أكدت إسرائيل أنه منذ حوالى شهر يتم إدارة مفاوضات هادئة بين حركتي فتح وحماس من أجل وضع آليات وخطط لإنهاء الخلافات بينهما وإنهاء الانقسام بين الضفة والقطاع، وقال تقرير سياسي إسرائيلي نشرته «معاريف» إن تلك المحادثات التي أجري جزء منها في العاصمة القطرية الدوحة، وإسطنبول في تركيا، فرض عليها تعتيم إعلامي كبير من كلا الطرفين، أمين مقبول الأمين العام للمجلس الثوري في حركة فتح، أكد إجراء الاتصالات التي أجريت في قطر، ونفى أن تركيا تشارك في جهود المصالحة بين فتح وحماس. لقد نجحت حركة فتح في الحصول على موافقة كل أعضاء الفصائل في منظمة التحرير لإقامة «حكومة وحدة وطنية» بدلًا من حكومة «الوفاق الوطني» برئاسة رامي الحمد الله، التي أقيمت وفقًا لاتفاق المصالحة بين منظمة التحرير وحماس، والذي تم توقيعه في مخيم الشاطئ بغزة (23 ابريل 2014)، حكومة «الوفاق الوطني» أقيمت في 2 يونيو 2014، لكن حركة حماس لم تسمح لها بالعمل في قطاع غزة تحت ذرائع مختلفة، وبدلًا من ذلك أقامت حماس «حكومة ظل» تحت رعايتها، حيث تدير شؤون قطاع غزة حسب تعليماتها. وتتابع «معاريف» قائلة: إن محمد أشتيه، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح كشف أنه «قريبًا سنعلن عن إقامة حكومة وطنية، سيكون بعدها انتخابات عامة، كل الفصائل الفلسطينية تريد حكومة وحدة، وأعتقد اننا نسير نحو هذا الأمر»، اللقاء المركزي في هذا الشأن يفترض أن يقام في الأيام المقبلة، من المفترض أن يتوجه عضوا اللجنة المركزية لفتح عزام الأحمد، المسؤول عن المصالحة مع حماس، وصخر بسيسو للدوحة عاصمة قطر للقاء مع خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في حال نجح اللقاء سيلتقي فورًا بعد ذلك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع خالد مشعل لإنهاء التفاصيل الصغيرة للاتفاق. وقالت «معاريف» النقاشات بين ممثلي فتح وحماس تتناول أيضًا في الاتفاق إجراء انتخابات للبرلمان، للرئاسة والمجلس الوطني الفلسطيني. وترى «معاريف» أن الجمهور الفلسطيني لا يشعر بالحماس تجاه تلك الأخبار، حيث إن كل محاولات المصالحة بين حماس وفتح حتى اليوم قد فشلت بصورة فعلية، أغلب الجمهور الفلسطيني معني بمصالحة، خصوصًا في ضوء الطريق المسدود في المجال السياسي وانتفاضة السكاكين الفلسطينية، لكنه يعتقد أن فتح وحماس مشغولون في «حرب الكراسي» وصراع القوة والسلطة وغير معنيون حقًا بالتوصل لاتفاقيات بشأن سيطرة مشتركة بصورة يتم فيها تقاسم الحكم بينهما، حركة حماس في قطاع غزة والسلطة الفلسطينية في مناطق الضفة. بالرغم من التشاؤم في الشارع الفلسطيني، لا يمكن استبعاد احتمال توصل ممثلي كلا الحركتين لاتفاقيات حول آليات للعمل على اتفاق المصالحة بينهما من 2014 نظرًا لوضعهما في المنطقة، وحقيقة ان انتفاضة السكاكين لم تقدم للفلسطينيين، بعد مرور 4 أشهر على بدايتها، أي إنجاز سياسي يُذكر. لكلا الحركتين هناك مصالح في نشر أخبار حول هذه المحادثات من أجل أن يُظهروا للجمهور الفلسطيني أنهم يحاولون التوصل لوحدة وطنية، حركة حماس متخوفة من عملية عسكرية إسرائيلية في شمال قطاع غزة من أجل تدمير الأنفاق الجديدة في أعقاب ما تم نشره في وسائل الإعلام الإسرائيلي، الجمهور الفلسطيني ساخط من تعثر وتيرة إعادة إعمار القطاع بعد عملية «الجرف الصامد»، ومن حقيقة ان معبر رفح مغلق في أغلب أيام السنة بسبب الخلاف بين فتح وحماس من أجل السيطرة على المعبر. وقالت «معاريف»: الضغوطات التي تتم ممارستها على قيادة فتح وحماس هي التي أدت بهم لاستئناف المحادثات من أجل المصالحة خوفًا من تقويض استقرار كل منهما في المنطقة التي يحكمها، مصالحهما واضحة، كل منهما يريد أن يبقى على كرسي الحكم، لذلك علينا أن ننتظر ونرى إلى أي حد جدية هي الاتصالات بين كلتا الحركتين، حتى إنهما اتفقتا بينهما على إقامة حكومة وحدة وطنية وإقامة انتخابات، لا يعني هذا أن الأمر سيحدث على أرض الواقع. حكومة الوفاق الوطني تمت إقامتها وفقًا لاتفاق مصالحة، لكن حركة حماس لم تسمح بتطبيقه في قطع غزة، ولم يتم تسليمها معبر رفح مثلما تحدد في الاتفاق، الجمهور الفلسطيني فعلًا يحيا في هذا الفيلم لكنه لا يبدي أي نوع من الحماس، إنه يُظهر حذرًا ويفضل أن ينتظر وأن يرى كيف ستتطور الأمور.
مشاركة :