوجيه، مؤكداً إنني لن أتخلى عن مسؤوليتي وما علي القيام به لحماية لبنان واللبنانيين. الى ذلك، ترأس القائد العام ل ليونيفيلفي الجنوب الجنرال لوتشيانو بورتولانو الاجتماع الثلاثي في حضور ضباط من الجيش اللبناني وآخرين من اليونيفيل وضباط من جيش الاحتلال الإسرائيلي في رأس الناقورة، للبحث في الأمور المتعلقة بانتهاك الخط الأزرق ووضع العلامات المرئية على طول هذا الخط، إضافة إلى انسحاب العدو الإسرائيلي من شمال الغجر. وطالب الوفد اللبناني بانسحاب إسرائيل من الجزء الشمالي اللبناني المحتل من الغجر تطبيقاً لنداءات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المتكررة في هذا المجال.