إطلاق فيلم «يا طير الطاير» لهاني أبو أسعد في فلسطين ... حدث بمعايير عالمية

  • 1/29/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كما حدث في كل من تورونتو، ولندن، والدوحة، وأبو ظبي، كان قصر رام الله الثقافي، على موعد مع حفل الـ «السجادة الحمراء» في افتتاح فيلم «يا طير الطاير» (The Idol) للمخرج الفلسطبني هاني أبو أسعد، والمقتبس من سيرة حياة نجم الغناء الفلسطيني محمد عساف، بحضورهما، ونخبة من ممثلي الفيلم، وبخاصة الطفل قيس عطا الله (عساف الصغير)، الذي قدم دوراً مدهشاً برفقة هبة عطا الله (شقيقته نور)، وأحمد قاسم (صديقه أشرف)، وعبد الكريم أبو بركة (صديقه عمر). واعترف أبو أسعد في حديث إلى «الحياة» بأن أصعب عروضه هي في فلسطين وأمام الفلسطينيين، حيث «العيون مفتوحة على أدق التفاصيل لأنهم يعيشونها»، لافتاً إلى أن أهمية عرض الفيلم في فلسطين أهم من أية دولة أخرى، متشوقاً لعرض الفيلم في قطاع غزة ... وقال: فيلم «يا طير الطاير» ليس فيلماً عابراً ... هو فيلم مهم لي على الصعيد الشخصي، لأنه يتحدث عن غزة التي تصدّر المقاومين والفنانين والمبدعين على رغم أنها تقبع تحت الحصار، وتحت القمع ... هذا الفيلم هديتي لغزة وأهلها.   كوميديا وتراجيديا وتميز الفيلم بلغة سينمائية عالمية اجتمعت فيها الكوميديا بالتراجيديا بـ «الآكشن» والغناء، وبالتالي نجح هاني أبو أسعد في نقل صورة حقيقية ومغايرة بمقاييس سينمائية عالمية عن الشعب الفلسطيني، ومعاناة، وأحلامه، وطموحاته، ومن دون أن يظهر جندياً واحداً من جيش الاحتلال في الفيلم، مع عدم غياب دلالات ما يسببه هذا الجيش للفلسطينيين من أذى كبير، فهو غائب وليس مغيّباً. وكان محمد عساف قال للصحفيين قبيل عرض الفيلم في رام الله، مساء السبت الماضي: «على رغم الاحتلال والصعوبات، فإن فلسطين حاضرة على الدوام في كل المحافل، ومنها الثقافية والفنية إضافة إلى العلمية والرياضية وغيرها... حكاية الفيلم لا تجسد فقط قصة محمد عساف، بل معاناة الشعب الفلسطيني، وجوانب أخرى تتعلق بالمجتمع الفلسطيني، إضافة إلى عدم إغفاله الاحتلال الذي له الأثر السلبي الأكبر في كل مواطن فلسطيني، والشباب الفلسطيني في شكل خاص». وأضاف: «رســالتنا عبر الفيلم هي رسالة أمل، وطموح، أما القصة فمقتبسة من حكايتي لكن فيها الكثير من الدراما، أي الأحداث غير الواقعية التي تخدم طبــيعة الفيلم، وما شجعني على الفيلم أنه يتحدث عن فلســـطين قبل كل شيء ... هناك حكايات متخيلة، وأغلب الحقائق تتعلق بالفترة التي يظهر فيها محمد عساف شاباً». وكشف عساف، وبتلقائيته المعهودة لجمهور العرض الافتتاحي لفيلم «يا طير الطاير»، أن شقيقته الكبرى أصرت على إقراضه راتبها ليشارك في برنامح «محبوب العرب» (Arab Idol)، وأنه كان قد استدان من شخص قبلها، كونه «ما كان معاه مصاري»، في حين أظهر الفيلم تفاصيل رهيبة لخروجه من غزة، من بينها «الفيزا المضروبة»، وادعائه للضابط الفلسطيني في معبر رفح، بأنه ذاهب للمشاركة في مسابقة للقرآن الكريم، وقراءة آيات بصوته الذي أبهر مقابله، كانت بمثابة فيزا ثانية له من هذا الضابط الملتحي، مع الأخذ في الاعتبار أن بعض الأحداث قد لا تكون واقعية، كما أكد القائمون