((هل يرتجى مطر بغير سحاب)) - حكمة عربية - ماذا يحدث في المجلس البلدي بجدة ؟ وماذا يعني أن يمتنع بعض الأعضاء عن الجلوس في طاولة واحدة مع العضوتين المنتخبتين في المجلس؟ النساء السعوديات لسن كائنات غير مرئية في المجتمع، بل هن فاعلات في الشأن العام، هن عضوات في الغرف التجارية وعضوات في مجلس الشورى واجتماعات اللجان العلمية والنوادي الثقافية، وما يفعله الإعلام من تسطيح لتغطياته الإعلامية حول قضايا المرأة يصل إلى حد اختلاق الأحداث، يمكن وصفه بأسلوب صحافة الإثارة القائم على اختلاق الأخبار. في المشهد أكثر من علامة استفهام، الأولى للأعضاء الذين لم يقبلوا جلوس العضوتين معهم في طاولة واحدة، وهذا يعني «جندرة» قضايا المجتمع منذ البداية. والثانية للصحافيين والصحافيات الذين يغطون انتخابات المجالس البلدية، والذين لا يدركون إلى أي مدى تقع عليهم مسؤولية تحسين صورة المرأة في المجتمع وتغييرها من النمطية. والثالثة للمؤسسات الصحافية التي لابد أن تدرك أهمية وضع استراتيجية تجاه قضايا المرأة، فاستمرار صورة المرأة النمطية في صحافتنا تشكل خطورة نقلها إلى الصحافة الغربية، لأنها تعتمد على صحفنا كمصادر في تغطية أخبارها عن المرأة السعودية. لا يمكن أن نكون في مرحلة تمكين المرأة في المجتمع ونصل إلى تمثيل سياسي قوي لها في مجلس الشورى، ثم تقف بنا عقولنا عند اعتبار المرأة مواطنة من الدرجة الثانية فنناقش مكان جلوسها في الاجتماعات الرسمية؟!. المرأة في بلدي تستحق تقديراً يليق بها من أبناء مجتمعها قبل أن نتساءل عن نمطية صورتها في الخارج.
مشاركة :