الرياض - تتعدد المناورات العسكرية في الخليج وسط حالة من التأهب والقلق في بعض العواصم الخليجية بسبب الانتهاكات التي تمارسها إيران ووسط مخاوف من ان تقوم الحكومة الإيرانية ببعض العمليات العسكرية انتقاما لتعرضها لهجمات مؤخرا استهدفت قواعد عسكرية وللتغطية على حالة الارتباك مع تصاعد الاحتجاجات الداخلية وتشديد العقوبات الغربية. وقد أطلقت الكويت والإمارات الأحد مناورتين عسكريتين في أراضيهما، بهدف "رفع جاهزية" قواتهما بالتزامن مع انطلاق مناورة عسكرية جوية شرقي السعودية، بمشاركة 10 دول بينها الولايات المتحدة وذلك وسط تصاعد التهديدات الإقليمية خاصة من إيران وأذرعها في المنطقة ومحاولات استهداف إمدادات الطاقة العلمية في مياه الخليج والمضائق. وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا)، بأن رئيس الوزراء الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، شهد "انطلاق تمرين (تعاون 1) في ميدان الأديرع (شمال البلاد) بمشاركة القوات العسكرية والأمنية ولجنة الدفاع المدني (الهيئات المدنية والحكومية)". كما حضر التمرين في نسخته الأول، "وزير الداخلية الكويتي، ووزير الدفاع بالإنابة الشيخ طلال الخالد، ووزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان (يزور البلاد حاليا)". وشملت فعاليات التمرين "تطبيق الأساليب الحديثة في التخطيط المتعلق بالتكامل الأمني والعسكري وإسناده من الأجهزة المدنية تحت مظلة لجنة الدفاع المدني"، وفق المصدر ذاته. كما شمل التمرين "استراتيجيات مكافحة العمليات الإرهابية ومختلف الحالات الأمنية الطارئة وسبل مواجهتها والسيطرة عليها بما يسهم في رفع مستوى جاهزية الفرق الميدانية والتعاون فيما بينها". بدوره، أكد رئيس وزراء الكويتي عقب حضوره التمرين، "أهمية بناء منظومة عسكرية ومدنية متكاملة قادرة على التعامل بشكل مثالي مع الأزمات وحالات الطوارئ لحماية الأمن الداخلي للبلاد في ضوء التحديات التي يشهدها العالم"، وفق الوكالة. وفي الإمارات، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع، "بدء تنفيذ تمرين درع الإمارات المشترك 51"، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية. وأوضحت وزارة الدفاع، أن التمرين "بهدف رفع كفاءة وجاهزية قيادات ووحدات القوات المسلحة في تخطيط وتنفيذ العمليات المشتركة في جميع الظروف والأوقات". وينفذ التمرين "داخل مياه وأجواء وأراضي الإمارات العربية المتحدة بمشاركة قوات مشتركة من القوات البرية ونظيرتها البحرية والجوية، وحرس الرئاسة والدفاع الجوي والطيران المشترك"، وفق المصدر ذاته. ولم تقدم الكويت والإمارات تفاصيل عن موعد انتهاء المناورتين وعدد القوات المشاركة فيهما. بدورها أفادت وكالة الأنباء السعودية، في وقت متأخر مساء الأحد، بانطلاق مناورات "رماح النصر" بنسختها الثالثة، في مركز الحرب الجوي بالقطاع الشرقي. وإلى جانب السعودية، تشارك في المناورات قطر والأردن والبحرين وباكستان واليونان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة ، فيما تشارك الإمارات والكويت وسلطنة عمان بصفة "دول ملاحظة" (مراقبة). وتتصاعد المخاوف في منطقة الخليج من امكانية ان تشهد المنطقة نزاعا مسلحا بعد التهديدات التي اطلقتها ايران اثر تعرض احدى قواعدها العسكرية لهجمات بطائرات مسيرة حيث اتهمت جماعات كردية متمردة وأجهزة مخابراتية بالوقوف وراءها في اشارة الى الموساد الإسرائيلي. وكانت إيران قد نفذت في السابق هجمات بمسيرات طالت ناقلات نفط في مياه الخليج ما تسبب في الاضرار بإمدادات الطاقة العالمية في وقت يحتاج فيه العالم للطاقة بسبب تداعيات الحرب الأوكرانية. وتقوم ايران بدورها ببعض المناورات العسكرية الجوية والبحرية في رسالة تحذير لدول الخليج والغرب ووسط مخاوف من جر المنطقة لحرب مدمرة. وانتقد مسؤولون ايرانيون بعض دول الخليج خاصة السعودية متهمين إياها بتأجيج الاحتجاجات وهو ما تنفيه الرياض وسط فشل محاولات التقريب بين البلدين بوساطة عراقية. ويهدف التمرين في السعودية إلى "رفع مستوى الأداء والجاهزية القتالية للوحدات المشاركة، بتنفيذ عمليات مشتركة تحاكي واقع التهديدات القائمة والمحتملة في بيئة عملياتية متعددة الأبعاد"، وفق الوكالة. وقال مدير التمرين، اللواء خالد الحربي، إنه "ينفذ سيناريوهات متنوعة لجميع العمليات الجوية"، وفق تصريح متلفز نقلته وزارة الدفاع السعودية، عبر حسابها على "تويتر". وفي سياق آخر، أفادت وزارة الدفاع السعودية، في سلسلة تغريدات مساء الأحد، بأن قائد القوات الجوية الفريق تركي بن بندر بن عبدالعزيز، التقى نظيره في القيادة المركزية الأميركية الفريق أليكس قرينكوتش، وتطرّقا إلى مجريات تمرين "رماح النصر". كما التقى مدير الأركان المشتركة للجيش السعودي اللواء الطيار حامد العمري، قائدة النقل الجوي في الجيش الأمريكي الفريق أول جاكلين دي فان أوفست، وبحث الجانبان "التعاون والتنسيق المشترك في المجال العسكري والدفاعي، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك"، بحسب التغريدات ذاتها. وترتبط الرياض وواشنطن بعلاقات إستراتيجية، وفق ما يؤكد البلدان رغم بعض التباينات التي طرأت في الفترة الأخيرة، خاصة تلك المتعلقة بقطاع النفط وتخفيض الرياض لإنتاج النفط ضمن اوبك+.
مشاركة :