القدس - قتلت القوات الإسرائيلية عددا من المسلحين خلال مداهمة لمخيم للاجئين بالقرب من مدينة أريحا اليوم الاثنين بهدف اعتقال نشطاء مشتبه بهم من حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وفق ما أعلنه الجيش الإسرائيلي وذلك بعد أيام من اقتحام مخيم جنين ما أدى إلى شن عمليات فلسطينية انتقامية وتدهور الوضع الأمني. ونشرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) تصريحات نقلتها عن جهاد أبو العسل محافظ أريحا والأغوار أعلن فيها "استشهاد خمسة مواطنين فجر اليوم الاثنين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي عقب اقتحام مخيم عقبة جبر جنوب مدينة أريحا". وأشار أبو العسل إلى أن القوات الإسرائيلية اعتقلت ثمانية خلال المداهمة أيضا. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن ثلاثة أصيبوا أحدهم حالته حرجة دون تفاصيل عن سقوط أي قتلى. وأكد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس في بيان سقوط قتلى على ما يبدو ووصفهم بأنهم "أبطال...قاتلوا حتى استشهدوا". وجاءت المداهمة وسط فترة تفاقم فيها التوتر بشدة مما أثار مخاوف من احتمالات المزيد من التصعيد في العنف وأدى لدعوات للتهدئة للجانبين من الولايات المتحدة وهيئات دولية منها الأمم المتحدة. وتشن القوات الإسرائيلية مداهمات في الضفة الغربية منذ أشهر إثر موجة من الهجمات في إسرائيل العام الماضي، ووضعت القوات في حالة تأهب مرتفعة بعد أن قتل مسلح فلسطيني سبعة قرب كنيس في 27 يناير/كانون الثاني. وقال الجيش الإسرائيلي إن مداهمة اليوم الاثنين لمخيم عقبة جبر استهدفت اعتقال مجموعة من المسلحين المنتمين لحماس، التي تدير قطاع غزة، وذكرت أنهم تحصنوا داخل منزل في المخيم ويخططون لتنفيذ مزيد من العمليات بعد محاولة تنفيذ هجوم الشهر الماضي على إسرائيليين في منطقة قريبة. وفي 28 يناير/كانون الثاني، قالت السلطات الإسرائيلية إن مسلحين ظهرا في مطعم في مستوطنة فيريد يريحو حيث كان هناك نحو 30 شخصا من رواد المطعم لكنهما فرا قبل تنفيذ الهجوم بسبب تعطل في أحد الأسلحة. وقالت القوات الإسرائيلية على مدى الأسبوع الماضي إنها نفذت عددا من العمليات لمحاولة ضبط واعتقال مشتبه بهم. وقبل مناقشات في القاهرة مع مسؤولين مصريين يأملون في منع مزيد من التصعيد، ألمح هنية إلى أن المداهمة قد تؤثر على المحادثات. وحثت الولايات المتحدة على تجنب العنف وتوتير الأجواء لتجنيب المنطقة مزيدا من التصعيد ودعا وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن القاهرة الى لعب دور الوسيط لنزع فتيل الأزمة. وقال وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان إنها تدين "بأشد العبارات الاقتحامات المتواصلة لمدينة أريحا ومخيم عقبة جبر والتي خلفت ارتقاء خمسة شهداء في جريمة بشعة ارتكبتها قوات الاحتلال في المخيم". وتابع البيان قائلا "كما تدين الوزارة بشدة الحصار المتواصل على مدنية أريحا لليوم العاشر على التوالي وتعتبره من أبشع أشكال الجرائم والعقوبات الجماعية" وتثير حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية مخاوف من سعيها للتصعيد بسبب وجود وزراء متطرفين على غرار رئيس حركة القوة اليهودية ووزير الأمن الداخلي ايتمار بن غفير.