لم يكن غريبا أن يظهر دريد لحام متباهيا بارتقاء القتلة على ظهره، مرحبا بتدلي أقدامهم حول رأسه، ومهللا باحتلال المجرمين لوطنه وقتلهم الأبرياء فيه وحصارهم وتجويعهم، فقد سبقه كثيرون ممن اعتادوا تقبيل الأحذية، والحفاوة بموت الجياع، وقهر النساء. أزاح هوامير الفن السوري هذه المرة بكل بجاحة ستار مسرحهم عيانا بيانا. سقطت الأقنعة مبكرا مقابل حفنة مال وفضح زيف مبادئهم ورسائلهم التي لطالما تغنوا بها، فلم يكن من توشح دور همام يعادل قيمة شسع نعل صديق ابن المهلهل ولا من تقمصت أدوار زنوبيا وبلقيس وشجرة الدر توازي شرف عاملة في بلاطهن. فحضور الصامدين الفاخر على منصات الحروب برق باسق الضياء يسبق النور ويقهر العتمة.
مشاركة :