يمكن الاشتباه بأن الطفل مصاب بالحساسية الغذائية إذا لوحظ وجود المظاهر الثلاثة التالية: ظهور أعراض الحساسية على الطفل خلال ساعتين بعد تناوله أطعمة معينة، وتشمل أكثر هذه الأعراض حدوثا (حدوث تورم بالفم)، أوالجهاز الهضمي (حدوث إسهال او قيء)، أو الجلد (بحدوث طفح جلدي) احتقان او ارتشاح الانف او العطاس او التنشق (خصوصا عند الإصابة بحمى القش وقد يحدث أحياناً للطفل المصاب بالربو او الصداع النصفي او المغص او ألم البطن المتكرر نوبات من هذه الأمراض بسبب الحساسية الغذائية ولكن نادراً ما يصاب الطفل برد فعل حاد للحساسية يشكل خطراً على الحياة (يسمى رد فعل لا وقائي) [anaphylactic]، الذي تظهر الأعراض الشائعة له على شكل صعوبة التنفس بصورة مفاجئة أوصعوبة البلع أو انخفاض ضغط الدم (صدمة تأقية). أو إذا أصيب الطفل بحالات حساسية أخرى كالإكزيما (مرض تحسس جلدي)، تكون نسبة حساسيتهم للطعام مرتفعة كثيراً عن غير المصابين بها. أو إصابة أحد أفراد العائلة بالحساسية الغذائية (الوالدين أوالأشقاء)، فالحساسية الغذائية غالباً ما تكون ذات جذور وراثية. واهم أسباب الحساسية الغذائية هي افراز خلايا الطفل المصاب بالحساسية أجساماً مضادة لبعض الأطعمة، وعندما تلتقي هذه الأجسام المضادة مع تلك الأطعمة يحدث رد فعل يتسبب في إفراز بعض المواد الكيميائية التي تسبب حدوث الأعراض. وكما سبق القول فإن هذه الإصابة بالحساسية تحدث بسبب عامل الوراثة؛ فعندما يكون أحد الوالدين مصابا بالحساسية فإن حوالي 40% من الأبناء قد يصابون بها، أما إذا كان كلا الوالدين مصابا بالحساسية فإن هذه النسبة قد تصل إلى 75%، وفي بعض الأحيان يكون الابن مصاباً بالحساسية لنفس نوع الطعام الذي يكون لدى أحد والديه حساسية منه. يشفى ما لا يقل عن نصف الأطفال الذين أصيبوا بالحساسية الغذائية في عامهم الأول عند بلوغهم سنتين إلى ثلاث سنوات من العمر، كما تختفي بعض الحساسية لأطعمة معينة أسرع من أطعمة أخرى (كالحساسية للحليب)؛ فبينما يصاب 3%-4% من الأطفال بحساسية من حليب البقر، فإن أقل من 1% منهم تستمر هذه الحساسية لديهم مدى الحياة، أما الحساسية للفول السوداني والجوز والسمك و(الروبيان) فاحتمال بقاء الحساسية فترة أطول. أما الأعراض الأقل حدوثا فتشمل: احتقان أو ارتشاح الأنف أو العطاس أو التنشّق (خصوصاً عند الإصابة بحمى القش). يعتبر الفول السوداني بصفة عامة من أكثر الأطعمة التي تسبب الحساسية، أما عند الأطفال فإن منتجات البيض والحليب هي الأكثر تسببا في الحساسية. تعتبر الأطعمة التالية مسؤولة عن أكثر من 80% من ردود الفعل التي تحدث بسبب الطعام: الفول السوداني (وزبدة الفول السوداني)، والبيض، ومشتقات حليب البقر وفول الصويا (وكذلك حليب الأطفال المصنوع من فول الصويا)، والقمح. الشكولاتة -الفراولة - الذرة (الشوفان). ويتم تشخيص الحساسية الغذائية إذا تبين بوضوح ظهور أعراض محددة قد نتجت عن تناول