على الفيلم. وإدخال أحداث متخيلة لأسباب درامية، وهو ما أشار إليه الفيلم صراحة في مطلعه أيضاً، خدمه كثيراً، فيما أتى بوح عساف للمخرج أبو أسعد حول تفاصيل حياته الغائبة عن العامة ليقدم إضافة أخرى لـ «يا طير الطاير»، علاوة على السيناريو ذي الحساسية العالية، وكذلك الكاميرا، وهذا ما اعتدنا عليه من هاني أبو أسعد، إضافة إلى التركيز على الإنساني بعيداً من الكلاشيهات والشعارات، مع أهمية الإشادة بأدوار الفنانين الفلسطينيين والعرب، وبخاصة الأطفال، إضافة إلى ما لعبته العناصر المرافقة من موسيقى، وديكور، وملابس، وتحريك الفنانين في المشاهد الداخلية والخارجية، وغيرها، فالفيلم أضحك وأبكى الجمهور قرابة الساعتين، وهو ما يجعل منه فيلماً ناجحاً، فمن يصنع فيلماً عن أناس، ويمسهم، ويداعب مشاعرهم، من دون فذلكة، ومن دون أن يشعروا بالملل، فيلم متميز، وهذا ما كان. وفيما شدد د. إيهاب بسيسو وزير الثقافة الفلسطيني على أن من مهمات الوزارة دعم السينما الفلسطينية كأحد مقومات الثقافة الفلسطينية، أكد الإعلامي البحريني خالد الشاعر، ممثل مجموعة (MBC) ومقدم برنامج «صباح الخير يا عرب»، والذي دعا عساف إلى إطلاق فيلمه، على أهمية زيارة فلسطين له ولكل عربي، قائلاً إن من يمتنع عن زيارتها بدعوى التطبيع مخطئ لا شك، كاشفاً عن أنه وصديقه اللبناني مخرج البرنامج استلهما روح المغامرة من الشعب الفلسطيني، وتوجها إلى القدس وإلى المسجد الأقصى «من دون تصريح»، مؤكداً أن عرض الفيلم في فلسطين خطوة أولى نحو سلسلة إنتاجات تلفزيونية قد تقوم الشركة بإنتاجها عن، وفي، فلسطين. وكان جدل كبير ثار حول ما وصفه بعضهم بارتفاع أسعار تذاكر حفل افتتاح فيلم «يا طير الطاير» (The Idol)، وكانت محدودة بسعر خمسة وعشرين دولاً أميركياً للتذكرة الواحدة، بل إنه وصل حد الهجوم على عساف نفسه، والتشهير ببعض الممثلين. وكشف محمد جبر، مدير عام شركة زين للعلاقات العامة في مدينة رام الله، وهي الشركة صاحبة الحق بتوزيع فيلم «يا طير الطاير»، في الضفة الغربية، والمسؤولة عن تنظيم حفل الافتتاح في قصر رام الله الثقافي، بأن النسبة الأكبر من ريع تذاكر الحفل ستذهب لمصلحة مركز خالد الحسن للسرطان، الذي وضع حجر الأساس له الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مؤخراً. وأكدت شركة زين للعلاقات العامة، في بيان لها، مساء الخميس الماضي، لعشاق السينما في فلسطين، ولمحبي الفنان محمد عساف، والمخرج هاني أبو أسعد، بأن الفيلم سيعرض بعد يومين من عرض الافتتاح في العديد من دور العرض في محافظات الضفة الغربية، وبالسعر المتعارف عليه في دور العرض هذه (ما بين 6 إلى 9 دولارات للبطاقة الواحدة). واستهجنت الشركة قيام بعضهم بالهجوم على النجم محمد عساف، مؤكدة أن لا علاقة له بعروض الفيلم وحيثياتها في فلسطين وخارجها، بل إنه ليس من بين ممثلي الفيلم أصلاً، حيث إن علاقته اقتصرت على منح الشركة المنتجة حقوق تحويل سيرته الذاتية إلى فيلم سينمائي. مؤكدة ان مشاركته في حفل الافتتاح لم تكن إلا تلبية لدعوة الجهة المنظمة، وتعكس بالضرورة انتماءه لوطنه وشعبه ومحبيه في فلسطين، التي لطالما التزم ولا يزال برفع اسمها عالياً في كل المحافل.

مشاركة :