اللاجئون في الأفلام .. أناس وليس مجرد أرقام

  • 1/29/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ينصب اهتمام الناس في أنحاء العالم هذه الأيام على أزمة اللاجئين السوريين، فهل يستطيع مخرجو الأفلام أن يضمنوا لنا أن ننظر لهؤلاء على أنهم أناس وليس مجرد أرقام؟، هذا ما يجيب عنه تقرير لـ"بي بي سي"، يناقش هذه القضية باستفاضة، حيث تطرق إلى عديد من الأفلام التي أظهرت المعاناة التي يعيشها اللاجئون في بعض الدول. كان أبوه وجده لاجئين، فأصبح الآن لاجئا أيضا، إنه تامر إسماعيل ذو الـ 14 ربيعا. ولد تامر في سورية وهو ابن لعائلة فلسطينية. وجد نفسه الآن وهو يطلب اللجوء في النمسا بعد أن توصل والداه إلى شراء طريقة عبوره بمفرده إلى أوروبا. في الفيلم القصير بعنوان "الحقل الأرجواني"، الذي عرض لأول مرة في كانون الأول (ديسمبر) ضمن "مهرجان دبي السينمائي الدولي"، يروي لنا تامر كيف يبدو الانتظار على حدود الاتحاد الأوروبي وكأنه "يوم القيامة"، مضيفا "كان هناك سوريون وفلسطينيون وعراقيون وأفغان وإيرانيون ـ لم يكن أحد منا يعرف ما سيحدث بعد برهة، وكنا جميعا مرعوبين". أخرج الفيلم المخرج الفلسطيني نصري حجاج، وهو ابن عائلة لاجئة في لبنان. وموله عدد من النمساويين المتعاطفين. حيث كان بمنزلة أولى المحاولات السينمائية لإبراز ظروف واقعية يمر بها شخص واحد، لكنها تمثل أحوال الآلاف من البشر الذين عبروا من منطقة الشرق الأوسط إلى أوروبا خلال هذا العام. وكان المخرج البريطاني "شون ماكاليستر" قد عرض علينا فيلمه الوثائقي "قصة حب سورية"، الذي حاز جائزة في مهرجان دبي السينمائي. وبحسب ماكاليستر، فإن المشكلة "تكمن دوما في كيفية إظهار المعاناة البشرية على وجه شخص ما". كان ماكاليستر قد أظهر لنا ذلك في شخصيتي كل من رغدة وعامر، وهما يجسدان زوجين كانا قد التقيا في سجن سوري قبل وقوع الحرب الأهلية، وسرعان ما انهارت العلاقة بينهما تحت وطأة العيش في المنفى في فرنسا. يقول ماكاليستر: "عندما بدأت في تصوير العمل الوثائقي، لم يكن أحد يهتم بما يجري في سورية"، مضيفا: "لا أدري بالضبط من اهتم حقا بحال اللاجئين السوريين، حتى تصدرت صورة ذلك الطفل المسكين الغريق الصفحات الرئيسة في وسائل الإعلام". وتابع: "إن الصدمة التي سببتها تلك الصورة كانت مشابهة تقريبا للصدمة التي تسببها الصور الإباحية. تلك هي التحديات والصعوبات التي يلاقيها المخرج أيضا ـ أن تعثر على صورة تظل متعلقة بذهن جمهور المشاهدين، وأن يتردد صداها بشكل لا يمكن لتقرير إخباري من نصف دقيقة أن يقوم به". إن أفضل مخرج أفلام معروف حتى الآن قام بمعالجة مشكلة ما يسميه "اليأس والوحدة التي يشعر بها ("الآخر" في مجتمع ما)، هو "جاك أوديار". وكان فيلمه "ديبان" نال جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي لهذا العام. وحسبما يقول أوديار، فإنه أخرج الفيلم بلغة التاميل، التي لا يتحدث بها، كي يعكس أيضا عزلة اللاجئين. هناك آخرون ممن هم أكثر تطرفا في طرق معالجتهم للمسألة. فهم يطلبون من اللاجئين أن يحكوا قصصهم، ليس بشكل وثائقي بل من خلال أفلام تمثيل روائية. وجاء فيلم "البحر الأبيض المتوسط" في المرتبة الثانية لنيل جائزة "لوكس"، التي يمنحها الاتحاد الأوروبي لأي فيلم "يسلط الضوء على مسألة تقع في صميم نقاشات الجماهير في أوروبا". إنه أول أفلام المخرج الإيطالي ـ الأمريكي جوناس كاربينيانو. ويتتبع الفيلم خطى شابين من شمال إفريقيا في رحلته إلى "لامبيدوسا" في إيطاليا. ويقوم بدور البطولة أحد أعز أصدقاء المخرج، وهو "كودوس سيهون"، الذي ارتحل بنفسه من دولة "بوركينا فاسو" إلى إيطاليا قبل عدة سنين، وكاد أن يغرق في البحر. يقول كاربينيانو: "إذا استطعت أن تقضي برهة مع شخص ما في لحظة حرجة من حياته، فإنك ستفهمه بشكل أفضل، وتتراجع (رغبتك) في أن تصدر حكما عليه"، حيث يدعونا "كاربينيانو" للاستماع إلى صوت العقل والمنطق. ويضيف "كاربينيانو" إن البلدة الإيطالية الصغيرة التي يعيشان فيها قد شهدت مدا متواصلا من اللاجئين من شمال إفريقيا منذ عام 2008. ثم علق بامتعاض قائلا: "أشعر وكأني وصلت متأخرا إلى الحفلة كي أوثق هذا. حطام السفن والأحياء ـ لقد أصبحت هذه جزءا من الحياة هنا".

مشاركة :