طعام معين مع إعادة تقديم الطعام للطفل بعد ثلاثة إلى ستة أشهر مع عدم تقديم الطعام الذي تسبب في إصابة الطفل برد فعل حاد أو رد فعل لا وقائي بتاتاً، إذ يجب على هذا الطفل ألاّ يتناول هذا الطعام بقية حياته، كما يجب الاحتفاظ بحقيبة للطوارئ بها حقنة أدرينالين جاهزة للاستعمال بالمنزل والمدرسة). تعتبر العديد من أنواع الحساسية الغذائية مؤقتة؛ لذا ننصح بإعادة تقديم هذه الأطعمة كل ستة أشهر إلى أن يبلغ الطفل ثلاث سنوات من العمر. فينصح بعدم إعطاء الطعام المشتبه فيه لمدة أسبوعين وبهذا فإن جميع الأعراض يجب أن تختفي ذلك أن حالة غالبية الأطفال تتحسن خلال يومين، وتتحسن حالتهم جميعاً بعد أسبوع واحد من التوقف عن تناول الطعام الذي يسبب الحساسية. ويمكن تقديم الطعام المشتبه فيه للطفل مرة أخرى (تنبيه: يجب عدم الإقدام على هذه الخطوة بتاتاً إذا كان الطفل قد أصيب برد فعل حاد أورد فعل لاوقائي للطعام). إن الغرض من ذلك هو إثبات أن الطعام المشتبه فيه هوالسبب الحقيقي للأعراض التي ظهرت على الطفل. ويفضل ان يقدم للطفل كمية صغيرة من الطعام المشتبه فيه، يجب ان تظهر نفس الأعراض خلال 10 دقائق إلى ساعتين بعد تناوله علاج الحساسية الغذائية هو عدم تقديم الطعام الذي يسبب الحساسية وإعطاء الادوية المضادة للحساسية إذا كانت بقع الشرى أو الحكة الأعراض الوحيدة للحساسية فيمكنك إعطاء الطفل دواء علاج (مضاد للحساسية) بعد استشارة الطبيب. الوقاية من الحساسية الغذائية لدى الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بها الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالحساسية أوالمصابون بها هم الذين يكون آباؤهم أوأشقاؤهم مصابين بالربو أو الأكزيما والحساسية الغذائية المؤكدة، ويكون احتمال الإصابة عالياً إذا كان كلا الوالدين مصاباً بالحساسية الغذائية. يمكن تأخير ظهور أعراض الحساسية على هؤلاء الأطفال عن طريق العناية بنوعية ما يقدم لهم من أطعمة، ويجب إرضاعهم طبيعياً (من الثدي) خلال العام الأول من العمر إذا كان ذلك ممكناً، وعلى الأم ألاّ تتناول منتجات الألبان أو الفول السوداني أوالبيض خلال هذه الفترة. أما إذا لم تتمكن الأم من إرضاع الطفل طبيعياً من الثدي فهناك خياران: إما تقديم حليب بديل للطفل مجهز من البروتين المحلل بالماء (protein hydrolysate) "ويعرف بالحليب البديل الأساسي"، أو تقديم حليب بروتين الصويا. والدي من الممكن التحسس منه مع محاولة الامتناع عن تقديم أكثر أنواع الأطعمة تسببا في الحساسية (الفول السوداني والسمك) حتى بلوغ الطفل سنتين من العمر. وينصح بالاتصال على الفور بالإسعاف أو الهلال الأحمر إذا أصيب الطفل بأي أعراض خطيرة كحدوث صفير عند التنفس أو سعال خناقي أو صعوبة التنفس أو الإغماء أو انسداد بالصدر أو الحلق. *مشرف كرسي الأمير عبدالله بن خالد لأبحاث حساسية القمح (سلياك) المدينة الطبية بجامعة الملك سعود
مشاركة :